الأقباط متحدون - مَنْ هو العدو؟ (52)
أخر تحديث ٠٦:٠٩ | الاثنين ١٧ اغسطس ٢٠١٥ | ١١مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٥السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مَنْ هو العدو؟ (52)

مراد وهبة
مراد وهبة

أثرت هذا السؤال بعد إقرار اتفاق وفاق بين الملك حسين وأبوعمار فى 11 فبراير 1985، إذ بمجرد وصول الاتفاق إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حدثت إضافات وتصويبات لم تكن مقبولة لا من الملك ولا من الأمريكان ولا من الإسرائيليين، ومن ثم نُسف الاتفاق من قِبل الرافضين فى المنظمة. وقد حاول أبوعمار تهدئة هؤلاء من أجل إحداث وحدة بين الفلسطينيين إلا أن هذه المحاولة كانت تعنى نسف اتفاق الوفاق بينه وبين الملك الأمر الذى أغضب الملك ودفعه إلى عدم الثقة فى زعيم المنظمة، ومن ثم أعلن إلغاء الاتفاق فى الجلسة التى عقدها البرلمان الأردنى فى 19 فبراير 1986. إلا أن هذا الإلغاء واكبه وضع خطة اقتصادية خمسية لإصلاح الأوضاع فى الضفة الغربية، وذلك من أجل إعادة سيطرة الأردن على الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة. إلا أن هذه الخطة جاءت متأخرة بسبب التزام الفلسطينيين فى الضفة الغربية بالمنظمة، إذ كان التزاماً بلا رجعة. لكن القيادات الإسرائيلية رفضت هذا الالتزام، كما أن المنظمة ذاتها لم تكن مستعدة لإقرار اعترافها بوجود إسرائيل، وهو اعتراف ضرورى كمقدمة لأى مفاوضات مباشرة.

وكل ذلك كان من شأنه إضعاف «حركة السلام الآن» فى اتخاذ مواقف شجاعة. ومع ذلك فقد حاولت الحركة فى عام 1986 إصدار منشور يحدد موقفها. وقد صيغت المحاولة على نحو توافقى فى العبارة الآتية وهى «الاعتراف بحق الفلسطينيين فى وجود قومى». وعند هذه المرحلة انتهت مدة بيريز فى الحكم وجاء بدلا منه إسحق شامير، وبالتالى توارى مسار السلام ليس فقط فى إسرائيل بل أيضا فى القدس وفى واشنطن. ومع ذلك فقد ارتأى شيمون بيريز باعتباره وزيراً للخارجية فى حكومة شامير إحياء مسار السلام، فالتقى سراً بالملك حسين فى لندن فى إبريل 1987 واتفقا على عقد مؤتمر دولى ينتهى بمفاوضات ثنائية. وهنا ثار شامير وزملاؤه من حزب الليكود ضد بيريز ليس فقط لأنه لم يستأذنهم فى لقاء الملك بل لأنهم أيضا كانوا ضد عقد مؤتمر دولى. ومع ذلك فإنهم لم ينزعجوا بما قام به بيريز لأنه فى النهاية كان مضطراً لعرض أى اتفاق على مجلس الوزراء للموافقة، والموافقة لم تكن ممكنة. وهنا اكتشفت حركة السلام الآن أن فرصة السلام لم تكن واردة مع وجود شامير فى الحكم لمدة عامين، وبذلك دخلت حركة السلام الآن وحركات أخرى مماثلة فيما يسمى بـ«البيات الشتوى» فتوقفت الاجتماعات والمنتديات وأغلقت المقارات بسبب ندرة التمويل، وصمت شبكات الاتصال، وشاعت فى الأفق أنباء تخبر بأن حركة السلام الآن قد تبخرت وزهدت وسائل الإعلام فى الإعلان عن نشاط الحركة، وتساءل النشطاء عما إذا كانت رسالة الحركة قد ماتت بسبب غياب السلام والاحتلال الدائم؟.

وبمناسبة مرور عشرين عاما على الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية وقطاع غزة فى 6 يونيو 1987 شعر مئات الآلاف من الفلسطينيين باليأس من الوضع المأساوى. وفى المقابل ارتأى نفر من الإسرائيليين أنه من اللازم ممارسة النقد الذاتى من قِبل حركة السلام الآن بسبب دخولها فى علاقة عضوية مع الاحتلال القمعى، الأمر الذى ترتب عليه أن أصبح الكل الإسرائيلى مشاركاً فى قهر الفلسطينيين. ومن هنا شعرت الحكومة الإسرائيلية بالزهو فى أن ثمة نفراً لديه القدرة على الاعتراض الناعم مع قناعة بأنه قد أدى واجبه.

والسؤال بعد ذلك:

ماذا حدث من ردود فعل؟
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع