رحم الله الدكتور مصطفى محمود صاحب البرنامج العلمي الأشهر في تاريخ مصر، وهو "العلم والإيمان"، فالرجل سواء أيدت ما يقوله أو عارضته لا يمكنك أبدا أن تنكر تقديمه للمعلومة العلمية الصحيحة، وبعد سنوات من انتهاء عرض البرنامج نجد إعلامنا يقدم الخرافات والخزعبلات بدلا من العلم.

 

منذ أيام قليلة قدم تامر أمين في برنامجه المذاع على قناة سعودية ويحمل اسم "من الآخر" حلقة عن ما يسمى "المجلس الأعلى للعالم" ، وبغض النظر عن فكرة حكم العالم، والتي هي في حد ذاتها ليست جديدة أصلا، فإن المشكلة تكمن في الوسائل التي زعم أنهم يتآمرون بها على الكثير من الدول وبينها مصر.

 

زعم مقدم البرنامج أن هذا المجلس قادرا على تدمير الدول عبر الأعاصير والزلازل وتهييج البراكين الخاملة، وكأن اللعب مع الطبيعة شيئا سهلا أو هينا.. وهذا الأمر لا يدل على شئ سوى عدم ثقافة مقدم البرنامج واستحقار عقلية وثقافة المشاهدين.

 

أي طالب في السنة الدراسية الأولى من كليات الإعلام والصحافة يدرك تماما أن للإعلام دور أخر غير توصيل ونشر الخبر ألا وهو "التنوير" ... وهو الدور الغائب في الإعلام المصري، وخاصة مع الحلقات الت تملأ الفضائيات بالعفاريت والجن والمنجمين الذين ينتشرون عبر "كل" الفضائيات مع نهاية كل عام.... ورحم الله عالمنا الكبير مصطفى محمود... ولا عزاء لنا في إعلامنا!!!