الأقباط متحدون - نور الشريف
أخر تحديث ١١:٠٠ | السبت ١٥ اغسطس ٢٠١٥ | ٩مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نور الشريف

 نور الشريف
نور الشريف
مينا ملاك عازر
المتأمل لهذا الاسم الذي يتصدر المقال، والذي اتخذت منه عنواناً، يستطيع أن يجعل منه جملة مفيدة، تأمل هو نور الشريف، فقد كان حقاً نور بأفلامه ومسلسلاته، بثقافته بأفكاره، بآراءه بمصارحته لنفسه، وفهمه لها، بحبه لزوجته الفنانة العظيمة بوسي حتى وهو يطلقها ثم يعود لها بعد سنوات، هو نور بخلقه بأدبه بخوضه في قضايا بجراءة يحسد عليها.
 
هو نور الشريف لأنه حقاً كان شريف في اختياراته لمن يشاركوه الأعمال الفنية إذ دفع بالشباب واحتضنهم، أعاد النجوم للشاشة بعد أن كادوا يغيبون عنها، وشد من أذرهم، نور الشريف كان بطلاً منذ ظهر للنور وحتى غادر دنيانا عرف كيف يغادر نور مضيئاً بطلاً شريفاً، نور الشريف رحل وسط حب الكثيرين ممن رافقوه مشواره الفني، وساندهم فنجد عادل إمام الذي لم يشارك في جنازة منذ عام 2006، ووجدنا محمود ياسين ووجدنا نجوماً شباباً.
 
بطل الكرنك ولن أعيش في جلباب أبي بطل الأخوة الأعداء، بطل سواق الأوتوبيس والباحث عن سيد مرزوق، وبطل كتيبة الإعدام، كان فناناً موهوباً راسخاً ثقيل، معلم وفيلسوف تفوق في اختياراته فاختاره الجمهور ليبق نجماً، عرف متى يظهر عليهم؟ ومتى يغيب عنهم؟ عرف كيف يدفعهم للسؤال عنه؟ والبحث عنه، ويكون بطلاً رمضانياً حتى في غيابه عن رمضان، تبقى تبحث عن مسلسلاته وإن كانت غائبة تبقى مسلسلاته لها بصمة موجودة في قلوب الجميع لا يمحوها شيء ولو كان رحيله عن دنيانا.
 
اندهشت حين طلق رفيقة عمره بعد عِشرة طويلة أعاذ هو ذلك لأنها أزمة منتصف العمر، وكنت أول مرة أسمع عنها، وأظنها الآن ظروف مرضه التي أبى أن يحملها أعباءه في حب وتضحية رائعين يندرا الوجود في الكثيرين من حولنا.
 
حتى لحظات من بدء كتابة المقال، هذا لم أكن أظن أنني باستطاعتي الكتابة في رثائه لكن ها أنا وقد وصلت لمنتصف المقال تقريباً، فأحسبني لم أضف له شيء ولكنني أضفت لكتاباتي أشياء بالكتابة عن نجم سطع في سماء الفن، مثقف اختار طريق الفن لينقل فكره وثقافته ولم يجلس على مقهى ليحبس بداخله أفكاره وآراءه ويتعامل مع الجمهور من برج عالي.
 
لاعب كرة اختار التضحية بنجومية لاعبي الكرة التي كادت أن تكن مضمونة له بانضمامه لنادي شهير كالزمالك، واختار خوض غمار بحر خطير غير مضمون العواقب وهو بحر الفن والتمثيل، كان جريئً في حياته كما كان جريئاً في اختيار أدواره.
 
أبى أن يبقى إكاديمياً بأن يبقى حبيس مبنى المعهد العالي للسينما، وقرر ترك الكادر التعليمي ليكن كادر فني، مؤدي ينقل علمه وفهمه للفن لجمهوره بثقة مفرطة في الله وفي إمكانيات وهبها له الله فاستثمر موهبته وربح حب جمهوره دون ابتذال ولا تنازل اختار المواقف الصعبة فأحبه جمهوره في المواقف الصعبة ورحل عنا رحيلاً صعباً.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter