السبت ٥ سبتمبر ٢٠١٥ -
١٤:
٠٩ ص +02:00 EET
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
منذ أيام قليلة، دار حوار بيني وبين أحد أصدقائي حول رغبته المحمومة لحضور مسرحية، وأخذنا نستعرض المتاح حالياً من مسرحيات يمكن لأمثالنا غير الهلاسين دخولها، فكان احتمالية متابعة مسرح تياترو مصر، وعرجنا على مسرحية العملاق يحيى الفخراني، ثم أشرت له إلى فكرة حضور مسرحية الفنان محمد صبحي على أساس أنه سبق لي متابعة وحضور بعض أعماله مثل كارمن ولعبة الست وسكة السلامة وغيرها، بيد أنه قال لي لا صبحي استشيخ، فاندهشت وقلت له لا ده كان ضد الإخوان ولم يزل، فعاجلني لا أقصد هذا، وإنما أشعر أنه كبر وأخذ يعطينا مواعظ.
ولحبي لصبحي لم أرد النقاش أو الخوض في هذا الحوار الذي أكاد أشعر فيه بمصداقية صديقي في بعض الاحيان وهو ما كنت أنفيه لنفسي كثيراً، لكن بعد ذلك بساعات قليلة جداً وجدت صبحي يقول لمريم صاحبة أشهر صفر في مصر لا تزعلي من مصر ازعلي من المصريين إللي ظلموكِ، يفرق صبحي هنا بين الوطن والمواطن الفاشل الكذاب الظالم الذي يظلم الضعيف، وينتهك حقه في التفوق مقابل إنجاح فاشل آخر مثله، نظير بضعة جنيهات أو لمواءمات أو لمجاملات الله أعلم السبب، المهم شعرت في كلمات صبحي الفلسفة المفرطة والمبالغ فيها والتي ظننت أنه لا طاقة لمريم عليها في مثل ظروفها هذه، وكدت أبصم بالعشرة على مصداقية ما ذهب إليه صديقي من كبر صبحي.
ولكن سرعان ما عاجلني صبحي بالقاضية التي جعلتني أبصم حقاً أنه كبر أوي وكان كبره هنا لأنه قال لمريم إوعي تزعلي، حاعلمك بره مصر وعلى حسابي.... سيادة الفنان محمد صبحي، إنت بجد كبرت أوي في نظري.....
كتبت هذه السطور بهذا التتابع الذي ترونه لأقول لصديقي قاطعاً صادقاً في ما سأقوله وبشكل باتر لا يقبل النقاش وليس بدافع وأد الليبرالية والتحرر في الفكر، ولكن بدافع إنهاء جدال لن يجد الآن بعد موقف الفنان المحترم، أقول لصديقي، عفواً، صبحي لم يشخ وإنما صار عتيقاً راسخاً في أرض هذا الوطن.
سيادة الرئيس، إن لم تستطع إنقاذ مريم من ظلم رجالك ووزرائك ومؤسسات الدولة الفاشلة، تعاون مع الفنان محمد صبحي في تعليم مريم بعيداً عن وطن بغى وطغى مواطنيه وموظفيه، علمها من أموال صندوق تحيا مصر، لتحيى مصر وتحيى ابنتها مريم، على أن تعمل جاهداً لتقويم الوزارة والطب الشرعي لألا تتكرر ثانيةً حالة مريم.