الأقباط متحدون - خطاب السيسي بين مشهد حاضر وآخر غائب
أخر تحديث ٠٣:٠٧ | السبت ٨ اغسطس ٢٠١٥ | ٢مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٦السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خطاب السيسي بين مشهد حاضر وآخر غائب

السيسي
السيسي
مينا ملاك عازر
أزعجني عدم الالتزام بتوقيتات برنامج حفل قناة السويس فقد كان من المقرر أن يبدأ الرئيس السيسي كلمته في الساعة الرابعة وعشرون دقيقة وينهيها في تمام الرابعة وخمسة وثلاثين دقيقة، بيد أن شيء من هذا لم يحدث ربما لارتجالية الرئيس أو لكثرة الحضور، المهم بدأ الخطاب.
 
وفي الخطاب دلل الرئيس على إنسانية مصر وحضارتها وتمدنها، وتآخي أهلها بجلوس فضيلة شيخ الأزهر إلى جوار قداسة البابا وكانت لفتة رائعة لم تكن موجودة في احتفال خريجي إحدى الكلياتى العسكرية لكن على كل حال وُجِدت في احتفال افتتاح القناة، وكانت رسالة رائعة لمساواة الجميع تحت لواء الدولة وعلم مصر وأمام حب شعب مصر لها.
 
لكن الرئيس لم يستطع أن يلفت نظر الكل، لما أثق أنه قد استوقفه وهو أن هناك مسجد شامخ بقبته العالية الشامخة على مقربة من القناة الجديدة قد بنته الدولة يقف وحيداً دون أن تؤنس وحدته كنيسة، وهما اللذان طالما تعانقا في داخل البلاد، فكلما بحثت عن كنيسة وجدت جامع يجاورها أو يواجهها، أعرف أن

الكنيسة تبنيها الكنائس، والجامع يبنيه الأهالي أو وزارة الأوقاف لكن حينما يبني الجامع بمنطقة القناة الجديدة، الدولة كان عليها أن تؤكد ما ذهب إليه الرئيس السيسي بإشارته لتجاور قداسة البابا وفضيلة شيخ الأزهر في المجلس من تحابي الشعب المصري وسماحته وتآخيه ووحدته ولحمته ببناء كنيسة تجاور الجامع، الذي صار بوحدته دليل على مشهد غائب لو حضر بوجود كنيسة لجواره سيكون أقوى من مشهد حضر بالفعل وهو تلازم رأس الكنيسة ورأس الأزهر في الجلسة.
 
هكذا كان خطاب السيسي دليل لمشهد حاضر وتأكيد على مشهد آخر غائب للأسف، وهو توحيد قواعد بناء دور العبادة، وتبني الدولة موقف واحد من بناء كل دور العبادة بتنوعها وتعددها للأسف، فهل يتدارك الرئيس السيسي الخطأ ويصلح المشهد الغائب ويضع بذلك قواعد وأسس صارمة للدولة؟ ولمن بعده يتبعونها فيرسون قواعد التآخي الحقة والتسامح الجاد والتلاحم الحار؟
 
السادة القراء، ما أدعو له ليس لبناء كنيسة على ضفة القناة ولكن لبناء قواعد على ضفة العقول، ترسخ الحب والمحبة تبذر بذور الوحدة الحقيقية وتنمي المجتمع وتزيد من المودة، أدعو لإرساء مبادئ أن الدولة للجميع والدين لله، وقناة السويس لنا كلنا مسلم ومسيحي ويحق للجميع زيارتها، ولن أشير إلى  أن قداسة البابا قد تبرع لها بالأموال حتى لا يفهم من كلامي أن المسيحيون يريدون كنيسة بأموالهم لكن مصر هي التي بحاجة لكنيسة تؤكد وحدتها ولأسس تحمي الجميع، ولقواعد تمنع الإرهاب الفكري قبل الإرهاب الدموي.
 
المختصر المفيد الشعب المصري إيد واحدة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter