بقلم - نبيل المقدس
في إحتفال أبناء مصر  بإفتتاح مشروعهم العظيم قناة السويس الجديدة .. إندهشتُ إندهاشا لمشهد في وقت وقوف الزوار والشعب عند سماعهم لموسيقي السلام الجمهوري الخاص ببلدتنا مصر , لمحتُ أحدا من القيادات السلفية واقفا ( نصف وقفة) إحتراما لتحية مصر .. ولمحتُ علي الكرسي الذي كان جالسا عليه , مباديء الحزب السلفي والتي يتباهون بها في كل مكان , بأن الوقوف لتحية مصر بالنسبة لهم هو ما إلا كفر . كانوا في ايام الإخوان الإرهابية  لا يقفون لتحية مصر .. معتمدين أنهم اولاد عم الإخوان عندما كانت السلطة في ايديهم , ولا يعطون حسابا لمصر وطنهم . أما الأن فالسلطة في يد الشعب , وهو الذي سوف يُدين .. لذلك وقف هذا السلفي , في لمحة مرتجفا وهو اكيد غير مقتنع , فكان عليه أن يطبق نظرية  التقية " إن سبب وقوفه .. إنتظاره لمترو الأنفاق ".. هذا المشهد " بقدر ما هو مضحك " إلا أنه كشف عن مقدار كذبهم وعدم الأمانة وحقدهم للبلد التي يعيشون علي ارضها ويأكلون من خيراتها وبشربون من نيلها .
   
 نحن كشعب مصري نتمتع بشخصية خاصة وفريدة , وفي ثورة 25 يناير كشفت الجماعات الإسلامية نفسها بأنهم لا ينتمون إلي الشخصية المصرية , واي واحد غير منتمي لهذه الشخصية المصرية "يبقي مش مِنْ مستوانا " .. علي رأي فؤاد المهندس وشويكار.. وأقصد بهذا التعبير أن طباع ودرجة تديّن هذه الفئة لم ترتقي إلي مستوي العقل الإنساني العالي .. فكل همهم هو تقييد المرأة ... إضطهاد المسيحيين ... إنقطاع الصلات مع الدول الكافرة .. وربما و بل اكيد مع الدول الإسلامية الأخري أيضا . فكل همهم امر واحد هو تحقيق حلمهم .. تكوين الخلافة الإسلامية لكي يمارسون هواية الذبح والرجم وإغتصاب السبايا وقطع الأيادي والأرجل والجلد , طبقا  لقوانينهم التي مضت عليها 1700 سنة تقريبا  ..  وبالرغم أن العرب تم غزو بلاد كانت متقدمة وما زالت , إلا انهم لم يتعلموا الحياة الإنسانية المتحضرة , وكيفية ممارسة الحرية , وكيفية تنفيذ او ممارسة قوانين حقوق الإنسان و كيفية التعامل مع المؤسسات الإجتماعية التي تنادي  بإحترام حقوق المرأة  وإيواء أطفال الشوارع .
    
 لا ننسي أن السلفيين كانوا ظهير الإخوان الإرهابية .. في عز قوتهم الهشة .. وكانوا ظهيرهم في إلقاء الفتاوي لمصلحتهم بل كانت هذه الفتاوي لها سلبيات جمة منها والأكثر أهمية أنها جعلتنا أضحوكة العالم .. لدرجة أن المصري الذي كان يُلقب بمصر عبد الناصر أو بمصري السادات أو بمصري الفراعنة .. أصبح يلقبوننا بالجهالة وحياة البدو . وأصبحت مصر ملفوفة بلفافات سوداء .. حتي المنازل تم وضع الستائر عليها مما شوهت جمال الشوارع .. الشوارع إمتلأت بخيام سوداء تتكحرت علي الأرض .. لا تستطيع تمييزها بينها وبين التوك توك الذي انتشر فجأة في عهد الإخوان الإسود .. ومعهم السلفيين .
   
منذ خمس أعوام تقريبًا، يعيش المسلمون في حيرة بالغة جعلتهم يتخبطون كثيرًا في أمور الدنيا وما يجب فعله لكسب رضا الله تعالى  في الآخرة، كل هذا كان وراءه ظهور السلفيين بشكل مفاجئ في حياة المصريين بعد ثورة يناير، الأمر الذي ضاعف همومنا وهدد علاقته بالله وجعله بين صفوف المغضوب عليه .. "لا حول لهم ولا قوة" ، فعلي المسلمين فقط انتظار مقاعدهم في النار لو لم يهتدِوا ويتبعون فتاوى مشايخ السلف .. فتارة يشعرون بأن هذه الجماعات السلفية يمثلون الإسلام بدعوتهم إلى التمسك بالكتاب والسنة، وتارة أخرى ينتابهم المخاوف من بعض أفكارهم وتوجهاتهم التي تحمل الكثير من المغالاة والتشدد .. وإلى وقتنا هذا لم تتوقف فتاوى شيوخ التيار السلفي المثيرة للجدل ... والتي جعلت من الإسلام مملوء من الشكوك والريبة .
ولعل أبرز هذه الفتاوى كانت صادرة عن الشيخ جمال المراكبي -قائد "فتاوى غرف النوم" ..  وأحد رموز الفتاوى السلفية الغريبة في مصر، حيث أفتى فيها برضاعة الرجل من زوجته قائلا: "إن هذا العمل ليس حرامًا، ولا يحرم الرجل على امرأته، ولكن لا يجوز أن يمص لبنها، لأن ذلك يضعه في الحرج، فقد يستمتع الرجل من امرأته بما شاء، أنا لا أقول يحرم عليها بهذا، لكن هذا يعرضه لشيء من الحرج".

وكانت الفتوى الأشد إثارة للجدل من نصيب الشيخ عبدالبارئ الزمزمي، هي تحريم النساء ملامسة بعض أنواع الخضراوات والفاكهة مثل الموز والخيار والجزر للنساء بدعوى أنها ربما تؤدي إلى إغوائهن وأن عليهن إذا أردن أكل هذه الخضراوات أن يعدها لهم أشخاص آخرون بحيث تكون مقطعة وبعيدة كل البعد عن طبيعتها المعروفة، إضافة إلى فتواه الأكثر نجاسة "بجواز استعمال الجزر في الاستمناء للمرأة التي تأخرت في الزواج."  ( فضيحة).
  
أما الدكتور أبو البراء، أحد علماء "الوهابيين السلفيين" فأصدر فتوى غريبة من نوعها تقول  : بحرمة تربية الحمام في سطوح البيوت لأنها تستخدم في استغلال الأطفال جنسيًا ..  قائلا: "تربية الحمام في السطح حرام لأنها تستخدم في استغلال الأطفال جنسيا " ، موضحا أن المنحرف يقول للطفل هل تريد رؤية الحمام في سطح بيتنا ؟؟؟ ثم تقع الكارثة هناك . طبعا هذه الفتوي لاتخرج إلا من رجل شاذ قذر .
   
أيضا هناك فتوى " مضحكة" سلفية لأحد الشيوخ تُظهر مدي سوء ظنهم فيهن و كراهيتهم للمرأة .. وهي تحرّيم  النساء والفتيات الجلوس أمام جهاز كمبيوتر مزود بخدمة الإنترنت "دون محرم" خشية أن تتم غوايتهن في الدردشة .. كما أفتى بعض شيوخ السلفية أيضا بسن قانون يمكن لغير المتزوجة أو المطلقة من شراء عبد لتتزوجه شريطة أن يدفع لها مهرا وذلك لحل أزمة العنوسة في المنطقة العربية، هذه بالإضافة إلى فتوى سن قانون للجواري لحماية الرجال من الفساد والزنى. .. " هل هذه الفتاوي تتماشي مع عصرنا الأن.؟؟
 
أخيرا فهذه فتوي صادرة من "حزب النور المصري"  نفسه والذي يتنافس علي عدد مقاعد في الإنتخابات النواب الأتي .. حيث تتخذ هذه الفتوي اتجاهًا سياسيًا .. تلك التي أكد فيها نائب رئيس حزب النور في محافظة الدقهلية "محمد عبدالهاد" أن فوز السلفيين في الانتخابات البرلمانية وُرد في القرآن الكريم.. وقال: "ونريد أن نَمِنْ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين". بقي ده اسمه كلام ياشيخنا ...!!!!

يا أيها الشعب المصري اسمعوا وعوا .. وإذا وعيتم فانتفعوا .. إنه من عاش مات .. ومن مات فات .. وكل ما هو آت آت ..... إلخ  .. فعلا فهو امر مُحزن ... ومُخزي ... رايحـــــــة علي فين يا مصـــــــر بعد هذا الإنجار والإعجاز ؟؟.. وانتم اصحاب هذا العمل العظيم ألا وهو شق قناة السويس الثانية موازية للقناة القديمة في فترة وجيزة دخلت موسوعة جينيس العالمية ..!!!