الأقباط متحدون - صفر مريم من زاوية مختلفة
أخر تحديث ١٤:٠٥ | الاربعاء ٢ سبتمبر ٢٠١٥ | ٢٧مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٧١السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صفر مريم من زاوية مختلفة

مريم
مريم
مينا ملاك عازر
عهدتموني في برنامج لسعات وفي العامود أن أقدم لكم رؤية مختلفة في كثير من الأحيان، الرؤية هذه المرة تنصب على صفر مريم صاحبة أشهر صفر الذي غطى على صفر المونديال الذي حصل عليه المصريون في محاولتهم الفاشلة لتنظيم كأس العالم.
 
دعوني أطرح على حضراتكم هذا السؤال المهم والمنطقي والبديهي في نفس الوقت، والذي لا أظن أن أحد سبقني لطرحه، وهو لماذا نصدق جميعاً مريم ونكذب الدولة؟ جميعاً هنا ينضوي تحت لوائها كاتب هذه السطور وكل من حوله من أصدقاء وأهل وأقارب وشخصيات عامة كفنانين يأتي من بينهم الفنان المبدع محمد صبحي وإعلاميين كالإعلامي محمود سعد وكثيرين، ما يعني أن هناك شبه إجماع حول أن مريم مظلومة والدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم ظالمة، نستطيع أن نستثني البعض من المطبلاتية الذين يظنون أننا باتهام وزارة التربية والتعليم بالظلم والفشل نوسم الرئيس السيسي بالظلم، وهو أمر لا يعنيه، فبالتالي هو غير معني به مطلقاً، وعليه طالب أهل مريم النجدة به من وزارة فاشلة ظالمة وطب شرعي متواطئ بل اعتاد التواطؤ.
 
نعود لسؤالنا، لماذا نصدق مريم وهي بلا رصيد من المصداقية أو لم تقدم لنا معلومات ثبت صحتها حتى تكون غرست بداخلنا الثقة فيها، في حين أننا لا نصدق الدولة، والإجابة بسيطة جداً، جاءت في فحوى السطور السابقة، وهي ببساطة لأن الدولة اعتادت الكذب علينا فبات من المؤكد أنه ما دامت الدولة اختلفت مع شخص ما علينا أن نصدق الآخر ولا نصدق الدولة الكاذبة، فقد كذب وزير التربية والتعليم حينما أكد أنه سيمنع تسريب الامتحانات فسُرِبت، وقيل أنهم أمسكوا من يسرب الامتحانات، فاستمر تسريباها حتى في الملاحق.
 
السؤال سالف الذكر، يضعنا أمام مسألة خطيرة، وهي أن الكاذب مرة يستمر في نظر الشعب كاذب، والفاشل مرة يستمر في نظر الشعب فاشل، وتأكيداً على تلك النظرية أن الناس كلهم لم ينسوا للطب الشرعي أنه برأ الشرطة من جريمة قتل محمد الجندي في حين أن تقارير كثيرة أثبتت تعذيبه، فاتسم الطب

الشرعي بالتواطؤ والكل وضع في اعتباره أنها مؤسسة فاشلة غير مصدقة لدى المصريين وتابعة لوزارة العدل، بعكس مريم البسيطة المواطنة الصغيرة التي صدقها الكل وآمن بحقها، ولم يتوقف أحد للحظة ليضع احتمال مجرد احتمال بأنها كاذبة لا لشيء لأن خصمها اعتاد الكذب وأدمنه، أعتاد الفشل واستحلاه.
 
هناك إجابة أخرى يمكن وضعها إلى جانب الإجابة السابقة المتعلقة بلماذا نصدق مريم ونكذب وزير التعليم؟ وهي أننا نحب نصدق الأضعف ونتعاطف معه، ولا نفضل أن نفكر ولو لتفكير منطقي بأنه يجوز أنه مخطئ، فتجد حينما تقع كارثة نطبطب على المستضعف حتى ولو كان مجرم في سبيل ألا نقف مع

الأقوى فتجد الكل قرفان من التكاتك ولكن حينما تنشط الشرطة لجمعها ومع أننا نعلم أن هذا من باب جمع السبوبة وأخذ الرشوة من سائقيها إلا أننا نتعاطف معهم لأننا نشعر بأن الشرطة تظلمهم مع أن أصحاب التكاتك ياما ظلمونا.
 
المختصر المفيد يسقط كل الكذبة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter