هناك مجموعة من الألغاز السياسية التى تحتاج إلى محلل عبقرى ينتمى إلى كوكب آخر فيه معدلات ذكاء خارقة!
أول هذه الألغاز هو محاولة فهم السلوك الأمريكى الحالى تجاه منطقة الشرق الأوسط.
رغم كل تأكيدات واشنطن أن جوهر فلسفة الاتفاق النووى الإيرانى مع دول الغرب هو وضع آلية صارمة للغاية تحدد مراقبة دقيقة للنشاطات النووية السلمية الإيرانية بهدف منعها من تخصيب سلاح نووى إلا أن بنود الاتفاق لا تدل على ذلك!
بالأمس كشف سيناتور أمريكى من الحزب الجمهورى المعارض لأوباما أن هناك تفاهماً سرياً بين إيران والغرب على مبدأ غريب وهو قيام مراقبين ومفتشين إيرانيين -وأكرر إيرانيين- سيقومون وحدهم بالتفتيش على منشآت عسكرية «إيرانية»!!
هل هذا معقول؟ هل يمكن أن تكون هذه هى الحالة التى قال فيها الشاعر: «أنت الخصم وأنت الحكم»!؟
اللغز الثانى هو قيام الطيران العسكرى الإسرائيلى أمس الأول بقصف 3 مواقع عسكرية مختارة بدقة لقوات تابعة لنظام حكم بشار الأسد!
إسرائيل تقصف قوات بشار ولا تقصف قوات داعش أو جبهة النصرة لماذا؟
التفسير الوحيد أن يكون ضمن هذه القوات قوات إيرانية من الحرس الثورى الإيرانى وهو ما لم يثبت حتى الآن بالنسبة لهذه الحالات تحديداً.
اللغز الثالث هو قيام الطيران العسكرى التركى بقصف قوات حزب العمال الكردستانى من خلال أكثر من خمسمائة غارة جوية حينما لم يتم قصف مواقع لداعش فى سوريا سوى 3 مرات!
لماذا يتم قصف الأكراد خمسمائة مرة، ويتم قصف داعش ثلاث مرات بحسب؟!
اللغز الأكبر الآن هو حقيقة التفاهمات السرية بين موسكو وواشنطن وطهران حتى إعادة ترتيب الشرق الأوسط الجديد؟.
وما موقف إسرائيل من هذه التفاهمات، خاصة وأن تل أبيب لا تخفى اعتراضها الكامل على الاتفاق الإيرانى مع الغرب؟
أسئلة كثيرة تتكاثر وتنشطر كل يوم بأسئلة أخرى فرعية تجعل محاولة فهم حقيقة ما يتم ترتيبه للمنطقة شديد الصعوبة وشديد الارتياب والغموض المخيف.
نقلا عن الوطن