الأقباط متحدون - حوار كاشف
أخر تحديث ١٩:٢٦ | الثلاثاء ٢٨ يوليو ٢٠١٥ | ٢١أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٥السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حوار كاشف

الراحل السيد عمر سليمان
الراحل السيد عمر سليمان

مينا ملاك عازر
قرأت أول أمس حواراً نشرته الزميلة الوطن بالتزامن مع الزميلة الأسبوع للكاتب الصحفي مصطفى بكري، أجراه مع نجلتي الراحل السيد عمر سليمان، وكان واضحاً مدى دقة السيد بكري في رصده تفاصيل الحوار، وإن وضعنا في اعتبارنا أن السيد بكري محب شديد للمشير طنطاوي، ومن كبار المدافعين عنه، ويبدو أيضاً  أنه عاشق للسيد عمر سليمان، فالسيد بكري في موقف حرج، تستطيع كشف ذلك من الحوار، فهو يحب نقيضين مختلفين في أسلوبهما وطريقتهما، وكان عليه أن ينشر وجهة نظر نجلتي السيد عمر سليمان الملمحة لمسؤولية المشير لما آلت إليه أوضاع البلد دون أن يستطع الدفاع عنه لأول مرة، وقد وردت ثلاث وقائع بالحوار، منه ما أتى تصريحاً ومنه ما أتى تلميحاً، الواقعة الأولى وهي عدول المجلس العسكري عن تشكيل مجلس رئاسي يكون عضوين من أعضائه السيد عمر سليمان والفريق شفيق في ثاني يوم رحيل مبارك من السلطة، وهو ما كان الكل متفق عليه، ليقود البلاد مع المجلس العسكري لكن المشير لم ينفذ الاتفاق وتحمل المسؤولية وحده مع المجلس العسكري، وهو الذي كان يقول عنه السيد بكري ويقول هو عن نفسه زاهداً في السلطة، ولا يريد حكم مصر، إذن لماذا تحمل المسؤولية منفرداً إلى أن أوصلنا لحكم الإخوان؟

الواقعة الثانية تثبت نزاهة الانتخابات الرئاسية إبان حكم المجلس العسكري للبلاد حيث رفض المشير طنطاوي مد فترة تقديم التوكيلات لساعتين لتقديم السيد عمر سليمان باقي التوكيلات المطلوبة من أسيوط لإتمام أوراق قبوله مرشحاً في الانتخابات الرئاسية، رفض المشير طلب عمر سليمان بمد ساعتين وهو الذي مد في الوقت في أمور كثيرة، صحيح أن هذا نزاهة ولكنني أكاد أشعر أنه رغبة في تحاشي الصدام مع الإخوان الذي كان قد رُفِض لهم أوراق مرشحهم الأساسي السيد خيرت الشاطر. وهناك واقعة تعد امتداد للواقعة السالفة، وهي تأكيد شبه خفي أن الفريق شفيق هو الكاسب للانتخابات لكن فهم السيد عمر سليمان للمشير طنطاوي جعله يؤكد أن من سيفوز هو مرسي، وقد قالها لبناته أن الأمريكان يريدون حكم الإخوان أي أن السيد بكري ينشر بنفسه شهادة تؤكد رضوخ –للأسف- المشير لضغوط الأمريكان التي كان متأكد منها السيد عمر سليمان لتوصيل الإخوان لسدة الحكم.

أما آخر ملحوظاتي على الحوار، أن السيد عمر سليمان فور خروجه من السلطة انسحب منه الخط المشفر وهذا حق لكن أن يترك بلا حراسة تحميه في تنقلاته أثناء رحلته العلاجية خارج مصر وبالتالي داخلها، وهذا نستشفه من مفاجأة أطقم أطباء مستشفى كليفلاند الأمريكي من أنه رئيس المخابرات المصري، ما يعني أنه لم يكن هناك أي دلالة تأمينية على شخص عظيم كهذا - صندوق أسرار الوطن- لحمايته شخصياً أو لحماية معلوماته، كما أن آخر سطور الحوار تكشف عدم وجود متابعة شخصية من المشير طنطاوي للحالة الصحية لزميل السلاح ورفيق الجهاد في حكومة حكم مبارك إذ أنه علم بخبر وفاته من زوج ابنة الراحل وكاد يبهدله بلفظ بناته بنقل جثمانه من كليفلاند لنيويورك ثم من هناك لمصر، لولا تشدد بناته وإصرارهم لنقله مباشرة لمصر ما يعني أن ثمة عدم اكتراث من السلطة بمصر بالراحل وبرحيله، وهنا أُلقي باللوم أيضاً على الإخوان الذين طالما جلسوا معه مفاوضين على الحكم لكن حاتعمل إيه في قليل الأصل.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter