عرض/ سامية عياد
للقديسة العذراء مريم فضائل عديدة جدا نتعلم منها ونقتدى بها لعل فى مقدمتها الاحتمال والتعب مثل تعبها فى رحلة لزيارة أليصابات وخدمتها وتعبها أيضا فى رحلتها الى مصر واحتمالها مشقة الطريق وتعبها داخل مصر حينما كانوا يطردون العائلة المقدسة من بلد الى بلد ، احتمالها لصلب ابنها ...

عن فضيلة الاحتمال عند العذراء مريم وكيف نقتدى بها حدثنا المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقاله "القديسة العذراء وفضيلة الاحتمال"  قائلا : من أسمى أنواع الاحتمال لدى العذراء احتمال المجد والكرامة حيث احتملت مجد التجسد الإلهى فى ظهور رئيس الملائكة جبرائيل لها وتبشيرها بعمل الروح القدس فيها وبأن المولود منها يدعى ابن الله ، كما احتملت امجادا تحيط بابنها مثل مجىء المجوس وسجودهم إليه وتقديمهم الهدايا ذهبا ولبانا ومرا ، كل ذلك دون أن تفتخر أو تتعالى بل كانت تحفظ كل هذه الأمور متأملة بها فى قلبها ، قد ينال شخصا كرامة أو رفعة فى منصب كبير أو مال وفير ، وحينئذ يرتفع قلبه ويتعالى على الآخرين وتهز الكرامة روحياته فيتعجرف ويتغير قلبه وفكره لأنه لم يستطع أن يحتمل الكرامة كما تحملتها السيدة العذراء وهنا نتذكر قول القديس أنطونيوس الكبير "احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإهانة".

احتمال آخر اختبرته العذراء مريم وهو احتمال ترك المشيئة فما كانت تظن يوما أنها ستحبل وتلد ولكن لما أخبرها الملاك أن هذه إرادة الله أجابت فى ترك لمشيئتها "ليكن لى كقولك"  ، قد يتذمر إنسان على الله ويعاتبه إذا لم يستجيب لطلبة معينة وتمر فترة طويلة ولا يشعر أنه قد نال مراده ، وانواع عديدة للاحتمال لابد أن يقتدى بها الإنسان فى حياته مثل احتمال العوز والفقر والجوع كما احنمله لعازر المسكين ، احتمال المرض كما احتمله أيوب الصديق ، احتمال أخطاء الآخرين ، احتمال الأم لأبنها فى صياحه وبكاءه وفى عناده وتمسكه برأيه ....

الاحتمال هو وصية إلهية "محتملين بعضكم بعضا" ، لابد أن نحتمل كما احتملنا الله ويحتملنا ، والاحتمال يدل على الوداعة وطول البال وسعة القلب ، وإن لم تحتمل فسوف تتعب أعصابك وقد تصاب بمرض أو تخسر الناس وتكون قدوة سيئة لغيرك.