إسحاق صبحى
حقيقة رقم (1) هناك شخص فاشل سيدخل كلية الطب او غيرها من كليات القمة الوزارة سمحت له بذلك.
حقيقة رقم (2) هناك عصابة مرتشية ترتكب جريمة بيع اوراق اجابة طلبة متفوقين إلى طلبة فاشلين ، لن تعاقب هذة العصابة.
حقيقة رقم (3) هناك طالبة متفوقة تم حرمانها عمدا من دخول الجامعة و القضاء (الشامخ) سيوافق على ذلك.
حقيقة رقم (4) التفوق لا قيمة له فى مصر فأمين الشرطة أ فضل من الطبيب ، و اللص أفضل من كليهما معاً
حقيقة رقم (5) المسيحيون الذين أيدوا السيسى أيدوا أيضا دولة الفساد
حقيقة رقم (6) معظم الدخل المفضل عند الموظف المصرى يقع فى نطاق الرشوة و الفساد و تحت الترابيزة.
حقيقة رقم (7) مصر تنتقل من فشل إلى فشل و أما مريم فلن تفشل أبدا.
يا ابنتى مريم، مجرد قراءة قصتك و مظلمتك تجلب الصدمة و الحزن لكل ذى ضمير حى، و أما انتى فقد نجحتى فى كل شىء و لم يكن مطلوبا منك ابدا ان تحتاطى من غدر مصحح خسيس لا ذمة له و لا ضمير و من يدرى ربما المراقب أو رئيس اللجنة هو من أبدل أوراقك مفضلاً أتاحة الفرصة لشاب فاشل أو فتاة دلوعة لتسرق التفوق و الجهد و الطموح و هو أو هى ليس أهلا له بأى حال.
هناك الكثير و الكثير عليكى أن تتعلميه، إن محنتك القاسية هى فى الوقت ذاته فرصة لتتفتح عيناك على حقائق لابد من انك بدأت تدركيها و منها تستطيعين رؤية المستقبل بوضوح رؤى العين.
تؤكد مناهج وزارة التجهيل بعض الحقائق العلمية فمثلاً ، أوروبا تبدأ من كوبرى القبة حيث يقع مقر وزارة الدفاع و تمتد المنشآ ت و "الصروح" العسكرية الضخمة على مساحات رهيبة من العباسية حتى اقاصى مدينة نصر معلنة صراحة ان طبقة النفوذ العسكرى هى هم الدولة الاكبر و أنه لا نية لاصلاح الفساد طالما انه لا يضر هذة الطبقة و ازلامها و المتحلقين حولها، لا نية لاصلاح التعليم لأن اولادهم لا يتعلمون منه و لا يدرسون فيه ، لا نية لاصلاح القضاء فهم يملكون من النفوذ ما يجعلهم فى مأمن من فساده.
يا مريم أعلمى أن فى بلادنا لا قيمة للعلم او للتعليم او البحث او الدراسة، حيث نعتز جميعاً بقيم التخلف المصرى العربى الاقليمى المشترك، ها نحن قد تخطينا عتبة القرن الحادى والعشرين منذ خمسة عشر عاما و لا يزال شعبنا "المتحضر" يسأل ما الجدوى من تعليم الاولاد و ما نفع سنوات و سنوات من الدراسة و السهر و الجهد و المصاريف بينما الواسطة و الرشوة او كلاهما معا يمكنها تأدية المطلوب او تزيد.
ستبقى المدارس و الجامعات فى ذيل قائمة الاهتمامات فما أجمل ان تحكم الدولة البوليسية شعب جاهل.
ستبقى المستشفيات خرائب متعفنة و مزابل تستخرج منها شهادات الوفاة و يدخلها المواطن فقط كنقطة بداية لتشيييع جنازته.
أن كارثة تدمير مستقبل مر
يم و جعلها تذاكر و تعمل سنة باكملها لحساب زميلة فاشلة أو لاجل ان ينجح شاب لا ضمير له لم يعتد يوما ان يجتهد أو أن يفتح كتابا، هى صورة مرآة لمدى الانحطاط الحضارى الذى وصلته مصر و الذى بدأت مسيرته منذ نحو نصف قرن او يزيد ، حيث اعتمد الشعب المصرى بأكمله أخلاقيات سينيكية انانية لا تقيم وزنا لمبدأ أو لقيمة سامية، فالمصلحة الآنية المباشرة تأتى فى الصدارة و أمامها يسقط كل اعتبار اخلاقى و كل وازع ضميرى و كل مبدأ انسانى ، فعندما تقوم الدولة و مبادىء الحكم على القوة المجردة و استخدام النفوذ و السلطة فأى قيمة للتعليم و المعرفة وقت ذاك؟
نصيحة أخيرة لك ايتها الصغيرة أن بلدا لم يستوعب ابدا التفوق و المتفوقين، لا مكان فيه لاحلامك و القائمة تمتد من أحمد زويل الى عصام حجى و هانى عازر و هانى المصرى و حتى محمد البرادعى، لا مكان لهؤلاء حيث لم يستطع احدهم اختراع جهازا للكفتة ، و لا انتى ايضا تستطيعين.