السبت ٨ اغسطس ٢٠١٥ -
٤٠:
١١ ص +02:00 EET
العَذْرَاء٠مَريَم٠كÙليَّة٠الطÙهْر٠(رؤية آبائية)
القمص اثناسيوس جورج
الكنيسة الأرثوذكسية لا تجعل من علم المريميات (Μαριολογία) موضوعًا عقائديًا مستقلاً بذاته؛ بل يظل متكاملاً مع مجموع التعليم المسيØÙŠ القائم على أساس الكريستولوجي وطبيعة مخلصنا Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø (Χριστολογια) متأثرًا كثيرًا بالتعليم عن Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ (Πνευματολογια)Ø› من خلال التدبير؛ مرتبطًا بشدة بØقيقة التعليم عن الكنيسة (Εκκλησιολογια).
لذلك نظرتنا إلى العذراء القديسة ÙÙŠ كل شيء لا تتخذ كامل معناها إلا من خلال سر الخلاص والتجسد الإلهي. Ùتقليدنا الكنسي لا يعتبرها أبدًا موضوعًا مستقلاً وقائمًا بØدّ ذاته، بل يراها دائمًا من خلال دورها ÙÙŠ تدبير الخلاص، وإن كان تقليدنا برÙمَّته يتضمن Ù…Ø¯Ø§Ø¦Ø ÙˆØªÙƒØ±ÙŠÙ…Ù‹Ø§ وثيؤطوكيات؛ لكنه ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه لم ÙŠØسبها موضوع بØØ« نظرﻱ خاص ÙŠÙدرَّس بØد ذاته، أو مسألة عقائدية مستقلة. Ùالآباء الأولون تكلموا عنها ÙÙŠ سياق المناسبات والتÙاسير والكتابات والليتورï¼ÙŠØ§Øª من أجل ارتباطها بالخطة الإلهية للخلاص، بعد أن خدمت خلاص البشر وتم بواسطتها قصد الله القديم، وأجابت بإرادتها الØرة (هوذا أنا أمَة الرب، ليكن لي كقولك) ÙÙŠ تذكار البشارة المسمىَ ÙÙŠ الليتورï¼ÙŠØ© (رأس خلاصنا).
قبلتْ غير المØÙˆÙŽÙ‰ ÙÙŠ بطنها، ومن Ù‚Ùبَل ثمرتها أدرك الخلاص٠جنسنا، وأشرق لنا منها شمس البÙر، قدَّمته لنا Ù…Øمولاً على ذراعيها، ولدته بإتØاد بغير اÙتراق، ولدته كالنبوة بغير زرع ولا Ùساد، وبقيت عذراء بعد الولادة؛ وبتوليتها مصونة بأمر عجيب، Ùهي Ù‚Ùبّة وقدس أقداس، وتابوت مصÙØ Ø¨Ø§Ù„Ø°Ù‡Ø¨ من كل ناØية، صارت أمًا لله، عمانوئيل ابن العلي، وقد ثبَّت مجمع Ø£Ùسس (٤٣١م) مسكونيًا لقب "والدة الإله الثيؤطوكوس" هذه التسمية ذات الواقع اللامتناهي.
Ùالكنيسة الأرثوذكسية نادرًا ما ترسمها ÙˆØدها؛ بل جالسة عن يمين الملك؛ Øاملة دومًا ابنها الإلهي بين ساعديها ومتوَّجة كملكة. هي أعلى من الشاروبيم وأجَلّ من السيراÙيم، لأن الآب تطلع من السماء ولم يجد من يشبهها، Ùأرسل ÙˆØيده أتى وتجسد منها. غير الدنسة العÙÙŠÙØ© قبلت بإرادتها الØرة وهي نذيرة الهيكل أن ÙŠÙŽÙÙد إليها الابن الوØيد، Ùصارت الشرط البشرﻱ المباشر والموضوعي للتجسد، والمكان الØÙŠ Øيث سكن العلي ÙÙŠ بطنها، ودÙعيت سماءً ثانية جسدانية، وصارت أيقونتها هي أيقونة التجسد، واسمها ولقبها صار ÙŠØوﻱ سر التدبير الإلهي للخلاص، بإسهام إيمانها وطاعتها وطهارتها ÙˆÙقرها ونذرها وتكريسها وإرادتها. وبواسطتها أصلØنا الله مرة أخرى من Ù‚Ùبَل صلاØه، Ùأخذ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ¬Ù‡ إنسان، وارتبطت هي به ارتباطًا عضويًا، ارتباطًا Ùريدًا مع شخص كلمة الله الذﻱ اتخذ جسدًا من جسدها، وأراد أن يكون ابنها بالمعنى الكامل للكلمة.
إنها العَجْنة؛ والسماء والأرض، والنسل الجديد، Øواء الثانية أم كل ØÙŠ. Øَجْلة الرب المتسربلة بالشمس، مدينة الله التي قيل عنها أعمال مجيدة، لأنها أرÙع وأمجد بغير قياس من كل الطغمات. وهي النذيرة الÙقيرة البرئية التي استØقت أن تكون الأم والعبدة، الأم الدائمة البتولية، الأم والعذراء، عظمتْ الرب Ùأزهرت وأوسقت ثمرًا، وابتهجت بالله مخلصها؛ ÙÙØ§Ø Ø¹Ù†Ø¨Ø±Ù‡Ø§ بوØدانية لا ÙŠÙنطق بها، ÙˆÙ†Ø¶Ø Ø§Ù„ØÙبÙور عليها ÙÙŠ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³Ø› Ùنادت ÙÙŠ أرضنا وأينعت لنا ثمرة الروØØŒ Øبلت بالÙØ±Ø ÙˆÙˆÙ„Ø¯Øª بالÙرØØŒ وهي ÙŠÙنبوع الØياة الÙائض الذﻱ نبعت لنا منه نعمة اللاهوت، Ùصارت عنبرًا مختارًا ويمامة عقلية وسبب ÙØ±Ø ÙˆØ®Ù„Ø§Øµ وعتق ونجاة ÙˆÙخر وشÙاء وكرازة وكرامة وثبات ورÙعة وقوة كل من يتشÙع بها.
ÙÙÙŠ رقادها أيضًا ما أهملت العالم وما تركته لأنها الشÙيعة المؤتمنة التي تستÙر العالم بجناØيها وتØرسه بزنارها. وهي قوية ÙÙŠ الØروب، ناظرة إلينا من المواضع العلوية، ترÙع ألØاظها وتوصينا جميعًا (مهما قال لكم ابني تÙعلوا) ونØÙ† نقول لها (الÙØ±Ø Ù„ÙƒÙ ÙŠØ§ والدة الإله مريم أم يسوع المسيØ).