هناك مثل صينى يقول:( إذا أردتَ أن تزرع لسنة فازرع قمحاً وإذا أردتَ أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة وإذا أردتَ أن تزرع لمائة سنة فازرع إنساناً).

فمصربنت الأهرامات وشيدت المعابد والقصوروالصروح وأقامت المصانع والمدارس وأنشأت المزارع وبنت السدود كسدأسوان والسد العالى وحفرت قناة السويس القديمة والحديثة وأنجزت الكثيرالكثيرمن المنشآت والمشاريع الضخمة والعملاقة.

ولكنهاأهملت بناء أهم شىء وأفضل شىء إنه الأثاث الحقيقى لكل بناء وتعمير والجذورالثابتة لكل غرس وتشييد إنها وللأسف الشديد أهملت بناء المواطن المصرى الأصيل. المواطن الإنسان الذى يقيم الدول ويبنى الحضارات.

المواطن الإنسان الذى من أجله كان الخلق وكانت الحياة. المواطن الإنسان الذى بفضله تقام الحضارات وتبنى الدول وبأخلاقه تسمووتكون الأمم.

وقد عبرالشاعرالمصرى عن ذلك بقوله: وإنما الأُممُ الأخلاقُ ما بقيت ..... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا الانسان هوالذى يحافظ على تلك الصروح والمنشآت .

الإنسان هوالذى من أجله تبنى الحياة وبه تستمر هذه الحياة. نحن فى مصر تجاهلنا بناء الإنسان وجرينا وراء بناء ما يحيط بالإنسان وهوالشىءالذى بدون الإنسان لافائدةمنه ولاقيمة له .

نحن فى مصر نحتاج إلى بناءالمواطن المصرى الصالح الذى يفيد نفسه وأسرته ثم مجتمعه ودولته. وهذاالبناء الإنسانى يحتاج أول مايحتاج إلى (التعليم). تعليم الانسان المصرى.التعليم الذى يبنى المواطن لا التعليم الذىيدمرالمواطن .

التعليم الذى يغرس الحب والفضيلةلا التعليم الذى يخلق الحقد والكراهية. تعليم يعتمد على الجد والاجتهاد لا تعليم يعتمد على الغش والحظ.

تعليم يعتمد على الذات لا تعليم يعتمد على الوساطات والرشوة والمحسوبيةوالدروس الخصوصية . تعليم يعطى الأولويةفى الفرص لمن يستحق لا تعليم يعطى الفرص لمن يدفع أكثر. تعليم لكل الفئات والطبقات فى المجتمع لا تعليم لطبقة دون طبقة وفئة دون فئة .

تعليم يعطى الحق لصاحب الحق لاتعليم يعطى الحق لمن لا يستحق. تعليم يعطى من يستحق فرص العمل لاتعليم يبيع فرص العمل.تعليم لايجعل أصحاب الكليات ذات المجموع العالى تكون بعد التخرج أقل ماديا وأدبيا من هؤلاء الذين حصلوا على أقل المجاميع فى شهادة الثانوية العامة.أوأقل التقديرات فى الشهادة الجامعية. تعليم من الأفضل أن لايكون فيه كليات قاع وكليات قمة.

فتربويا لا يجب التفرقة بين كلية وكلية فالكل تعليم والكل يساهم فى بناء الوطن سواء بسواء. هذه قطرة من غيث فى كيفية وماهية التعليم فى مصر. فالتعليم هو الذى يضع اللبنة الأولى فى بناء الإنسان . أما عن الصحة فحدث ولا حرج فهى أسوأ لأنها وليدة تعليم سىء .

وعن المساواة والعدالة فلا وجودلهما فى مجتمعنا لأنهما أيضا مرتبطتان هما وغيرهما من القيم النبيلةوالأخلاق الفاضلة والمثل العليا بكيفية وما هية التعليم فى مصر. فالتعليم والصحة صنوان يبنيان المواطن الصالح كى ينشأ المجتمع الصالح وتكون الدولة الحضارية.

نحن لسنا فى حاجة إلى بناء مصانع ولا إنشاء مزارع ولا حفر قنوات فليس بهذه الأشياء وحدها (تحيامصر). الشربينى الاقصرى.