ألقت الأجهزة الأمنية، القبض على مدير إدارة بشركة "بترول بلاعيم"، بتهمة انتحال صفة مدير مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ ليتمكن من تعيين عدد من الخريجين بوظائف داخل الشركة، بمقابل مادي.


وقالت مصادر أمنية، لـ"الوطن"، إن وقائع القضية التي تحمل رقم 2 على 244 لسنة 2015، والتي كشفتها تحريات الأمن الوطني والأموال العامة تضمنت قيام "سامح. أ" مواليد 77، والذي يشغل منصب مدير إدارة بشركة "بترول بلاعيم" بالاتصال برئيس مجلس إدارة الشركة، وإبلاغه هاتفيا بتعيين شخصين في وظائف بالشركة، مؤكدًا أنه مدير مكتب رئيس الجمهورية، وأن أمر تعيينهم لا يحتمل التأخير.


وكشفت التحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية، أن المتهم منذ ثلاثة أسابيع التقى بشخص يدعى "أنور. ع. ا"، والذي يعمل مديرًا لشؤون التعليم بجامعة الأزهر فرع شبين الكوم، وأبلغه الأخير، أن نجليه "أحمد" حاصل على بكالوريوس تجارة، وكان يعمل بالمملكة العربية السعودية، وعاد إلى مصر منذ 10 أشهر، وأنه لا يعمل حاليًا وأن شقيقه "مصطفى" 24 عامًا حاصل على بكالوريوس تجارة أيضًا، وأبدى رغبته في تعيينهما بوظائف حكومية، وتحديدا في شركة "بترول" وأنه مستعد لدفع أي مبلغ مالي مقابل تعيينهما.

وأضافت التحريات، أنه بتاريخ 9 أغسطس الجاري اتصل المتهم بمدير شؤون التعليم بجامعة الأزهر، وأبلغه أن يرسل نجليه بأوراقهم إلى مقر الشركة وتسليمها هناك، وأن قرار تعيينهما سيصدر خلال أيام، وبالفعل توجه الشابان إلى مقر الشركة وسلما الأوراق المطلوبة.


وتبين أن المتهم أجري اتصاًلا قبل موعد ذهاب الشابين إلى الشركة بعدة ساعات برئيس مجلس إدارة الشركة، وأخبره أنه مدير مكتب رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وطلب منه تعيين الشابين علي وجه السرعة وإصدار قرار تعيينهما خلال أقصر فترة ممكنة، فقام رئيس مجلس إدارة الشركة بالإبلاغ عن تلك الواقعةن وبدأت تحريات الأمن الوطني والأموال العامة، التي كشفت أن من اتصل برئيس مجلس إدارة الشركة هو المتهم.

وأخطرت النيابة العامة لإصدار إذن بتفتيش منزل المتهم، الذي عثر بداخله على عدد من الهواتف المحمولة وإيصالات أمانة موقعة من مدير شؤون التعليم بجامعة الأزهر والد الشابين بقيمة 120 ألف جنيه فألقى القبض عليه، وأحيل إلى النيابة العامة التي حققت مع المتهم وواجهته بما أسفرت عنه التحريات، ونسبت له اتهام انتحال صفة مدير مكتب رئيس االجمهورية، وأمرت بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها في هذه القضية.