"الموت" ضيف ثقيل دخل عددا من البيوت المصرية دون استئذان خلال أسبوع مضى، جمع في ثناياه أشخاصا لم يقترفوا ذنبا إلا أنهم مواطنون، منهم من قرر أن يقضي ساعة من الزمان متنزها فوق ظهر مركب تسير على ضفاف نهر يستبشر خيرا كل من رآه، وآخرون خرجوا من بيوتهم قاصدين "لقمة العيش" ليجدوا النهاية في انتظارهم على الأسفلت، وفئة ثالثة لم تكد تبرح بطون أمهاتها حتى عادت إلى بارئها دافعة ضريبة لم يكن لها عنوان غير الإهمال.

ليلة الأربعاء الدامي كانت رحلة الموت بحراً في غرق مركب نيلي بمنطقة جزيرة الورّاق في الجيزة، بعد اصطدام صندل تابع لإحدى الشركات بالمركب أثناء سيره، ما أدى إلى غرق المركب بالكامل في قاع النهر، ليتسبب في وفاة جماعية لبعض الأسر، فشخص واحد فقد 7 من أهله، ويصل عدد الضحايا إلى 43 شخصاً ما بين أطفال ونساء وشباب، بعدها يتخذ رئيس الوزراء قراره باستبعاد رئيس هيئة النقل النهري، ومدير الإدارة العامة للمسطحات المائية، من منصبيهما، كما قرر بصفة استثنائية، صرف مبلغ 60 ألف جنيه، لأسرة كل متوفٍ، مع سرعة علاج المصابين على نفقة الدولة، ليرد أسر ضحايا "المركب على الحكومة، بلّى التعويض واشربى ميّته".

حادث غرق المركب بالنيل ربما لا يتكرر كثيراً، لكن حوادث الطرق لا تنتهي، ففي يوم الثلاثاء الماضي، لقي 4 أشخاص مصرعهم إلى جانب 4 مصابين في حادث انقلاب سيارة ميكروباص على الطريق الصحراوي الغربي، كما لقي 4 أشخاص مصرعهم وأصيب 16 آخرون في حادث انقلاب أتوبيس على طريق "أسيوط - البحر الأحمر" أمس، وأيضاَ لقي 5 أشخاص مصرعهم وأصيب 4 آخرون في حادث تصادم على طريق الواحات، وغيرها من الحوادث على مدار الأسبوع، التي يفقد العديد أرواحهم بسببها.

وفي نفس الأسبوع حدثت حالات وفاة لـ4 أطفال في بني سويف من بين 36 طفلا أصيبوا بارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة وإسهال وقئ وغثيان وفقدان للوعي، بسبب تركيب محلول جفاف في مستشفيات مراكز ببا وإهناسيا والواسطى، استكمالا لمسلسل الوفاة الذي بدأ مطلع الأسبوع، لكن التعويض أقل هذه المرة، 20 ألف جنيه لأسرة كل متوف، كما اتخذ المسؤولون قرارتهم تلك التي تتبع كل حادث، فقررت وزارة الصحية إيقاف العلاج بمحلول ريهايدران برقم تشغيل "140509"، بمستشفيات محافظة بني سويف أو أي مستشفى تم توريد المحلول إليها في جميع محافظات الجمهورية، كذا التحفظ على جميع العينات الخاصة بالمحلول وتحليلها بمعرفة الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، وأيضاً تحويل الموضوع بجميع وقائعه إلى السيد النائب العام، بالإضافة إلى تحويل مديرة إدارة الصيدلة للتحقيق، كما سيتم وقف المصنع التابع للشركة المنتجة لمحلول "ريهايدران"، وتنتهي الواقعة بفقدان 4 أطفال لحياتهم.