الخميس ١٣ اغسطس ٢٠١٥ -
٠٦:
٠٥ م +02:00 EET
عمر مكرم.. الزعيم المصري الذي غلب المماليك والفرنسيين
كتب – محرر الأقباط متحدون
ولد الزعيم الشعبي عمر مكرم بن حسين السيوطي عام 1750 في أسيوط وتعلم في الأزهر الشريف، وتولى نقابة الأشراف في مصر سنة 1793، وقاوم الفرنسيين في ثورة القاهرة الثانية سنة 1800.
مقاومته للحملة الفرنسية
كان له دالة لدى العامة كقائد شعبي عندما قاد حركة شعبية ضد الحاكمين المملوكيين "إبراهيم بك" و"مراد بك"، وعندما اقترب الفرنسيون من القاهرة سنة 1798م قام بتعبئة الجماهير للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش النظامي "جيش المماليك في ذلك الوقت".
ويقول الجبرتي "وصعد السيد عمر مكرم أفندي نقيب الأشراف إلى القلعة فانزل منها بيرقًا كبيرًا اسمته العامة البيرق النبوي فنشره بين يديه من القلعة إلى بولاق وأمامه ألوف من العامة"، ويعلق الرافعي على ذلك بقوله: وهذا هو بعينه استنفار الشعب إلى التطوع العام بعد هجمات الغازي المغير والسير في طليعة المتطوعين إلى القتال.
وعندما سقطت القاهرة بأيدي الفرنسيين، عرض عليه الفرنسيون عضوية الديوان الأول إلا أنه رفض.
دوره في تولية محمد علي للحكم
كان له دور في تولية محمد علي شؤون البلاد، حيث قام هو وكبار رجال الدين المسلمين بخلع خورشيد باشا في مايو سنة 1805، وحينما استقرت الأمور لمحمد علي خاف من نفوذ رجال الدين فنفى عمر مكرم إلى دمياط في 9 أغسطس 1809، وأقام بها أربعة أعوام، ثم نقل إلى طنطا.
وفاته
استمر "عمر مكرم" في منفاه ما يقرب من 10 سنوات، وعندما حضر إلى القاهرة في من يناير 1819م، ابتهج الشعب به ولم ينس زعامته له، وتقاطرت الوفود عليه، أما الرجل فكانت السنون قد نالت منه؛ فآثر الابتعاد عن الحياة العامة، ورغم ذلك كان وجوده مؤرقًا لمحمد علي، فعندما انتفض القاهريون في (جمادى الآخرة 1237هـ = مارس 1822م) ضد الضرائب الباهظة نفاه محمد علي ثانية إلى خارج القاهرة خوفًا من أن تكون روحه الأبية وراء هذه الانتفاضة، لكن الموت كان في انتظاره حيث توفي في ذلك العام بعد أن عاش آلام الشعب، وسعى لتحقيق آماله، وتحمل العنت من أجل مبادئه.