كتبت – أماني موسى
هي امرأة مثيرة للجدل، البعض يراها السبب في سقوط ابنها فاروق الأول عن عرش مصر، ويراها البعض الآخر أحد أبرز ثلاث نساء أدرن عرش مصر مثلما روى عنها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، بالنهاية تجد نفسك أمام شخصية أثرت وغيرت في مجرى التاريخ، الملكة نازلي صبري لم تكن امرأة عادية بل امرأة إن جاز التعبير هزت عرش مصر.
ولدت الملكة نازلى في يوم الاثنين الموافق 15 يونيو سنة 1894، فى قصر ابيها عبد الرحيم باشا صبري وزير الزراعة، فى الإسكندرية فى ضاحية سان استيفانو، وكان هذا القصر مجاورًا لقصر محمد باشا سعيد، رئيس الوزراء الأسبق، ثم انتقلت مع أسرتها للدقي بالقاهرة.
أول امرأة تحصل على لقب سلطانة
كانت نازلي المرأة الوحيدة في تاريخ مصر التي حملت لقب سلطانة بزواجها من السلطان فؤاد عام 1919 ثم ملكة بعدما أصبح السلطان ملكًا، ثم صاحبة الجلالة الملكة الأم بعد أن تولى ابنها عرش مصر عام 1937.
زواجها من الملك فؤاد
تزوجت نازلي من الملك فؤاد وقد أنجبت من الملك فؤاد خمسة أبناء هم: الملك فاروق، الأميرة فوزية، الأميرة فائزة، الأميرة فائقة، ثم الأميرة فتحية.
وكان يكبرها بـ 20 عامًا ما جعله شديد الغيرة عليها ويخفيها داخل القصر الملكي وترددت أقاويل حول قيامه بتعذيبها، وعندما توفي الملك فؤاد في أبريل من عام 1936 شعرت نازلي بالحرية للمرة الأولى بعد أن عاشت طويلا داخل جدران سجنها الملكي، لتبدأ مرحلة من القصص والمغامرات العاطفية التي تشكل الباقي من عمرها ونهايتها فيما بعد.
وفاة الملك فؤاد وانطلاق نازلي في مغامرات عاطفية وزواج عرفي
حين توفي الملك فؤاد، لم يكن فاروق قد بلغ بعد السن القانونية لتسلم العرش، وتم تعيين لجنة وصاية عليه كان يرأسها أبرز الطامعين في الحكم وقتها الأمير محمد علي توفيق، ما دفع بالملكة نازلي لاستصدار فتوى من الإمام المراغي بأنه يجوز للإنسان أن يتصرف في أمواله عندما يبلغ 15 عامًا من عمره ليتسلم فاروق حكم البلاد وهو في عمر الـ 17.
ووقعت الملكة في غرام أحمد باشا حسنين، وأستمرت علاقتهما لمدة تقترب من التسع سنوات إلى أن توفي في حادث سيارة أثر اصطدام لوري تابع للقوات البريطانية بسيارته على كوبري قصر النيل.
ويقال أنها تزوجته عرفيًا بمعرفة ابنها الملك فاروق آنذاك.
وتسببت تصرفات الملكة الأم في خلق جو مشحون بالغضب بينها وبين ابنها الملك فاروق، لتقترب فصول حياتها من كلمة النهاية.
صيف 46.. رحلة النهاية و30 عام في المنفى لنازلي وبناتها
ففي أحد الأيام الحارة بشهر يوليو عام 1946 وقف الكثير من المصريين على رصيف ميناء الإسكندرية يودعون ذويهم المتجهين إلى فرنسا، وكانت الملكة نازلي ومعها الأميرتين فايقة وفتحية مسافرين في اليوم ذاته إلى مارسيليا، ولم يخال إلى المودعين في ذلك الوقت أنهم يودعونها بلا عودة لتبدأ فصلا الأخير لأكثر من ثلاثون عام بالمنفى ونهاية تعيسة لقصتها.
وفي غربتها تعرفت إلى "المسيحي" رياض غالي، أمين المحفوظات بقنصلية مصر فى مارسيليا، لتبدأ مغامرة عاطفية جديدة يقال أنها دفعتها لاعتناق المسيحية هي وبناتها.
ونشأت علاقة بين الأميرة فتحية ورياض غالي وتزوجا وأنجبا ابنة، واستمرت زيجتهم عدة سنوات.
وعارض الملك فاروق هذه الزيجة وفى أواخر أبريل 1950 طلب من النحاس باشا أن يستخدم نفوذه لدى الملكة نازلى لمنع هذا الزواج بأى ثمن، وقال لها: ( ثقى أن هذا الزواج سيكون أول مسمار فى عرش ابنك، وأول مسمار فى نعشه).
فيما أنتزعت صفة الملكية عنها والأميرة عن بناتها وجردوا من أموالهم وتمت مصادرتها.
ويقال أنها اعتنقت المسيحية على المذهب الكاثوليكي في عام 1965 وهو نفس العام الذي توفي فيه أبنها الملك فاروق، لتموت فى عام 1978 بمدينة لوس أنجلوس عن عمر يناهز 84 عامًا.
الملكة نازلى فى لوس انجيلوس تحتفل بعيد ميلادها ال 80 ومعها من اليمين ابنتها الاميرة فتحية وعلى اليسار رانيا رياض غالى ابنة الاميرة فتحية
الملكة نازلى فى جنازة الاميرة فتحية
قبر الملكة نازلى