الأقباط متحدون - أين مقبرة نفرتيتى؟
أخر تحديث ١٥:١٦ | الثلاثاء ٢٥ اغسطس ٢٠١٥ | ١٩مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٦٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أين مقبرة نفرتيتى؟

زاهي حواس
زاهي حواس
زاهي حواس
تناقلت وسائل الإعلام فى العالم كله ما أعلنه الأثرى الإنجليزى نيقولاس ريڤز عن وجود مقبرة الملكة «نفرتيتى» – زوجة الملك أخناتون- داخل مقبرة «توت عنخ آمون»! ورغم أن ما قاله عبارة عن فكرة نُشرت فى مقال، إلا أن بعض الصحف أشارت إلى أن مقبرة «نفرتيتى» قد كُشفت فعلاً بوادى الملوك.
 
وأشار ريڤز إلى هذه الفكرة بعد أن قام بدراسة الصور ثلاثية الأبعاد التى صورت مقبرة «توت عنخ آمون» عن طريق المسح بالليزر، ومنها تم عمل النموذج الخاص المطابق بالمقبرة، والموجود حالياً بجوار متحف ومنزل هيوارد كارتر بالبر الغربى... وكتب ريڤز أنه شاهد على هذه الصور بالجانب الشمالى والغربى للمقبرة ظلالا وخطوطا قد تُشير إلى وجود حجرتين مخفيتين داخل المقبرة، وأن هذه الحجرات تخص الملكة «نفرتيتى»، والتى تولت الحكم بعد وفاة زوجها «أخناتون»، وغيرت اسمها إلى «سمنخ كا رع»، وأن الملك «توت عنخ أمون» تولى العرش بعدها مباشرة، ويشير إلى أن المنظر الموجود على حائط المقبرة الشمالى، وفيه الكاهن «آى» يقوم بعمل طقسه (فتح الفم) للملك «توت»، خاصة لأنه – الملك أى- تولى الحكم بعد توت مباشرة؛ إنما يمثل فى الأصل الملك توت يقوم بعمل طقسه فتح الفم للملكة نفرتيتى!
 
ونقول إن هذه الفكرة خيالية تماماً، وليس لها أى سند علمى إطلاقاً؛ لأن تخيل وجود نفق يؤدى إلى هذه الحجرات المخفية لمقبرة الملكة نفرتيتى ما هو إلا هلاوس تحدث لأى إنسان ينظر إلى منظر ثلاثى الأبعاد، وهناك من نظر إلى منظر على مدخل معبد «سيتى» بأبيدوس واعتقد أنه يمثل طائرة..
 
هذا وقد قام كارتر بفتح الخمس كوات الموجود داخلها قوالب الطوب اللبن الخمسة السحرية، وأزال البلاستر من عليها، وأخذ المصور الشهير برتون صوراً لها، ويمكن لو كانت فكرة ريڤز صحيحة؛ لكانت قد ظهرت على حوائط مقبرة توت عنخ آمون آثار هذه الحجرات الداخلية التى يعتقد ريفز وحده فى وجودها. هذا وقد مكث كارتر عشر سنوات يعمل داخل المقبرة، وفحص الجدران والقطع الأثرية، واتفقنا جميعاً على أن هذه المقبرة لم تكن المقبرة المخصصة فى الأصل للملك «توت عنخ آمون»، ولو كان هناك أى دليل بسيط على وجود مقبرة داخل المقبرة لكان عثر عليها كارتر.
 
أما بخصوص فكرة وجود مقبرة داخل مقبرة فهذا الطراز غير معروف فى الأسرة 18، بل عُثر عليه فقط فى الأسرة 19.. أما بخصوص المنظر الذى يشير فيه إلى أن «توت» هو الذى يفتح الفم لـ«نفرتيتى» وليس «آى»، فليس هناك أى دليل يُعضد ذلك؛ نظراً لوجود الأسماء مكتوبة، ولو كان هذا منظر لـ«نفرتيتى» لكُتب اسمها على الحائط... ومن الغريب أن ريڤز استعمل عبارة مرسلة قالتها السيدة الإنجليزية المعروفة باسم أم سيتى؛ تشير إلى أن «نفرتيتى» مدفونة فى وادى الملوك، ولم يحدث أن وضع أى عالم آثار أم «سيتى» كمرجع..
 
أعتقد أن وزارة الآثار يجب أن تُعلن عن لجنة عاجلة من العلماء فى وجود ريڤز لفحص هذه الفكرة مع استعمال الصور ثلاثية الأبعاد.. وإذا أعلنت اللجنة عن احتمال وجود مقبرة «نفرتيتى» داخل «توت»... هنا يجب أن يتم استعمال الرادار الذى قد يشير إلى وجود فراغ خلف الجدار الشمالى والغربى، وإذا صح هذا سوف يكون لدينا مشكلة: من سيوافق على فتح الجدار لكشف وهمى لا يوجد لديه أى دليل... الشىء الوحيد الذى أسعدنى هو الدعاية الإيجابية لمصر، ولأول مرة بعد فتح قناة السويس الجديدة.
 
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع