الأقباط متحدون - الشر حالة من غياب القداسة والبر
أخر تحديث ٠٦:٣٦ | السبت ١٥ اغسطس ٢٠١٥ | ٩مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الشر حالة من غياب القداسة والبر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عرض/ سامية عياد
يتساءل كثير من الناس عن ماهية الشر و يضعون إجابات عديدة معظمها إجابات خاطئة بعضها يرجع الشر الى الله وبعضها الآخر يرجع الشر الى قوة أخرى غير الله ... لكن الشىء المؤكد أن الشر شىء سلبى ليس له وجود إيجابى .

عن ماهية الشر يحدثنا القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "حول مشكلة الشر" قائلا : لو بحثنا فى الكون لما وجدنا شيئا واضحا أمامنا يسمى الشر ، إلا أنه يمثل مشكلة تشغل حيزا كبيرا من تفكير البشر ويختلفون فى تحديد ماهيته ، فالخير والشر قضية نسبية وليست مطلقة ، كما أن الشر لا وجود له فى ذاته فلم يخلق من الله كشىء مخلوق وليس له كيان أو جوهر مستقل فوجود الشر لا يتفق مع صلاح الله وعدله فعندما خلق الله العالم قيل عنه "ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا" ، وإذا كان للشر كيان مستقل لأصبح هناك مصدر آخر مع الله الخالق .

لكن كيف يتولد الشر ؟
النفس عندما تنحرف عن الفضيلة تصير شهوانية وتلد الخطية ، فتتألم حيث لا تجد لها راحة طبيعية فى ذاتها ، فالنفس هى التى تنتج الشر وتعود تتألم منه ، فى هذا الشأن يقول غريغوريوس اللاهوتى "تتولد النار عن مادة ، وهى تحرق المادة ، هكذا يفسد الشر الإنسان الشرير" ، الخطيئة هى الشر الحقيقى وارتكابها يتوقف على إرادتنا ، حيث بإرادتنا قد لا نرى سوى الأمور الجسدية الوقتية وننسى أننا مخلوقين على صورة الله ومثاله فنقع فى الخطيئة وننفصل عن الله ، وبإرادتنا نستطيع أن نبتعد عن الخطيئة ولا نعطيها الفرصة لكى تفصلنا عن الله ، لأننا على صورة الله نعمل ونفرح بالخير ونبغض الشر .

الشر ليس جوهرا بل هو غياب الخير ، مثلما أن الظلمة هى غياب النور ...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter