الأقباط متحدون - عودة الاسم وليس عودة الروح
أخر تحديث ١٩:٠٢ | الثلاثاء ٨ سبتمبر ٢٠١٥ | ٣نسى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٧٧السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عودة الاسم وليس عودة الروح

الرئيس الراحل أنور السادات
الرئيس الراحل أنور السادات

مينا ملاك عازر
تحتفل مصر في هذا اليوم بالتحديد ودون أن يشعر أحد ولعل لا أحد يتذكر، ولا أحد يهتم بهذا الأمر، بمرور أربعة وأربعين عام على عودة اسمها لها، وهو جمهورية مصر العربية.

وكانت مصر قد فقدت هذا الاسم بسبب أحد أحلام الوحدة العربية التي خاضها وقادها جمال عبد الناصر، ويمكنك أن تقل أنه انقاد لها لألا يغضب السوريون الذين ضغطوا عليه للوحدة، ثم انقلبوا عليه بسبب صديقه عامر وأفعاله في الأقليم الشمالي أي سوريا وقتها، انقلب عليه السوريون بعد حوالي ثلاث سنوات من الأفعال غير المسؤولة من ناصر غير الواعية بمقتضيات الأمور، وعدم فهم لطبيعة الشعب السوري المحب للتجارة الذي ما كان ينفع معه أبداً طريقة الاقتصاد الاشتراكي وتأميم الشركات  كما فعل ناصر في مصر حاول أن يفعل في سوريا الأقليم الشمالي بأن حاول أن يؤمم شركات كبرى منها شركة الأخشاب والحرير وما إلى ذلك من شركات.

فلفظ الشعب السوري هذه الوسيلة للاقتصاد الاشتراكي، وانقلب الجيش السوري وبالكاد عاد عامر لمصر، ورغم إعلان سوريا اسم الجمهورية السورية العربية وعودتها لاسمها لإنهاء تكريس الوحدة، رفض ناصر ذلك وأبقى على اسم الجمهورية العربية المتحدة للإقليم الجنوبي، وهو مصر، وغاب عن مصر اسمها جمهورية مصر العربية لمدة عشر سنوات حتى بعد وفاة ناصر بعام تقريباً.

حينها قرر الرئيس السادات أن يعيد لمصر اسمها في مثل هذا اليوم بالتحديد من عام 1971، ليعد لمصر اسمها لكن لم يزل روحها التي سلبتها منها ثورة يوليو الروح القادرة على استيعاب كل الثقافات، وصهر كل الآراء، وتقبل الآخر رغم الاختلاف معه، وهو ما اغتنمه الإسلاميون مدعي التدين، واستغلوه أسوء استغلال في رعاية من دولة السادات ليقصوا الأقليات وكل من يخالفهم الرأي في الدين، وبرغم عودة الاسم وظن العملاق توفيق الحكيم بأن الروح عادت، فكتب عودة الروح لكن على أرض الواقع الروح لم تعد للآن، ولكنها قد تستنفر للحظات ووقت الشدة فقط ثم تعود لتتوارى وراء آلاف الهموم والبحث عن المآرب الشخصية في تنحية واضحة لأسم مصر الذي يقدر التاريخ يقول عنه ما شاء.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter