حنا حنا المحامى
من المعروف ومما لا يحتمل أى جدل أن الشيطان يعمل دائما على التقسيم, التفرقه, العداوه, الضعف بدلا من القوه ... وهكذا.
ومن أساليب التفرقه التى تمارس فى بعض الدول ومنها مصر للاسف الشديد موضوع الدين. وهو اسلوب يستهوى أعداء الوطن وللاسف الشديد أيضا أنه يجد استجابه وهذه الاستدجابه دون أى تحفظ بل هى استجابه غير محدوده. وتتحقق الاستجابه بصرف النظر عن الاثار السلبيه بل السىئه التى تنجم عن التفرقه
ويتعين أن ننظر إلى الامر بشئ من التعقل. أنا ولدت مسيحى لانى ولدت من أبوين مسيحيين. وأخى وجارى ولد مسلما لانه ولد من أبوين مسلمين. ما الضرر فى هذا أو ذاك. إنه أمر طبيعى جدا أن يعتنق المرء ديانة والديه, وهو أمرليس له فيه أى خيار. كذلك أنا ولدت من أب يرتدى قفطانا وجلبابا وجارى ولد من أب يرتدى بدله وكرافته. ما هو الفرق بين الاثنين؟ هل هذا مصرى والاخر غير مصرى؟ بالطبع لأ. كلنا مصريون.
ومن الامور التى تدل على قصور فى الفكر والسلوك أن يكون للمصرى بعض المزايا لانه مسلم والاخر يحرم من مثل هذه المزايا لانه مسيحى. علما بأن كلا الشخصين مصريان. فمثلا رئيس الجمهوريه يتعين أن يكون مسلما. لماذ؟ كذلك يتعين أن يكون دين الدوله الاسلام. لماذا وكيف؟ هل تذهب الدوله لصلاة الفجر كل يوم؟ هل تصوم الدوله شهر رمضان المبارك؟
إن الشيطان يهمه بالدرجة الاولى ألا تكون هناك دوله قويه أو متماسكه. وليس أقوى من الدين أن يستخدمه ليبث الفرقه والتفرقه والانقسام والضعف والوهن. ولذلك يوحى بالانقسام والفرقه والتفرقه بوسائل عده لا يتفوق عليه فيها إلا المصريون خاصة والعرب عامة.
إذا نظرنا إلى الدول الاجنبيه نجد أنها قد تفوقت على هذه المفاهيم العتيقه التى تضعف الكيان –أى كيان- وطنى. بل وصلت تلك الدول إلى أبعد من هذا. فإن الحريه حرية الاديان لا تمارسها فحسب بل إن أى شخص على الكره الارضيه يرى أنه مضطهد بسبب الدين يلجأ إليها فتأويه حيث يمارس عقيدته بكل حريه.
من هنا حصلت تلك الدول على زبد الشعوب لانها تدرك أن الدين لله وأن المواطن وسلوكه وعمله وإنتاجه هى التى تعنيها بالدرجة الاولى والاخيره. بينما من يترك بلده ويترك عشيرته وعمله وكل ما شيده وأنتجه ويهجرها إلى أى دولة أخرى لتتمتع بإنتاجه ومواهبه نجد أن الدول المهجر منها تتأخر والدول المهجر إليها فى تقدم مضطرد ونجاح مستمر.
وللاسف الشديد أن هذه الحقيقه واضحه وظاهره للعيان. مع ذلك فإن الدول المتخلفه تتمسك بتخلفها لتفقد لبابة شعبها وخيرة رجالها ومنتدجيها وبذلك يتضاعف ضعفها وتخلفها. بينما الدول المهجر إليها تتضاعف قوتها وإنتاجيتها. هل تشاهدون د. هانى عازر وحالفه عشرات بل ومئات من المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين ولو أن المسيحيين أكثر من المسلمين ولكن السبب واحيانا الدافع واحد.
لذلك ألا يصح لهذه الدول وقادتها أن يدركوا أن نجاح الوطن وتقدمه رهين بوحدته؟
وبهذه المناسبه أردد ما قاله مشاهد المباراه السودانى وهو يشاهد مباراة كرة القدم:
"دينا الكورا .... دينا العارضا".