أصابت صورته وهو ملقى على أحد الشواطئ التركية بجسده الضعيف المستسلم للموت، الملايين في مختلف أنحاء العالم بالصدمة، الأمر الذي أعاد فتح ملف اللاجئين السوريين والأوضاع في سوريا.. إنه الطفل "إيلان" الذي غرق منذ أيام خلال محاولة أسرته الهرب بعيدا عن جحيم الحرب السورية.. فمن هو هذا الطفل؟

 

"إيلان عبدالله كردي" يبلغ من العمر ثلاثة سنوات، كان يعيش مع أخيه غالب صاحب الخمس سنوات، ووالدته ريحانة، وأبيه الذي يعمل حلاقا رجاليا في مدينة كوباني السورية 

 

حاولت الأسرة الصغيرة الهرب عدة مرات من سوريا إلى تركيا، وذلك قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا، ولكن بدلا من ذلك عاد الأب مرة أخرى إلى مسقط رأسه "كوباني" ليدفن جثث ابنيه وزوجته. 

 

بدموع.. يروي عبدالله والد الطفلين -في مقابلة مع وسائل إعلام- ذكرياته مع الطفلين ويقول: "بيجننوا".. أطفال كانوا يوقظوني كل صباح ويقولون بابا.. ولكنهم "راحوا". 

 

اضطر عبدالله -والد الطفلين- إلى الهرب لتركيا، وعمل في مجال البناء مقابل 50 ليرة في اليوم، حتى لا يستجدي من أحد، وكانت شقيقته توفر له إيجار المنزل، كما أرسلت له وأبيه مبلغا ماليا ليسافر إلى أوروبا وحاول ذلك كثيرا ولكنه فشل. 

 

قبل فترة وجيزة -حسب قناة العربية- تعرف عبدالله على مهربين أحدهما تركي، والأخر سوري، عرضوا عليهم الهرب مقابل أربعة آلاف يورو، وبالفعل هربوا في قارب به 12 شخصا، ولكن قارب الصيد غرق، فقفز المهرب التركي وتركهم يعانون في عرض البحر. 

 

يضيف عبدالله، أنه تمسك بأبنائه وزوجته، ولكن ابنه توفى غرقا، فتركه وتمسك بابنه الأخر وزوجته، فمات الطفل الأحر، وبعدها حاول إنقاذ زوجته، ولكنها لم تصمد هي الأخرى ولحقت بأبناءها وفيما بعد وصل إليه خفر السواحل التركية وانقذوه. 

 

شُيعت اليوم الجمعة، جنازة الطفلين "إيلان" و"غالب"، ووالدتهما "ريحانة" في مدينة كوباني السورية، فيما ناشد الأب الملتاع الدول العربية فعل المزيد لمساعدة اللاجئين السوريين.

 

صور الطفل الصغير غارقا على الشاطئ تم تداولها بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى العديد من الرسوم الكاريكاتورية والتعبيرية التي صورته على طاولة مفاوضات الأمم المتحدة، وأيضا ملاكا بأجنحة.