الأقباط متحدون - قطع يد الطبيب أم الطبطبة علي يد العَجزة
أخر تحديث ٠٣:١٩ | السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥ | ٢توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨١السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قطع يد الطبيب أم الطبطبة علي يد العَجزة

 الإعلامي عمرو الليثي
الإعلامي عمرو الليثي
مينا ملاك عازر
جلس محافظ الجيزة مُحرجاً، متوهاً محاولاً التتويه مع الإعلامي عمرو الليثي الذي ليس من عادتي متابعة برنامجه لولا مشاهدتي أثناء التقليب منظر المحافظ وهو يتلقى الصدمة تلو الأخرى على أيدي المشاهدين،

وهم يشكون له الفساد والفشل الذريع الذي يعانون منه، يشكون له تلوث المياه وانتشار التكاتك وعدم السيطرة عليها، يشكون له بالصور والتقارير أوضاع الشوارع المحتلة من المقاهي، حاول المحافظ الفلفصة والتتويه والمراوغة، وساعده عمرو الليثي لشفقته به أو لأنهما لم يتفقا على أن يثقلا العيار أو لأمر آخر لا أعلمه، لكن منظر المحافظ كان وحش أوي وهو عاجز عن أيجاد حلولاً وهو يحيل كل مشكلة لفقر ميزانية المحافظة، وهو ما صدقه عمرو الليثي، أو لعله كان يُلقي والمحافظ الفشل إللي عليه المحافظة لنفس السبب الذي ذكرته للتخفيف على المحافظ مثلاً، وقد وجدت عمرو كثيراً ما يردد عبارة أن المحافظ يتلقى الشكاوي بكل رحابة واتساع صدر، ويحيي المحافظ على هذا وكأنه يهون عليه موقفه السيئ جداً أمام الكاميرات.
 
وانتهى المشهد السابق عند هذا الحد من المشاكل التي أعلم جيداً ويعلم الشاكين أنها لن تُحل بل يعلم قبلنا المحافظ أنه يعجز عن حلها، ومن قبلنا كلنا بما فينا المحافظ والإعلامي نفسه يعرف أنه لا جدوى من المجيء بالمحافظ، فحل تلك المشكلات بأيد الموظفين الصغار، صغار الموظفين كبار الفاسدين الذين ليس للمحافظ سيطرةعليهم.
 
يبدأ المشهد الثاني بدخول المحافظ نفسه شامخاً غرفة الكشف اثناء قيام الطبيب بالكشف على احد مرضاه، وحينها وقف له الطبيب محيياً وبعدها وضع يده في جيبه، فتثور كرامة المحافظ، وكأنه ينتقم منه لكل ما جرى له في المشهد السابق،

والطبيب لم يثر هو الآخر لكرامة مهنته ولا لحق مرضاه في أن يكشف عليهم في كرامة واحترام للمهنية بالمستشفى الحكومي التي انتهك المحافظ إياها بدخوله دون إذن ولا حق لتلك الغرفة، المهم تثور ثائرة المحافظ ويتهم الطبيب بقلة الأدب،

ولا ينظر قلة حيلته التي كانت بادية أمام الكل بفشله الرائع في محافظته، وأمام  الكاميرات ينسى المحافظ تقصيره، ولا أقل أن تقصير المحافظ مبرراً لإهانته لكن فلينظر كل منا عيوبه ويصححها لإنقاذ الوطن، المحافظ بدى وكأنه حامي حمى الأدب والأخلاق،

وهو رئيس لواحدة من أكبر منظومات الفساد المحلي في مصر، وهي محافظة الجيزة يجري فيها ما يجري في كل المحافظات من فساد وعشوائية وترك الضعفاء الذين لا يدفعون يعانون من القوانين، وتمرير لكل شيء وتسهيل لكل شيء من قبل الذين يقدرون على الدفع،

المحافظ يترك كل هؤلاء ويتحدث عن يد الطبيب فين؟ لا ينظر ليد الفساد التي تعبث بكل جيب في جيوبنا لتأخذ ما لا حق لها بأخذه، أما الطبيب الغلبان الذي وضع يده بجيبه ولأنها خرجت فارغة فلتقطع، ولنبقى نطبطب على يد الفساد التي ترتع بجيوبنا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter