الأقباط متحدون - يا أخ برهامى الفوائد ليست ربا
أخر تحديث ٠٤:٢٦ | الثلاثاء ١١ اغسطس ٢٠١٥ | ٥مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٩السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

يا أخ برهامى الفوائد ليست ربا

حنا حنا المحامى
الربا محرم فى جميع الاديان وليس فقط فى الاسلام.  ولكن يتعين أن ندرك بالعقل وليس بقلة العقل ما هو الربا.
 
أولا الفوائد التى تفرض على المال هى بديل الاستثمار.  بمعنى أن أى مال لا بد أن يستثمر.  حتى تتم الدوره الاقتصاديه للمال فيزدهر اقتصاد الدوله.  بمعنى أن المال لا يترك خاملا وإلا نفذ باستعماله وأدى ذلك إلى الفقر.  ولكن بالتجاره والصناعه يستثمر المال بمعنى أن التاجر يستخدم المال لشراء سلع سواء كانت استهلاكيه أو إنتاجيه أو ... إلخ.  والتاجر الذى يتاجر فى السلع الاستهلاكيه مثلا يحصل عليها بسعر الجمله ثم يضيف عليها نسبة ربح "معقوله" ويقوم بدوره بيعها.  وبذلك يحقق الدخل الذى يتعيش منه هو وعائلته.  ولا خلاف فى أن مثل هذا النشاط ليس محرما فى جميع الاديان والاعراف والدول.
 
وقد يعوز المرء الخبره فى التجاره فمن ثم يكون استثمار أمواله بأمان أكبر وربح أقل هو الاجدى والانفع.  وعليه يقوم فى هذه الحاله بإقراض أمواله إلى من له خبره فى التجاره.  فيقوم هذا الاخير باستثمار أموال المستثمر وتحقيق الربح المناسب.  ومن هذا الربح يقوم بسداد نسبة الفوائد (الربح) المتفق عليها لصاحب القرض ويحتفظ هو بباقى الربح.
 
ومن المعروف فى كل اقتصاديت العالم أن الربح لا بد ألا يرتقى إلى مستوى الاستغلال أى استغلال صاحب الحاجه إلى المال فيفرض عليه فوائد باهظه.  مثل تلك الفوائد الباهظه محرمه فى كل قوانين العالم وهذا هو ما يسمى "بالربا".
 
وإذا كان صاحب المال يفتقر إلى الخبره اللازمه فى التجاره أو يكون رأسماله قليلا لا يساعده على القيام بأى مشروع مهما كان بسيطا, فى هذه الحاله يقوم المستثمر بإقراض ماله إلى من له خبره فى الاستثمار ويحصل على الفوائد المتفق عليها.  وهذا أيضا أمر مشروع طالما كانت الفوائد بعيده عن نطاق الاستغلال
أو (الربا)
 
قام الاخ برهامى بنقد موضوع  الاستثمار فى مشروع قناة السويس الجديده على أنه ربا.  وهنا أنبه الاخ برهامى أن هذا ليس ربا بأى حال من الاحوال بل إنه نشاط اقتصادى محلل مائه فى المائه لانه لا يستغل أى إنسان كما أنه يقدم عائدا آمنا.  ما الضرر فى ذلك؟  إين الربا؟  إن المستثمر يحقق هدفين كلاهما نبيل.  أولا:  هو يساهم فى ازدهار دولته واقتصاديات دولته  ثانيا:  هو يحقق لنفسه دخلا آمنا يساعده على نفقات الحياه والتزاماتها.  
 
وهذه الفوائد تسدد من عائد قناة السويس الجديده.  وما تبقى يساعد على مختلف الاستثمارات التى تحقق مزيدا من العماله ومزيدا من الارباح وبالتالى مزيدا من الرخاء.  أين الربا إذن؟!  والقول بغير ذلك يؤدى إلى أى اقتصاد إلى الخراب المحقق.  ذلك أن الدوله مهما كانت ميزانيتها فهى محدوده.  وهناك مشروعات ضخمة تتطلب رؤوس أموا ضخمه.  هل يمكن أن نتصور أن أى مقرض سوف يقرض مثل تلك الاموال لوجه الله والوطن؟  بالطبع لأ.  لسبب بسيط.. كما أن المواطن يرعى وطنه كذلك  الوطن يرعى المواطن.
 
من هنا نقول بملء الفم:  كما أن المواطن عليه التزامات تجاه الدوله كذلك الدوله عليها التزامات تجاه المواطن.  وفى حالتنا هذه لا يوجد أى معنى أن تحصل الدوله على قروض أجنيبه بفوائد طبعا بينما تحرم مثل هذه القروض والفوائد على المواطنين بينما هم أولى بخيرات بلادهم.
 
من هنا أقول للاخ برهامى "لا تنعم برخاء مصر ثم تصر على أن تحرمها من الرخاء".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter