الأقباط متحدون - يا قبط مصر الحقوق تنتزع
أخر تحديث ٠٧:٢١ | الخميس ١٣ اغسطس ٢٠١٥ | ٧مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥١السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

يا قبط مصر الحقوق تنتزع

بقلم -  حنا حنا المحامى
بادئ ذى بدء:  هذا المقال لا صلة له بموقف السيسى الوطنيه الصادقه, بل يعبر عن مبادئ عامه.
 
إنى أود أن أوجه هذا الحديث ليس إلى كل أقباط مصر فقط بل أيضا إلى كل مسلم عاقل يحب وطنه ويسعى إلى قوة وطنه وتماسكه.
 
لو بدأنا بلمحه تاريخيه فإننا نعلم أن مصر كانت دوله مسيحييه بعد أن نشر مرقس الرسول الديانه المسيحيه فى مصر.  وظلت مصر كذلك زهاء ستة قرون.  ثم جاء عمرو بن العاص ونشر الاسلام فى مصر ومن لم يعتنق الاسلام عليه أن يدفع الجزيه.  وهذه الجزيه كانت باهظة جدا.  ومن لا يتمكن من دفع الجزيه ولا يعتنق الاسلام يقتل.
 
وهكذا أصبحت مصر دوله إسلاميه.  ولكن كل سكانها تقريبا مصريين حتى وإن اختلت أديانهم.
 
تعاقبت بعد ذلك عدة دول واحتلت مصر وآخر احتلال كان الاحتلال البريطانى والذى كان عليه أن يرحل عقب ثورة 1952.  وفى رأييى أن هذه كانت الحسنه الوحيده لثورة 1952 رغم أنها كانت المبرر لاستعباد العشب المصرى ووأد أى ذره من الحريه قد يتمتع بها.
 
قامت الثوره من عباءة الاخوان المسلمين.  فكانت تتسم بالتعصب والكراهيه ... كراهية الغير فكانت تتلمس الاسباب لتبرر ممارسة تلك الكراهيه.  فكانت الشعارات سندا لتلك السياسه والهتافات والهتيفه المأجورين فكان الغالبيه العظمى من الشعب يجرون وراء تلك الهتافات.
 
ولما كانت الثوره من عباءة الاخوان المسلمين فلم يكن بها مسيحى واحد.  رغم أن الجيش آنئذ لم يكن يخلو من المسيحيين فقد كان منهم من يتبوأ المناصب العليا والقياده سواء فى الجيش أو البوليس.إلا أن رجال الثوره الاجلاء حرصوا على أن تكون مصر وثورتهم إسلاميه إسلاميه.  ولما كانوا ذوى مراكز صغيره أو متوسطه فقد عرضوا الامر على اللواء محمد نجيب ليقود ويبرأس الثوره ... وقبل الرجل ووضع رأسه على كفه وقاد الثوره.
 
نجحت الثوره نجاحا باهرا فقد كان الشعب المصرى فى حالة قنوط من الاحزاب والصراع الذى كان بينهم بأسلوب متدنى جدا حتى أنه فى خلال الايام القليله السابقه على الثوره كان هناك أربعة حكومات متتابعه.  وحتى يضمن الضباط الذين سموا أنفسهم "أحرار" نجاح الثوره طلبوا من اللواء محمد نجيب أن يترأس تلك الثوره.  ولم يكن ذلك العرض أو الاختيار إلا لان الرجل كان معروفا بنزاهته ووطنيبه وأخلاقه.  وقبل الرجل بكل وطنيه وترحاب.
 
نجحت الثوره برئاسة اللواء محمد نجيب.  ولم يتردد الرجل لحظه أو مناسبه إلا ويعلن فيها أن مصر بأقباطها ومسلميها يتعين أن تكون وحدة واحده دون أى تفرقه.
 
هذا الاسلوب لم يعجب الاخوان المسلمين الذين يمثلهم رجال الثوره الاجلاء.  فما كان منهم إلا أن عزلوا محمد نجيب.  هذا العزل لم يعجب جماع المصريين بأى حال من الاحوال فثاروا مطالبين بعودته.  وفعلا تجحت إرادة الشعب وعاد محمد نجيب.  إلا أنه كان أمام الثوره موضوعا هاما جدا وهو كيف يمكنهم أن يتغلبوا على تلك الاراده الشعبيه؟  بدأ عبد الناصر بأن يظهر فى الاستعراضات وبجواره محمد نجيب.  وحين اطمأن أن الشعب قد ألف وجوده بدأ بالظهر منفردا فى المناسبات ويدلى بالخطب الرنانه والتى تثير الشعب المصرى.  وهكذا رويدا رويدا عزل محمد نجيب فى المرج إلى أن انتقل إلى خالقه يشكو ظلم الانسان لاخيه الانسان.
 
وهكذا انفرد الاخوان المسلمون بالحكم فبسطوا نفوذهم فى كل حركه وزاويه فى مصر مسيطرين عليها وعلى ثرواتها وأموالها ومناصبها وخيراتها ومراكزها وظل الوضع على ما هو عليه حتى حدثت معجزة شفاء ابنة عبدالناصر.  وكانت هذه المعجزه نقطة تحول فى مصر وفى سياسة الثوره.  ولكن حين قرر عبد الناصر مجانية التعليم حتى الجامعه, وجد أن نسبه كبيره من المسيحيين كانوا يلتحقوا بالكليات العمليه فما كان منه إلا أن جعل من الازهر جامعه مدنيه بها مختلف  الكليات ولكن إسلاميه.
 
بعد ذلك جاء السادات الذى كان حانقا على عبد الناصر بسبب حيدته مع المسيحيين وكسر اتفاقية الاخوان المسلمين صد المسيحيين فقام باللازم وأحيا الاخوان وأطلق لهم العنان فى أن يكسروا محلات المسيحيين وخاصة الصاغه وينهبوها وكأن الاسلام يسمح بالنهب والسلب.
 
وما لبث الاخوان الذين خرج من عباءتهم أن قاموا باغتياله فى يوم مجده.
 
جاء عقب ذلك طيب الذكر حسنى مبارك.  كان تلميذ أنور السادات فقام باللازم وقام رويدا رويدا بتهميش المسيحيين فى مصر.  حتى أن آخر دفعه خريجى ضباط الجيش لم يكن بها مسيحى واحد.  وإنى لن أتعرض فى هذا المقال لما تعنيه تلك التصرفات من خسه ونذاله وعدم وطنيه بل وخيانه لانها تؤدى فى النهايه إلى الانقسام والصراعات الداخليه التى لا يمكن أن تصب فى صالح الوطن الغالى مصر. وحتى يقلل من مسئوليته عن تلك النذالات والخيانات أخذ المدعو العادلى سندا له يحقق له أهداف الخيانه ووسائلها.
 
قام شعب مصر العظيم الذى أثبت وطنيته وقوته عبر التاريخ بالثوره ضدهما ولكن ما لبث أن وقع فى خديعه غير كريمه وقفز على الحكم قوم لا يجيدون إلا الخيانه والعماله والسفاله وحتى يضفون على سلوكياتهم القوه والصحه والسلامه أسموا ‘نفسهم بالاخوان المسلمين.  ولكن شعب مصر العظيم ما لبث أن انتزع وطنيته من بين أنيابهم وبراثنهم وثار ضدهم فى ثوره تاريخيه غير مسبوقه على مستوى العالم.  ثم حاء الرجل النزيه الوطنى الرئيس عبد الفتاح السيسى. 
 
وأول ما قام به السيسى أن توجه إلى قداسة البابا تاوضروس ليعلن له أن مصر وحدة واحده وكرر الرجل الوطنى هذه الزياره فى أكثر من مناسبه.  وبذلك أثبت الرجل أن المسحيين والمسلمين هم "مصر".  مصر العزيزه الغاليه والتى لن تقوى إلا بوحدتها وتماسكها.
 
بعد هذا العرض الموجز لا شك أننا الان نعيش فى زمن نحلم به جميعا تسوده الوحده والتضافر والتعاون.  ولكن .... أكرر ولكن هذه ... إلى متى يكون ذلك وكيف يستمر.  هل يتعين أن يكون ذلك مرهون بوجود السيسى؟  وحتى مع وجود السيسى هل يشعر المسيحيون فى الصعيد وغير الصعيد أنهم فى أمان؟  أقولها بملء الفم ... لا.  فاغتصاب الفتيات لا يزال مستمرا وخطفهن لا يزال مستمرا.
 
وهذه الاحداث سوف تستمر وستظل مستمره فى كل حى وكل قريه وكل مدينه وكل ضاحيه فى مصر.  السبب بسيط جدا أن الحمايه الكائنه مسأله فرديه بحت وليس سياسيه بمعنى أنه لا توجد هناك سياسه من شأنها أن يكون لمسيحيين كيان إيجابى يحمى المسيحيين كما يحمى المسلمين.
 
لذلك يتعين دون أدنى مهاديه أو تراخى أو نعومه أن تكون النصوص القانونيه والدستوريه هى التى تحمى أبناء الوطن سواء مسلمين أو مسيحيين.  يتعين أن ينص الدستور مثلا على أن يكون بمحلس الشعب نسبه كحد أدنى للمسيحين لا تقل عنها.  يتعين أن تكون المراكز القيادديه بها نسبه لا تقل عن الربع للمسيحيين وذلك بنسبة تعدادهم وتزيد النسبه إن كانت نسبتهم أكثر دون غش أو تزوير.  وإنى لا زلت أذكر تعداد المسيحيين أيام عبد الناصر والذى لم يكن يتعدى خمسة ملايين (أى أقباط شبرا)  وفى تعداد آخر إعلن أنهم أربعة ملايين بزعم أن أكثر من مليون مسيحيى هاجروا.  وحين وجدوا أن هذه النسبه أو الكذبه واسعه شويه أعلنوا أنهم خمسة ملايين.  وطبعا هذه النسبه ثابته والسبب بسيط وجاهز وهو أن المسيحيين يحددون النسل.  وأقولها أيضا بكل القوه إذا استمر الحال على ذلك فمصر لن تتقدم قيد أنمله وعلى أى حال على المسيحيين أن يتمسكوا بحقهم.
 
وعليه يجب أن يتعدل الدستور بحيث تكون نسبة المسيحيين فى كل المجالات محدده لا تقل عنها.  يتعين أن يشارك المسيحيون بنسبة تعدادهم فى إدارة شئون بلادهم ووطنهم.
 
أما موضوع "أنتم تصمتون والرب ندافع عنكم" فيس مجاله السياسه أو الصراعات السياسيه.  فالوفد مثلا لن يسكت والرب يدافع عنه.  ولكن فى الحياه العامه والسياسيه لا يوجد سكون بل يوجد صراع وحق والتمسك بذلك الحق حتى النفس الاخير.
 
كذلك المناصب القباديه يتعين أن يشترك المسيحيون فى إدارة شئون بلدهم ووطنهم.
 
وأود أن أقول أن هذه السياسه سوف تخلق نوعا من المنافسه الشريفه والتى تدفع كل مواطن أن يقدم أفضل ما لديه.  وأقوله أيضا بملء الفم أنه إذا حققت مصر هذه السياسه فسوف تتبوا مصر مكانتها فى مقدمة العالم.
 
مثلا أمريكا وانجلترا وفرنسا ما هو السر فى هذا التقدم؟  أنهم لا يفرقون بين دين وأخر وبين أصل موطن وأخر وبين لون وأخر بل الجميع سواء أمام القانون ولا يميز أحدهم على الآخر إلا بعمله وإنتاجه وثقافته.
 
وهكذا يتعين أن يكون المسيحيون ممثلين فى إدارة شئون بلادهم فلهم نسبه فى الوزارات, ونسبه فى الخارجيه, ونسبه فى مجلس الشعب, ونسبه فى الوظائف العليا.... وهكذا.
 
لذلك يتعين على أقباط مصر أن يبدأوا صراعهم من أجل الحق وعلى الحكومه الراهنه أن تعمل على تحقيق هذا الهدف من أجل مصر ووحدتها وازدهارها.

يا أخ برهامى الفوائد ليست ربا
الربا محرم فى جميع الاديان وليس فقط فى الاسلام.  ولكن يتعين أن ندرك بالعقل وليس بقلة العقل ما هو الربا.
 
أولا الفوائد التى تفرض على المال هى بديل الاستثمار.  بمعنى أن أى مال لا بد أن يستثمر.  حتى تتم الدوره الاقتصاديه للمال فيزدهر اقتصاد الدوله.  بمعنى أن المال لا يترك خاملا وإلا نفذ باستعماله وأدى ذلك إلى الفقر.  ولكن بالتجاره والصناعه يستثمر المال بمعنى أن التاجر يستخدم المال لشراء سلع سواء كانت استهلاكيه أو إنتاجيه أو ... إلخ.  والتاجر الذى يتاجر فى السلع الاستهلاكيه مثلا يحصل عليها بسعر الجمله ثم يضيف عليها نسبة ربح "معقوله" ويقوم بدوره بيعها.  وبذلك يحقق الدخل الذى يتعيش منه هو وعائلته.  ولا خلاف فى أن مثل هذا النشاط ليس محرما فى جميع الاديان والاعراف والدول.
 
وقد يعوز المرء الخبره فى التجاره فمن ثم يكون استثمار أمواله بأمان أكبر وربح أقل هو الاجدى والانفع.  وعليه يقوم فى هذه الحاله بإقراض أمواله إلى من له خبره فى التجاره.  فيقوم هذا الاخير باستثمار أموال المستثمر وتحقيق الربح المناسب.  ومن هذا الربح يقوم بسداد نسبة الفوائد (الربح) المتفق عليها لصاحب القرض ويحتفظ هو بباقى الربح.
 
ومن المعروف فى كل اقتصاديت العالم أن الربح لا بد ألا يرتقى إلى مستوى الاستغلال أى استغلال صاحب الحاجه إلى المال فيفرض عليه فوائد باهظه.  مثل تلك الفوائد الباهظه محرمه فى كل قوانين العالم وهذا هو ما يسمى "بالربا".
 
وإذا كان صاحب المال يفتقر إلى الخبره اللازمه فى التجاره أو يكون رأسماله قليلا لا يساعده على القيام بأى مشروع مهما كان بسيطا, فى هذه الحاله يقوم المستثمر بإقراض ماله إلى من له خبره فى الاستثمار ويحصل على الفوائد المتفق عليها.  وهذا أيضا أمر مشروع طالما كانت الفوائد بعيده عن نطاق الاستغلال
أو (الربا)
 
قام الاخ برهامى بنقد موضوع  الاستثمار فى مشروع قناة السويس الجديده على أنه ربا.  وهنا أنبه الاخ برهامى أن هذا ليس ربا بأى حال من الاحوال بل إنه نشاط اقتصادى محلل مائه فى المائه لانه لا يستغل أى إنسان كما أنه يقدم عائدا آمنا.  ما الضرر فى ذلك؟  إين الربا؟  إن المستثمر يحقق هدفين كلاهما نبيل.  أولا:  هو يساهم فى ازدهار دولته واقتصاديات دولته  ثانيا:  هو يحقق لنفسه دخلا آمنا يساعده على نفقات الحياه والتزاماتها. 
 
وهذه الفوائد تسدد من عائد قناة السويس الجديده.  وما تبقى يساعد على مختلف الاستثمارات التى تحقق مزيدا من العماله ومزيدا من الارباح وبالتالى مزيدا من الرخاء.  أين الربا إذن؟!  والقول بغير ذلك يؤدى إلى أى اقتصاد إلى الخراب المحقق.  ذلك أن الدوله مهما كانت ميزانيتها فهى محدوده.  وهناك مشروعات ضخمة تتطلب رؤوس أموا ضخمه.  هل يمكن أن نتصور أن أى مقرض سوف يقرض مثل تلك الاموال لوجه الله والوطن؟  بالطبع لأ.  لسبب بسيط.. كما أن المواطن يرعى وطنه كذلك  الوطن يرعى المواطن.
 
من هنا نقول بملء الفم:  كما أن المواطن عليه التزامات تجاه الدوله كذلك الدوله عليها التزامات تجاه المواطن.  وفى حالتنا هذه لا يوجد أى معنى أن تحصل الدوله على قروض أجنيبه بفوائد طبعا بينما تحرم مثل هذه القروض والفوائد على المواطنين بينما هم أولى بخيرات بلادهم.
 
من هنا أقول للاخ برهامى "لا تنعم برخاء مصر ثم تصر على أن تحرمها من الرخاء".


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter