قال الكاتب الأمريكي يوجين روبنصون إن مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة هيلاري كلينتون ، إذا كانت تواجه اليوم مشكلات سياسية بسبب أزمة بريدها الإلكتروني، فإن تلك المشكلات هي من صُنع يديها.
ونوّه روبنصون، في مقال نشرته الـواشنطن بوست، عن أن كلينتون ليست جاهلة بلوائح الحكومة الفيدرالية؛ فهي لابد تعرف أنه حال استخدامها حساب وزارة الخارجية، فإن جميع رسائل بريدها الإلكتروني التي تزيد عن 60 ألف رسالة ستصبح جزءا من الوثائق الرسمية، كما أنها تعلم بالتأكيد دون أدنى شك أن خصومها السياسيين سيجدون متعة في التنقيب في اتصالاتها الشخصية.
وقال: «دعونا نكون صرحاء: إن هيلاري وزوجها بيل كلينتون لهما أعداء، معظمهم لا يتورع أو يبدي خجلا من شن هجمات غير عادلة وشريرة عليهما، فكان لابد أن تتأكد أنها لم تدع لهم الفرصة سانحة لذلك».
وأضاف الكاتب: «إنه إذا ما وافق شخص على قبول منصب وزير الخارجية، فإنه يتعين عليه التخلي عن بعض خصوصيته، كما أن أي رسائل إلكترونية تتعلق بالعمل الرسمي هي المعادل الحديث للرسائل والمذكرات واليوميات التي يزخر بها الأرشيف القومي؛ فهي تحكي تاريخ الأمة وهي ملك لنا جميعا، فحتى لو كان اسم هذا المسؤول هو كلينتون، فإنه لا يحق له أن يقرر من جانب واحد ما يجب أن يتم تضمينه في ذلك الأرشيف القومي وما لا يجب.
وقال روبنصون، أتمنى أن تتحلى كلينتون بالشجاعة الأدبية الكافية لتقول «أنا آسفة، أنا أخطأت»، وأتمنى ألا تهين ذكاءنا مدعية أنها لم تأت شيئا جديدا وأن وزراء خارجية سابقين سبقوها إلى ذلك، على أن أحدا من هؤلاء لم يحفظ بريده الرسمي على حاسوبه الشخصي.
وأضاف: «أتمنى أن أضمن أن تبذل كلينتون كل ما بوسعها لضمان وصول أي رسائل إلكترونية موجودة إلى المختصين بوزارتي الخارجية والعدل.. لكن للأسف لا أستطيع ضمان ذلك؛ لقد عرقلت كلينتون ذلك لفترة طويلة، ولا كلمة أخرى تصلح لوصف موقفها.. إن التعهدات الأخيرة بالصراحة والتعاون لم تكن سوى أصداء جوفاء».
وكانت كلينتون أرسلت وتلقت 62320 رسالة إلكترونية خلال السنوات الأربع في منصبها كوزيرة للخارجية من بريد إلكتروني خاص، ونزولاً على طلب وزارة الخارجية سلمت كلينتون الرسائل الإلكترونية التي تعتبرها رسمية وعددها تحديدا 30490 رسالة، فيما اعتبرت الرسائل المتبقية وعددها 31830 محفوظات خاصة.
وتعكف وزارة الخارجية على مراجعة كل رسائل كلينتون الإلكترونية الرسمية، وقد نشرت منها 3500 حتى الآن على أن تستكمل نشرها بحلول يناير 2016.
وقد قالت كلينتون في 25 يوليو الماضي: «إنني واثقة من أنني لم أرسل ولم أتلق أي معلومات كانت مصنفة سرية لحظة إرسالها أو تلقيها»، غير أن المحققين عثروا مؤخرا على أربع رسائل إلكترونية تتضمن معلومات «سرية»، بينها اثنتان تتضمنان معلومات «سرية للغاية»