الأقباط متحدون - البابا ليس حصان للمراهنات
أخر تحديث ٠٤:٢٠ | الجمعة ٣١ يوليو ٢٠١٥ | ٢٤أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البابا ليس حصان للمراهنات

البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى
بقلم : زكريا رمزى زكى
منصب بطريرك الكنيسة المرقسية هو منصب روحى بتكليف من الروح القدس , ليس من أحد تعطى هذه الكرامة لكن من الله أبى الأنوار ، للتعليم والارشاد وتطبيق تعاليم الكتاب المقدس يجلس بطريرك الكرازة المرقسية على كرسيه رئيسا للكنيسة واساقفتها محافظا على تعاليمها وطقوسها . على هذا النهج صار بابوات الكنيسة الـ 117 ، وهكذا يسير البابا تواضروس الثانى . وصفحات تاريخ الكنيسة تعطينا أمثلة عديدة لبطاركة تحدوا الملوك والسلاطين من اجل الحفاظ على التعليم الذى تسلموه من الأباء ولم يغيروا حرف واحد فيه على الرغم من الصعاب التى واجهوها فى ذلك .   
 
لايمكن أن تتخذ كل مجموعة من الناس البابا حصانا للرهان اذا ما نفذ لهم مطالبهم ورغباتهم أيدوه ودعوا له واذا ما امتنع عن ذلك ترصدوا له وخالفوه . 
 
فالبابا مهمته الأساسية هى تنفيذ تعاليم المسيح والانجيل وليس إرضاء الناس واهمال هذه التعاليم . 
 
انتشرت فى الأونة الأخيرة ومنذ بداية حبرية البابا تواضروس مجموعات من الروابط المختلفة التى تريد كل منها استمالة البابا والكنيسة الى السير فى ركابهم وتنفيذ ما يرونه لصالحهم مستخدمين فى ذلك كل وسائل الضغط ، معتقدين أن بذلك سيحققون مكاسب ويقتنصون بعض المآرب . 
 
فتارة نجد هؤلاء يؤيدون البابا فى قراراته ويدافعون عنه ويرفضون أى نقد موجه له وتارة أخرى نجدهم يهاجمونه هجوما ضاريا بل ويطالبون بعزله من منصبه لأنه لم ينفذ لهم مطالبهم . والتناقض الواضح فى هذه المواقف هو انهم يؤيدون مصالحهم ومكاسبهم الشخصية فعندما يجدونه سينفذها لهم يأيدوه واذا ما رأوا انه سيمتنع عن تنفيذها عارضوه . 
 
فهل يعتقد هؤلاء أن البابا سيخشى على كرسيه وسيدافع عن منصبه ويهم لتنفيذ مطالبهم التى تخالف تعاليم الانجيل المقدس ؟ كلا لن يحدث ذلك فالبابا لن يخالف تعاليم الكتاب المقدس ولا يستطيع أحد عزله أو الاقتراب منه لأنه لم يأخذ منصبه من الناس فلا يستطيع الناس أن يعزلوه . 
 
فالسيد المسيح نفسه عندما كشف للتلاميذ الوصية انه لا يقبل الايمان احد الا بهبة من الله تركه كثيرون لأنهم لم يحتملوا فلم نجده يسعى خلفهم أو دعاهم وخفف لهم الوصية وانما قال للباقين اذا كنتم انتم تريدون ان تذهبوا فإذهبوا .
 
فمن يريد انجيلا على حسب ظروفه واهوائه فلا يوجد ذلك الانجيل عند البابا تواضروس لان البابا ما هو الا حلقة من حلقات تاريخ الكنيسة المجيد الذى تم تسلمه من السيد المسيح . 
 
ومن يريد وصيه تناسب العصر الحالى وتطوره فسيجدها لو اعاد اكتشاف نفسه . فمحبة الاعداء التى دعى اليها المسيح واستهجن البابا عليها عندما رددها فى الايام الاخيرة موجودة ونفذت فى تاريخ الكنيسة من اجدادنا وهى التى جعلت المسيحية تستمر الى الان . 
 
لان المسيحية لو كانت قوة عسكرية كقوة الرومان لانتهت ولم تستمر حتى وقتنا هذا لكن المسيحية رسالة سلام ومحبة للجميع . تعاليمها لا تتغير عبر الزمان لانها صالحة لكل زمان ومكان . 
 
فيا من تعتقد انك ستنال إمتياز لا يخضع للانجيل بمساندتك للبابا أقول لك لن يحدث هذا لأن البابا هو سليل قديسو الكنيسة الاجلاء الذى لن يخالف تعاليم الكتاب من أجل مساندتك له وهو ليس حصانا للرهان يكسب كل من يقف الى جانبه . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter