الأقباط متحدون - مي عامر تكتب: الرقص مع حماة الفضيلة
أخر تحديث ٠٣:١٣ | الأحد ٢ اغسطس ٢٠١٥ | ٢٦أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٠السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مي عامر تكتب: الرقص مع حماة الفضيلة

مي عامر
مي عامر

منذ أيام كان هناك طوفان أخبار عن إلقاء القبض المفاجئ على الراقصتين شاكيرا وبرديس بعد بلاغ قدمه المحامي محمد النمر يتهمهن فيه بالتحريض على الفجور ، الامر ذاته حدث من قبل مع الراقصة منة مؤدية كليب سيب ايدي لذا أتمنى للمحامي محمد النمر السعادة والطمأنينة ، حيث أنه نائم ألان مرتاح البال بعد أن حفظ أخلاق المصريين وكبح جماح الثلاث راقصات منة وشاكيرا وبرديس والقى بهن في السجن واللاتى –حسب قوله- يبرزن مفاتهن من أجل زيادة أسعارهن في الكباريهات ، كما أنتظر منه متابعة المزيد من الكليبات بدقة وتصنيفها بمعيار لا يعلمه الا هوـ إن كانت محرضة على الفجور أم لا، وليكثر الله من أمثاله ويوسع الله رزقه ويزيد له ذياع صيته كما يدبر ، وأهو كلنا بندور على لقمة العيش.

كان تعاطي مع القضية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مخجل من خلال مجموعة المواقع الإخبارية التي تحترف نشر الفضائح بجسارة ووسط ما نشر كان هناك عدة مشاهد لا يمكن أن تغفل أثناء قراءة السياق ككل التي تحدث فيه مثل هذه القضايا

المشهد 1

وائل الصديقى مخرج كليب سيب ايدي الهارب في فيديو مدته 20 دقيقة يتحدث الينا واعظا موجه رسالته الى الرئيس السيسي شارحا ان الكليب كان وسيلة قصد منها غاية فضلي وهي حصد الشهرة التى تمكنه أن يصل بصوته الى الرئيس والى الجمهور ليجهر بالسر الكبير والمؤامرة الفتاكة التى يشهدها المجال السينمائي في مصر وهى احتكار بعض العائلات لسوق السينما مما ترتب عليه غياب عشرات العباقرة الشباب (وطبعا اللى هو منهم) اللذين درسوا الفن في أوروبا وأمريكا ونفسهم يعملوا حاجة لمصر.

قال هذا وكرره عشرات المرات دون ان يذكر كلمة عن الراقصة بوسي التى شاركته الكليب وكأنها كانت منديلا استخدمه وانتهى أمره رغم أنها هى وحدها المحبوسة الان وتحاكم بقضية التحريض على الفسق والفجور من خلال الكليب الذي اخرجه ومثل فيه وغنى بينما هو يطل علينا حرا طليقا يدلى بتصريحاته ورسائله.

المشهد 2

صديقا لى على الفيس بوك يتحفنا دوما بصور السندريلا وهند رستم وتحية كاريوكا والصورة الرئيسية لديه لسامية جمال وعليها كلام عن برج الحمل ، ومع ذلك كان أول اللذين نشروا خبر القبض على الراقصات كاتبا "عشان يتلموا"

الصديق يمثل ثلاث معضلات كبيرات يقع فيهم المصريين تحديدا الأولى هي تجاهل أن الرقص جزء أصيل في ثقافتهم ، فالراقصة هى المرأة التى توصف بالفنانة أحيانا وبالعاهرة أحيانا أخرى ، ولكن الخط الواضح أنها امرأة قوية وجميلة وفاتنة نحب أن نرى ما تقدمه ، أن تكون جزءا من مراسم أفراحنا ، ولكن في النهاية القتل أشرف لبناتنا إذا صارحونا برغباتهن في أن يصبحن راقصات .

الثانية أننا نقسم الرقص أنواع نحترم بشدة راقصات الباليه وراقصات الفنون الشعبية لكن نشت جنونا عندما نرى بدلة الرقص التي تباع في الحسين وعلى الأرصفة وهي جزء من جهاز العروس .

الثالثة هى النوستالجيا التى نقع جميعا هائمين فيها ونتغذى عليها وهى أن الرقص الشرقي كان عريقا بينما ما يقدم الان انما هو ابتذال وهذا ليس تعاطينا فقط مع الرقص انما مع الغناء والتمثيل والاعلانات وحتى مع الخطب الدينية

المشهد 3

هو استمرار إذاعة قناتين كبار من قنوات الاغانى للكليبات الممنوعة فضلا عن عدد المشاهدات على يو تيوب التى وصلت ل 2,089,261 سيب ايدي و2,654,798 للكمون و

2,131,328 ياواد يا تقيل .

هذا السياق يجعلنى أرفض أن يتم التضحية بأجساد النساء ،في حين أن الجميع مجرمون ومطالبون بوقفة ذهنية لاعادة توصيف الرقص باعتباره فن بعيدا عن الحكم الاخلاقي ، حيث لا يوجد مايسمى ابتذال كمفهوم محدد ، الامر نسبي وذاتى ولا يمكن قياسه او الحكم عليه او محاكمته قانونيا بمواد قانونية فضفاضة تعود لمزاجية القاضي ووكيل النيابة .

اذا وصلت الى أن ما قدمته الراقصات جريمة تستحق العقاب فلنفتح السجون لكى تتسع المخرجين وكاتبي الاغاني والمنتجين والموزعين وأصحاب القنوات والمواقع التى فتحت أذرعها لاذاعة الكليبات وتحصد أرباح طائلة من ورائها وترحب بالمزيد.

أما اذا وصلت أنه نوع من أنواع الفنون وأن الجمهور ناضج كفاية أن يغير قناة التليفزيون أو يبقيها ، أن يفتح اليو تيوب ليرى نشرة أخبار أو خطبة دينية أو كليب ساخن ،أن يرى الرقص ويتعامل معه ويقيمه كفن أداء حركى قابل للنقد ، أن يجد ألف سبيلا يعبر به عن احتياجاته ويتمرد على تعامل الاجهزة الرقابية معه على اعتباره طفل أهوج يمكن منعه ومنحه ضد ارادته.

نقلا عن مصريات


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع