الأقباط متحدون - رأس السنة القبطية بين البلح والجوافة والدم
أخر تحديث ٠٧:٢١ | الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠١٥ | ٣ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨٢السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رأس السنة القبطية بين البلح والجوافة والدم

سليمان شفيق
سليمان شفيق

بقلم - سليمان شفيق
يحتفل المواطنون المصريون الأقباط فى 11 سبتمبر «12 سبتمبر فى السنوات القبطية الكبيسة»، الموافق الأول من شهر توت، فى كل عام بذكرى الشهداء المصريين الذين بذلوا حياتهم حتى الموت من أجل محبتهم للوطن والمسيح من الرومان، فقد أرّخوا لسنة 284 ميلادية، وهى السنة التى اعتلى فيها الإمبراطور ديوقلديانوس عرش الإمبراطورية، ومنها يبدأ التقويم القبطى، لذلك ينقص التاريخ القبطى عن الميلادى بمقدار 284 سنة.. يحتفل المصريون بأكل البلح رمزا للون الأحمر، لون دماء الشهداء، والجوافة ذات القلب الأبيض، رمزًا لقلب الشهيد، ويعتقد المؤرخون أن العيد متوارث من الفراعنة، ارتباطًا بفيضان النيل، وفى العصر المملوكى كان المصريون جميعهم يحتفلون به فى شهر توت، يتجمعون ويرشون بعضهم البعض بالمياه، ويأكلون البلح والجوافة، ويغطسون فى النيل..شهور السنة القبطية هى بالترتيب: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى ثم الشهر الصغير «النسىء» وهو خمسة أيام فقط، أو ستة أيام فى السنة الكبيسة.

ومازالت هذه الشهور مستخدمة فى مصر ليس فقط على المستوى الكنسى، بل على المستوى الشعبى أيضًا، خاصة فى الزراعة، ولقد حذف الأقباط كل السنوات التى قبل الاستشهاد، وجعلوا هذا التقويم «المصرى». وقال المؤرخون إن عدد الشهداء الذين استشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين فى كل العالم، وقد جرى المثل الشهير أن دم الشهداء كان هو بذار الكنيسة.. النيروز، أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، وقد أتت لفظة «نيروز» من الكلمة القبطية «نى - يارؤو» وتعنى الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل. إذن، فالمصريون يبحثون عن الفرحة من قلب الحزن، ومن ثم فهم أكثر الأمم احتفالًا بالأعياد «33 عيدًا» على مدى العام، أهمها الأعياد الدينية، مثل: رأس السنة القبطية والهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس، نياحة العذراء «ذكرى وفاتها»، عيد العنصرة، عيد الصعود.

ومازالت الكنيسة تتذكر شهداءها بالقراءة اليومية فى «السنكسار»، وهو كتاب يحوى سير القديسين والشهداء، وتذكارات الأعياد، ومازال الأقباط يدفعون الشهداء من أجل الوطن جنبًا الى جنب مع أشقائهم من المواطنين المصريين المسلمين، فى القوات المسلحة والشرطة، ومن المدنيين ضد الإرهاب، وللكنيسة صلوات يومية من أجل الوطن، ومن أجل النيل، ومن أجل الجيش والجنود، والرؤساء، والكنيسة تعريفها الوطنى يسبق تعريفها العقيدى «القبطية الأرثوذكسية، أو الكاثوليكية، أو الإنجيلية» وكل سنة وشهداء الوطن والكنيسة الأبرار نبراسًا لنا على طريق النصر أو الشهادة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع