الأقباط متحدون - يعقوب أب الآباء
أخر تحديث ١٣:١٢ | الأحد ٣٠ اغسطس ٢٠١٥ | ٢٤مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٦٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

يعقوب أب الآباء

بقلم نسيم عبيد عوض
فى رحلة الله وتدبيراته الإلهية للخلاص ظهرت شخصية يعقوب أب الأسباط الإثنى عشر ‘كما سبق وشرحنا ‘ والذى منهم تكون شعب بنى إسرائيل ‘ والذى إعتبرهم الله انهم يكونون له شعبا وهو يكون لهم إلها. وتبدأ القصة عندما " كان اسحق ابن 40 سنة  لما اتخذ لنفسه زوجة رفقة بنت بتوئيل الارامى من فدان ارام. وصلى اسحق الى الرب لاجل امرأته لانها كانت عاقرا . فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته. وتزاحم الولدان فى بطنها . فقالت ان كان هكذا فلماذا انا. فمضت لتسأل الرب . فقال لها الرب فى بطنك امتان . ومن احشائك يفترق شعبان . شعب يقوى على شعب وكبير يستعبد لصغير. (تك25: 19-23)

شخصية يعقوب
يقول الكتاب عنه "ومن بطن أمه خرج ويده قابضة بعقب عيسو فدعى اسمه يعقوب أى متعقب ‘ وقد ظل طوال حياته متعقبا خلال رحلة جهاده مع الله. فكبر الغلامان . وكان عيسو انسانا يعرف الصيد انسان البرية ويعقوب انسانا كاملا يسكن الخيام ."تك25: 26-27" ‘كان عيسو رجل البرية محبًا للصيد ممسكًا بالسيف بيده لا يقدر المعاني الروحية. وإسحق أحب عيسو بسبب ما يقدمه له من صيد. أما يعقوب فكان إنسانًا كاملًا بمعنى وديعًا محبًا. فأحبته أمه رفقة وكان راعيًا للغنم فإتسم بالهدوء. يسكن الخيام  بروح الغربة رجاءه في الله مثل أبائه. وبالقطع كان عيسو يسكن الخيام مثل الجميع لكن الكتاب حين يذكر أن يعقوب كان يسكن الخيام يود أن يشير لروح الغربة عنده ‘ كانت دموية عيسو أشارة لعدو الخير الذي كان قتالًا للناس منذ البدء( يو 44:8.) أما يعقوب فيرمز للإنسان الروحي الذي يتعقب الكل لأجل اقتناء الأبديات. هو مصارع ومجاهد من أجل الروحيات. ومن أجل ذلك كان يعرف قيمة أن يكون الابن البكر لأبيه ‘ وانه يكون المكرس لله ‘وان يكون كاهنا للأسرة وممثلا وقائدا لها فى المجتمعات ‘ وجاءته الفرصة من أخيه عيسو الذى لا يهتم بكونه بكرا ولابقيمة البكورية بل كما قال الكتاب "احتقر عيسو البكورية ‘ وفى مقابل طبخة عدس (هذا الاحمر) باع بكوريته ليعقوب وحلف له‘ وهكذا صار يعقوب بكرا لأبيه واصبح وجها لوجه أمام الله ‘والذى من نسل ابن الموعد اسحق أبيه سيأتى من تتبارك قبائل الارض باسمه. وعرف يعقوب ان الله ظهر لأبيه اسحق وفال له" انا اله ابراهيم ابيك . لا تخف لانى معك واباركك واكثر من نسلك من أجل ابراهيم عبدى ‘ وعرف ايضا ان اسحق ابيه بنى هناك مذبحا ودعا باسم الرب."تك26: 24-و25"...

يعقوب يغتصب البركة
حصل يعقوب على كل بركة ابيه اسحق والتى هى بركة الهيه مستمدة من الرب نفسه ‘و كابن بكر له  ‘ ولكن باسلوب الإغتصاب ولو انه كان مدفوعا من أمه رفقة التى كان فى ذهنها قول الرب لها " شعب يقوى على شعب وكبير يستعبد لصغير" فقررت ان تدفع بيعقوب الصغير لأخذ بركة اسحق بدلا من عيسوا الكبير ‘ وفى سبيل ذلك جعلت يعقوب يكذب على ابيه الضعيف النظر ويتحايل عليه بوضع شعر المعيز على جسده وبطبيخ دسم ‘ وعلى الرغم من ان اسحق لم يتراجع عن البركة التى أعطاها ليعقوب بعد ذلك رغم علمه بكذبه ‘ ولكن مافعلته رفقة ويعقوب لا يرضى الله لأنه هو وحده القادر على تنفيذ وعوده ‘ فهو صاحب الأمر والمشيئة‘  ولكن الله فى تدبيراته الإلهيه  قد اعطى اسحق ليبارك ابنه يعقوب " وقال انظر. رائحة ابنى كرائحة حقل قد باركه الرب. فليعطك الله من ندى السماء . ومن دسم الأرض .وكثرة حنطة وخمر. ليستعبد لك شعوب.وتسجد لك قبائل . كن سيدا لأخوتك . وليسجد لك بنو امك.ليكن لاعنوك ملعونين. ومباركوك مباركين." تك27: 27-29." وقد تبعته هذه البركة فى كل حياته وتبعته اينما ذهب وحل ‘ رغم اسلوبه فى الحصول عليها ‘ ولكن الرب وحده صاحب الدينونة والمشيئة.

رحلة يعقوب ببركة الله
1-فى بدأ رحلة يعقوب لتكوين شعب بنى إسرائيل أو شعب الله ‘ ظهر له الله ليؤكد له انه هو الشخص المختار والمرغوب فيه  بل ويجدد الوعد والبركة معه ويصاحبه بالنعمة طوال رحلته‘ ويقول الكتا ب" فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران. وصادف مكانا وبات هناك لان الشمس كانت قد غابت . واخذ من حجارة المكان ووضعه تحت راسه فاضطجع فى ذلك المكان . ورأى حلما واذا سلم منصوبة على الارض ورأسها يمس السماء. وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. وهوذا الرب واقف عليها فقال انا الرب اله ابراهيم ابيك واله اسحق. الارض التى انت  مضطجع عليها اعطيها لك ولنسلك. ويكون نسلك كتراب الارض وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا. ويتبارك فيك وفى نسلك جميع قبائل الارض. وها انا معك واحفظك حيثما تذهب واردك الى هذه الارض. لانى لا اتركك حتى افعل ما كلمتك به."تك 28: 10-15".

2- فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حقا ان الرب فى هذا المكان وانا لم أعلم. ما هاذا الا بيت الله وهذا باب السماء. واخذ الحجر الذى كان تحت رأسه واقامه عمودا وصب زيتا على رأسه. ودعا اسم المكان بيت إيل . ونذر يعقوب نذرا قائلا ان كان الله معى وحفظنى فى هذا الطريق الذى انا سائر فيه واعطانى خبزا لآكل وثيابا لالبس. ورجعت بسلام الى بيت ابى .يكون الرب لى الها. وهذا الحجر الذى اقمته عمودا يكون بيت الله وكل ماتعطينى فانى أعشره لك."تك28: 16-22."

3- مع لابان بن ناحور خاله أخو أمه رفقة صاحبته البركة والبركات ‘كقول يعقوب نفسه للابان " لان ما كان لك قبلى قليل فقد اتسع الى كثير وباركك الرب فى أثرى .."تك 30: 30‘ وتزوج بابنتى خاله ليئة وراحيل وانجب منهم ومن جاريتهما الأسباط الإثنى عشر‘ وبعد عشرين عاما بعيدا عن بيت أبيه ‘ يقول الكتا ب عنه " فاتسع الرجل كثيرا جدا وكان له غنم كثير وجوار وعبيد وجمال وحمير." تك 30: 43‘ وقال له الرب ارجع الى أرض آبائك والى عشيرتك . فاكون معك.تك31: 3.
4- فى رحلة عودة  يعقوب الى ابيه كان الله معه كوعده 1- وظهر الرب للابان الارامى وهو ماضى لأذية يعقوب ويقول الله له على جبل جلعاد" واتى الله الى لابان الارامى فى حلم اللبل . وقال له احترز من ان تكلم يعقوب بخير او شر. "تك31: 24" 2-  التقى يعقوب بالله عندما بقى وحده " وصارعه انسان حتى طلوع الفجر . حتى انه ضرب حق فخذه وقال اطلقنى لانه قد طلع الفجر فقال لا اطلقك ان لم تباركنى . وقال له لا يدعى اسمك فى ما بعد يعقوب بل اسرائيل . لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت. وسأله يعقوب عن اسمه فقال لماذا تسأل عن اسمى. وباركه هناك. فدعا يعقوب المكان فنيئيل قائلا لانى نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسى ."تك32: 24-30.

انتهى لقاء عيسو ويعقوب بان ركض عيسوا للقاءأخيه وعانقه ووقع على عنقه وقبله.وبكيا. ورجع عيسو الى جبل سعير‘ واما يعقوب فارتحل الى سكوت ثم الى مدينة شكيم فى ارض كنعان ‘ واقام هناك مذبحا للرب ودعاه إيل اله اسرائيل .تك33: 20." وسكن يعقوب فى أرض غربة أبيه فى أرض كنعان.تك37: 1."

ثم تبدأ تدبيرات الله بالرحلة لمصر لإسكان شعب بنى اسرائيل فى ارض جاسان لأكثر من اربعمائة عام قبل خروجهم منها لبدأ عبادته الروحية ‘ وقبل ادخالهم ارض الموعد التى تفيض لبنا وعسلا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter