الثلاثاء ٢٥ اغسطس ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
د.خالد منتصر
بقلم : مينا ملاك عازر
مجهودات الدكتور خالد منتصر في سبيل مقاومة الجهل والحرب على التطرف مجهودات لا تقدر بثمن بينما هو يفعل هذا زلت قدمه بمعتقدات المسيحيين، ولكونه غير متعمق فيها كما هو حاله في معتقدات أخرى يبرع هو فيها ويفهمها بحكم انتمائه لها، أساء فهم معتقدات المسيحيين وهاجمها بشكل يثبت حسن نيته وعمق فهمه لعلمه، وشديد تأثره بالمنهج العلمي، ما جعله ينسى للحظة أن العلم بكل عظمته ودقته لم يزل يقف عاجزاً أمام تفسير بعض الظواهر وهو ما سنأتي إليه لاحقاً.
أما وما يجدر بنا البدء في الحديث عنه بشكل هادئ وعلمي، هو سؤال نسأله للدكتور خالد منتصر، من قال أن زيت نازل من صورة السيدة العذراء مثلاً هو دواء للمرض حتى تطبق عليه نظريات العلم الحديث من كونه دواء يمكن دراسة كيفية العلاج به؟ ونتائج العلاج ونسبة الشفاء به، لا أحد قال هذا، ولا يمكن أن يقل هذا، ومن يقل هذا إما جاهل أو يريد التكسب من هذا، أي زيت مقدس ليس له صلة بالمسألة الدوائية لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي لا يمكن قياسه ولا تجربته ولا تحليله التحليل الدوائي بينما ثمة تحليل آخر يجب علينا تحليله، وبشكل علمي يا دكتور سيأتي وقت ذلك التحليل لاحقاً أيضاً.
بما أن أحد من الأطباء لم يكتب الزيت المقدس في روشته كدواء وألغى الأدوية الأخرى كما يحدث في بعض الأحيان في أمور أخرى توقر في فكر الإنسان، فالزيت إذن لا يتناول على أنه دواء، ويسقط عنه بالتالي قواعد الدواء، إذن ما هو الزيت المقدس؟ فقط بركة يمكن أن يشفي بإذن من ربنا ويمكن ألا يشفي ما دام الله لا يسمح، وهو فقط بركة ومسألة الإيمان به ليست العامل الوحيد قي الشفاء، فلعل هناك من يُأمنوا به كثر لكن لا يتحقق بالزيت لهم المعجزات لعدم سماح الله، وأنا على ثقة في أنك تدرك تماماً أنه حتى في حالة الدواء لا يمكن القطع بالشفاء مهما كان مجرباً، فإن لم يسمح الله بالشفاء ما تم بل إن لم يسمح الله باكتشاف الدواء ما تم اكتشافه.
نأتي أخيراً لمسألة الظواهر التي يقف أمامها العلم عاجزاً عن تفسيرها وهي كثيرة ولن أخوض الآن إلا في واحدة منها فقط، أدعوك لتأملها بشكل علمي يتواءم مع منهجك الذي تتتبعه، وهي ظاهرة نزول الزيت المقدس من الصورة، اعطني تفسير علمي منطقي لتلك الظاهرة؟ كيف تحدث؟ كما ادعوك الآن وبكامل التجرد من معتقدي وبانتماء خالص لمنهجك العلمي، أن نحلل الزيت النازل من الصورة لنفهم تركيبته لتكن معلومة للجميع، كما أن الجميع يعلم تركيبة وماهية باقي الأشياء التي يشعوذ بها الآخرون ويتخذون منها دواء، يضحكون به على المرضى في بلادي للأسف، مستغلين فقرهم وجهلهم وحاجتهم للشفاء.