الأقباط متحدون - إدارة الكنيسة ( ١ ) :
أخر تحديث ٠١:٣٥ | الاثنين ٢٤ اغسطس ٢٠١٥ | ١٨مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٦٢السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إدارة الكنيسة ( ١ ) :

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
بين سيطرة وتوغل رجال الكهنوت .. وإنعدام وجود المجالس

الإستشارية المتخصصة
 
 خواطر العرضحالجي المصري* د. مبشيل فهمي
مؤسسة الكنيسة المصرية الأرثوذكسية العريقة والتليدة ، والضاربـــــــة بجذورهـــِـــا في عمق أعماق التاريخ ، منذ دخــول الديانة المسيحية الي مصـــــر ، علي يـــدّ البشير ماري مرقس الإنجيلــي والذي صار أول بطريرك للكنيسة المصرية الأرثوذكسية ، تلاه الأنبا إنيانوس والذي أُختير بطريركاً بيد ماري مرقس ذاته . ولبساطة المجتمع وقِلةّ أعداد المسيحيين في تلك الأزمـــــــان ، دبرت الكنيسة أمورها بسهولة ويُسْرّ - بعيداً عن الإضطهادات - ، حسب تفكير وتعاليم المسؤلون عنها ، ألي أن عاد الي مصر الشباب من مسلمين وأقباط ، والذين كانوا مُبْتعثين للخارج ، وهدفهم جميعاً إصلاح أحوال ومؤسسات مصر ، وكان منهم الشاب بطرس غالي الذي وضع نِصٍب عينيه إصلاح حال كنيسته ، ومرت السنون الي أن جاء فبراير ١٨٧٤ وأثمرت جهودة عن إصدار الخديوي اسماعيل فرماناً بإنشاء ( المجلس المليّ العام للأقباط الأرثوذكس ) ، ويتكون من إثني عشر عضواً أصلياً ومثلهم إحتياطياً ، يقوم أقباط مصر الأرثوذكس بإنتخابهم ، علي أن يختص المجلس الملى بالنواحى الإدارية والماليــــــــةً ( وغير الدينية واللاهوتية ) في نشاط وأعمال الكنيسة ، مثل :
 
1- إدارةً الكنائس القبطية مالياً
 
2- إدارة المشروعات الكنسية الكبيرة .
 
3- إدارة المدارس والمعاهد القبطية .
 
4- إدارة الاوقاف القبطية .
 
5- كتابة لائحة للاحوال الشخصية .
 
6-تقديم خدمات للفقراء والمعوزين من الأقباط
 
واستمر الحال .. بين شد وجذب وإتفاق وخلاف وصراع بين المجلس من ناحية والبابا من ناحية أخري ، لشعور الباباوات أن المجلس يسلبهم سلطاتهم بل سُلطانهم علي مر العصور والأزمان ، وتناوب علي وكالة المجلس ( أي رئاسته من الناحية العملية ) بطرس باشا غالي ، وحبيب بك المصري ،
وإبراهيم باشا المنياوي ، ونقيب المحامين كامل يوسف صالح ، والمستشار إسكندر حنا دميان ... الي العصر الحديث ، حيث إختلف رجل الصلاة البابا كيرلس السادس مع المجلس الملي كالعادة ، فطلب من عبد الناصر إصدار قرار بحل المجلس فاستجاب له الزعيم ، ثم جاء الي كرسي ماري مرقس البابا والزعيم السياسي الأنبا شنودة الثالث أُحادي الحُكم والذي كان يستحيل أن يشاركه لا مجلس مِليّ ولا مجلس فِجْلي ليس في إدارة الكنيسة فقط بل في حكم الشعب القبطي لِوٓلِعِهِ بالزعامة والسلطة ، فإلغي أعمال المجلس بوكالة آخر الوكلاء الصيدلي ثروت باسيلي ، وأنفرد واستفرد بالكنيسة وإداراتها والشعب ومقدراته السياسية ، مع القطع المعنوي لرؤوس كافة آراخنة الشعب الكِبار والإبقاء علي أقزام الأقزام من الآراخنة اللاّحُسينٓ لأعتاب المقر بالعباسية وصارت الإدارة الكنسية تٓتٓعـثْرّ وتٓعْرج بقدم واحد ، تُسٓيِرّ شؤون الكنيسة والشعب كنسياً ولاهوتياً وتشريعياً وسياسياً داخلياً وخارجياً وهو : 
 
مجمع الأساقفة المُسمي " المجمع المقدس " برئاسة البابا شنودة ، وبمرور الزمن وإلإهتمام الزائد ببناء الكنائس وتضخم الأديرة في الداخل ، وشراء الأديرة والكنائس بالخارج ، صاحب ذلك سيامات العشرات من الأساقفة ومئات المئات من الكهنة وتعيين المئات من الرهبان للعمل ككهنة بالخارج ( ضد قوانين الكنيسة التليدة ) ، صارت المؤسسة الكنسية إمبراطورية كُبري تُحْكم بقيصر عظيم في القياصرة يُعاونه في ذلك عٍدة أباطرة لإمبراطوريات (كانت تُسمي إيبراشيات ) بتسلط وسلطوية كنسية رهيبة في إطار من السمع والطاعة فقط ، وعدم التفكير أو إبداء الرأي أو المساهمة في إتخاذ القرارات من العلمانيين ، تحت نص رهيب وحيد غريب " علي إبن الطاعة تٓحٍلّ البركة " ، وبمرور الأيام تمركز وتمحور ملايين الأقباط في الداخل أو الخارج

في رجال الكهنوت فقط ، وانعدم المجتمع المدني القبطي تماماً ، وقد كتبت لقداسة البابا شنودة في حبريتة ٦ مقالات بعنون ( التابوهات الكنسية .. وإنعدام المجتمع المدني القبطي ) وأرسلتها لقداسته في حينه ، وكلما مرت الأيام إزداد نشاط رجال الإكليروس المدني والتجاري والزراعي والمشروعاتي والمالي والرحلاتي والعلاجي كل ذلك بدون خبرة أو تأهيل للقيام بمثل هذه الأعمال والآي تتعارض تمامــــاً مع عمل وخدمة الكهنوت ...وكُـــــــــل ذلك خصمـْــــــــاً من حٍسابّ خدمتهم الكهنوتيْـــــــة والرعويــة ، لأن رب المجد حين أكمل تعليمه على الجبل قال : " لا يقدر أحد أن يخدم سيدين . لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر ، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال ". (مت 6: 24).
 
الي أن وصلنا الي العهد الحالي وهو حبرية البابا تواضروس الثاني 
 
- الذي يجلس ... ولا يحكم - فازداد نفوذ رجال الدين واتسعت أنشطتهم البيعية والشرائية ، حتي صارت بيوت الرب والأديرة في الداخل والخارج ... مغارات لصوص ! 
 
والآن .. لا يُمكن للكنيسة أن تحلق في سماء الروحانيات بأساقفة وكهنة تجاريون ماديون عاملين علي الربح المادي والمالي ، ولا يمكن للكنيسة أن تنجح في مشروعاتها ونجاحاتها - والتي ليست هي في الأصل من إختصاصاتها - بإدارة أساقفة وكهنة معدومي الخبرة في ذلك . 
 
لِــــــــــذا .... لابد للنظر في هذا الأمر بِجديةّ لخطــــــورةالأمر علي الكنيسة . 
 
وللموضوع بقية

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter