بقلم - عساسي عبدالحميد – المغرب
ارتباك الحسابات تجسد لدى النظام السعودي في زيارات رسمية لروسيا ففرنسا ثم مصر ومغازلاته للتنين الصيني عبر رسائل بالمرموز حينا وبالواضح طورا، وهو المجرور في مواجهات بالوكالة باليمن وسوريا وهي مواجهات ذات طابع استرزاقي ،وما زال هذا النظام العدواني حتى الساعة يكرس طابع الاسترزاق بمحاولاته جر الجيش المصري ليكون على أهبة الاستعداد لمحاربة ايران و أعوانها بدلا عنه لأن عساكره الصهدانة لن تقدر على المواجهة ....
...................................
ها هي داعش الخارجة من مفاقسه ومبايضه والتي تضم كل أطياف جنس بني البشر من أبي زبيدة الألماني و أبي بعرة السوداني الى أبي الدرداء الخراساني، داعش بدأت اليوم تشكل احدى أولويات النظام السعودي للقضاء عليها وبدأ بالفعل يقتفى الطريق نحو دمشق الأسد لتحقيق ذلك ووئد هذا العاق الدعشوش الخارج من بطنه ولو بالتحالف مع النظام السوري ....
أما على الجبهة اليمنية فليس هناك من مؤشر عن قرب حسم المعارك ضد الحوثي وصالح ولو بدخول عناصر عبد ربه هادي مدينة عدن و أحوازها والتي سيبدو أنها مواجهات ستطول بين جبال ووديان هذا اليمن السعيد ، الى هذين الجبهتين هناك الجبهة الداخلية ودرجات الاحتقان المتزايدة ليس فقط بين صفوف شيعة المملكة المنبوذين من طرف الأسرة الحاكمة وترسانتها الوهابية، بل بين شرائح واسعة من كل الشعب والتي تشتكي من كل أنواع الخصاص والحرمان في الوقت الذي يصرف ملك السعودية وكتيبة الأمراء نصف ميزانية الدولة في اجازات ورحلات الشتاء والصيف ...
......................................
ارتباك الحسابات لدى النظام السعودي زاد من حدته شظايا النيران الصديقة التي وجهتها واشنطن لحليف الأمس بنظم قصيدة غزل مطولة في حق تاجر البازار الايراني الخبير بطريق الحرير الآتي من الصين والمار عبر حيدر آباد وكابل و سمرقند والعابر للنيل الى ما وراء القيراوان، فايران نجحت في اغواء العم سام السام كغجرية حسناء ملحاحة ذات ظرف وملاحة تدير خمارة مدرة مرباحة ...
.......................................................
منذ يومين وبصورة مفاجئة قطع الملك سلمان اجازته الصيفية بفرنسا و التي كان مرفوقا خلالها بألف شخص جاءوا جميعا لإنعاش السياحة ببلد موليير ليطير على وجه السرعة نحو مدينة البوغاز المغربية " طنجة " ليجد في استقباله وفدا رفيع المستوى من المسؤولين المغاربة يتقدمهم رئيس الحكومة المغربية المحسوب على الإسلاميين ..
...................................................
على سلم الطائرة قام رئيس حكومتنا المغربية بتقبيل كتفي وذراعي ضيف المغرب الكبير بما تقتضيه أصول الضيافة والانبطاح والتسول والذي قطع اجازته الصيفية التي كان يقضيها بفرنسا ودارت دردشة بينهما كان لبهلول القصر حصة الأسد فيها ....
وكلام بن كيران لملك السعودية والذي شاهدنا تمتماته على طريقة أفلام شارلي شابلن وان لم نسمعه، لن يخرج عن المألوف من كلام بهلول القصر ....(( مرحبا بكم يا مولاي خادم الحرمين الشريفين في بلدكم المغرب وفي أي وقت تشرفوننا فيه ...و اعلم يا مولاي بأن الشعب المغربي يحبكم و جلالة الملك يحبكم أيضا و أن المغاربة متشبثون ببلاد الحرمين ومستعدون للاستشهاد من أجل حمايتها و أن أمن المهلكة من أمن المغرب ))) نعم هذا ما قاله رئيس الحكومة المغربية الاخواني لملك السعودية الذي قطع زيارته لفرنسا وحل بين ظهرانينا
....................................................
ما الذي جعل ملك السعودية يرببك كل هذا الارتباك ويقطع اجازته الصيفية ببلد موليير ليحل بمسقط رأس الرحالة ابن بطوطة دفين مدينة طنجة ؟؟
هي غضبة ملكية مردها لثلاثة أسباب ...
أونو - السبب الأول هو الدعوة الرسمية التي أرسلها الرئيس فرانسوا أولاند لنظيره الايراني " حسن روحاني لزيارة باريس في شهر تشرين المقبل في الوقت الذي يمضي فيه ملك السعودية اجازته الصيفية بفرنسا وكأن هذا العلج الفرنسي المدعو هولاند لم يراعي حرمة لطويل العمر في حله وترحاله (( وكأن لسان حال ملك السعودية يقول: أتدعو هذا المجوسي الروحاني لزيارة فرنسا و أنا بين ظهرانيكم ياعلج ؟؟ أين الأصول ؟؟ من أنتم ؟؟ ...
....))
ضوس - السبب الثاني تنامي احتجاجات الفرنسيين والتي تعدت طابع التوقيع على العرائض ورفع الشعارت المكتوبة والمسموعة لتبلغ طابع التعري حيث تعرت خمس شابات فرنسيات أمام قصر الملك احتجاجا على غلق شاطئ ميراندول أمام مرتاديه لدواعي أمنية حسب السلطات الفرنسية ...
تريس - السبب الثالث هو أن يقول الملك السعودي للمغاربة موتوا بفيضكم ها أنا ذا قد حللت لأنكح بناتكم و خالاتكم وعماتكم وبنات عماتكم وخالاتكم في عقر داركم ....
....................................
الارتباك في حسابات النظام السعودي سيكبر أكثر فأكثر خاصة بعد أن بدأت خلايا داعش بالمملكة تفرك عيونها ايذانا بالاستيقاظ، وبعد أن بدأ لاعب الشطرنج الايراني بتحريك بيادقه الحاسمة، فالجنرال الايراني قاسم سليماني ليس من مهامه بالعراق و سوريا القضاء على داعش بل تدبير داعش بما يخدم المشروع الايراني بالمنطقة وجعلها تتمدد داخل الأنبار وتتجه نحو عرعر ،ولن ينفع النظام السعودي بناء حيطان شائكة عالية أو أبراج شاهقة حاملة لبرامج الانذار المبكر على حدوده مع اليمن والعراق ....ومخطئ من يظن أن العم سام السام سيستثني السعودية من فوضاه الخلاقة بالمنطقة وحرائق ربيعه الملتهبة ....
Assassi_64@hotmail.com