الأقباط متحدون - هل نكتفى بهذا القدر من المعجزات
أخر تحديث ٠٩:١٣ | الخميس ٢٠ اغسطس ٢٠١٥ | ١٤مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل نكتفى بهذا القدر من المعجزات

ماجد الراهب
المعجزة عمل يتخطى حدود المعتاد ، وهى عمل يخضع لمشيئة الله ربما يتم بواسطة بعض الأشخاص وضع فيهم الرب مواهب متعددة لا تتم بواسطتهم إلا بسماح منه .

والسيد المسيح قام بمعجزات كثيرة كانت سببا لإيمان كثيرين وليرسخ فى نفوس شعبه قوة سلطانه وألوهيته .

وكل معجزة قام بها السيد المسيح كانت تضيف بعدا جديدا لمساواته بالاب ، فهو الخالق الشريك مع الأب ( كما نقول فى القداس ) .

ودائما فى الشدائد والضيقات تكثر الصلوات ويكثر معها طلب المعجزات ولأننا من العالم الثالث فنحن نحتاج المعجزة لنعوض نقص الخدمات الصحية ، ونقص فرص التعيين ، وزبادة البيروقراطية والروتين ، ناهيك عن سبوبة إضطهاد الأقباط وتمركزها فى صعيد مصر وخاصة محافظة المنيا التى تركتها الحكومة مرتعا للسلفييين وأعوانهم ومن على شاكلتهم وأصبحت هذه المشكلة صداع للكنيسة بسبب رخاوة الحكومة فى رأب هذا الشرخ الذى سوف يمزق قماشة المواطنة .

ونعود إلى موضوعنا ونرى أن من كثرة المشاكل التى يعاين منها المصريين أصبح هناك تخصص فى صنع المعجزة بين القديسيين أو أولياء الله الصالحين ، فهذا القديس للسرطان وهذا للأشياء المفقودة وهذا لتأخر الإنجاب وده سريع الندهة وهذه ناصرة الفقراء والغلابة ... الخ .

ولم يعد الزيت هو العنصر الوحيد المستخدم لتفعيل المعجزة بل أمتد للرمال والشال وتعدى ذلك لأحذية وشباشب القديسين الذين مازالوا على قيد الحياة ولكن لهم كرامات .

وتتكالب الكنائس على إقتناء أجساد القديسين أو أجزاء منها وحفظها فى مقاصير خاصة وأصبح إستيراد أجزاء من رفات القديسين شائع وبشهادة من بلد القديس معتمدة .

كل ذلك طبعا مع تعضيد درامى لحياة القديسين ( راجع مقالى الدراما القبطية وترسيخ الفعل المعجزى) مصحوبا بكتيبات وصور .

وأصبحت بعض الكنائس والأديرة عامرة طلبا لبركات قديس معين سواء مازال حيا أو رقد بسلام .

وأعرف آباء كهنة ورهبان ودور نشر تخصصوا فى كتابة سير ومعجزات لقديسين بعينهم لا تستطيع أن تحصر عدد إصدارتهم من هذه النوعية .

وأصبحت المعجزة تجارة رابحة ورائجة فى ظل قصور شديد لخدمنا من جهة التعليم الصحيح .

ولا اعرف متى أكف عن الخوض فى هذا الموضع الذى كتبت عنه مرارا وتكرارا ولكن لن إمل ولن أكف حتى أرى آزان تسمع وعيون ترى وعقول تقبل .

السيد المسيح توارى خلف تلال الرمل وبراميل الزيت ومقصورات القديسين .

صدقونى الأفخارستيا هى المعجزة الحقيقة ، الفعل المستدام ، والرؤيا الخرستولوجية ( يسوع المسيح هو ابن الله الذي صار إنسانًا لأجل خلاص وتجديد العالم كله ، وفي شخصه اتحدتا الطبيعتان الإلهية والإنسانية اتحادًا أقنوميًا. وهكذا فإن خلاص الإنسان لا يستند إلى علاقة غير مباشرة أو خارجية مع الله ، بل إلى شركة حقيقية واتحاد مباشر معه .

ومن خلال الإيمان بالمسيح وشركة الأسرار يرتبط المؤمنون بالله وببعضهم البعض ، مكونين معًا جسد المسيح الواحد ، والذي هو الكنيسة . فالمسيح له المجد هو مركز وحدة المؤمنين . ( عن المركز الارثوذكسى للدراسات الابائية )

أحبائى أناشدكم فى المسيح ، فليكن فينا فكر المسيح وشركة فى طبيعته وقوة سلطانه .

أجعلوا المسيح يتسيد على قلوبكم وعقولكم ليحرركم ويصير هو محور حياتنا .

يا أبنى أعطنى قلبك ومن يقول لهذا الجبل إنتقل سينتقل .

إذا كنّا في المسيح عندها نستطيع أن نحوّل العالم وأن نحوّل ذواتنا، بيوتنا، أولادنا ، عقولنا حتى تصبح " آنيات رجاء ".


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter