الأقباط متحدون - مصيدة أوباما للملك السعودي ..
أخر تحديث ١٩:٢٦ | الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥ | ٥ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨٤السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مصيدة "أوباما" للملك السعودي ..

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عساسي عبدالحميد- المغرب
هناك حدثان بارزان ميزا زيارة ملك السعودية سلمان لديار العم سام السام عند بداية شهر سبتمبر الحالي ،أولها، أن عاهل السعودية حرص أن يرافقه نجله محمد بن سلمان خلال الزيارة لتسويق نفسه كحاكم مستقبلي للسعودية، صناع القرار بالبيت الأبيض  كانوا على علم بنية نجل ملك السعودية قبل أن تطأ رجلاه أرضية المطار، وهذا ما تأكد  عندما عرض نجل الملك  خلال جلسة عمل على الرئيس الأمريكي أوباما  صفقات  تفضيلية بمليارات  الدولارات بدون حاجة لوكلاء تجاريين ....وحضور الملك خلال جلسات العمل مع الأمريكيين أثناء الزيارة  كان شكليا فقط و أن الشخص الذي كان يعني الأمريكيين هو ولي ولي العهد نجل الملك سلمان ووزير الدفاع ورءيس الديوان الملكي ....
 
ثاني حدث طبع الزيارة هو أن الرئيس الأمريكي أوباما ذكر العاهل السعودي ونجله بأن الحوثيين يمتلكون صواريخ موسودان الكورية الشمالية الصنع " ب م 25 " البالغ مداها 3000 كلم ....وهذا معناه أن كل مدن الخليج ومحطات تحليات مياه البحر تحت رحمة هذه الشهب الثاقبة....

نعم، هاتان  نقطتان بارزتان من زيارة الملك و نجله للديار الأمريكية فضلا عن أن الملك كان يريد انتزاع تعهدا أمريكيا بدعم هذه الأخيرة لملكه والوقوف معه في حالة تعرض المملكة أو بلدان الخليج للمزيد من الاستفزازات الإيرانية وبالحد والتقليل من  تسويق النفط الصخري الأمريكي الذي قد يضر باقتصاد السعودية الذي يعتمد بشكل شبع كلي على النفط ......

اصطحاب الملك لنجله في زيارته الرسمية زاد من قلق  ولي العهد محمد بن نايف والذي يعلم أن ابن عمه سيعمل على تسويق نفسه للأمريكيين من خلال هذه الزيارة  ، والذي أصبحت شكوكه اتجاه نوايا عمه و نجله حقيقة تزداد وضوحا يوما بعد يوم ، بل وأصبح المزاج العام للشارع السعودي يستسيغها ومستعد لتقبلها في أية لحظة ،

ولي العهد الحالي  يعلم أن هناك مؤامرة تحاك ضده بتزكية من مفتي السعودية لعزله عما  قريب  إما عن طيب خاطر ومقابل محفزات بالمليارات  كما حدث مع عمه مقرن بن عبدالعزيز، واما عن طريق التغييب، وللتغييب طرق و أساليب وطقوس ، (( و في نايف بن عبدالعزيز لآية لقوم يتذكرون )) ، فالأمير نايف بن عبدالعزيز والد ولي العهد الحالي شاركت في اغتياله عدة جهات داخلية وخارجية بما فيها محيط العائلة الحاكمة ،و الاغتيال تم بواسطة أشعة مركزة أصابت قلبه بالالتواء والضمور...

جدير للذكر أن الأمير نايف الذي كان سيكون اليوم هو ملك السعودية القوي أبدى علانية ورسميا عن عدم تصديقه فرضية وقوف القاعدة وراء أحداث 11 سبتمبر 2001 واتهم الصهيونية العالمية ، وهو من عارض مشاركة الأمريكيين في تحقيقات تفجيرات الخبر 1996

لو قدر لنايف بن عبدالعزيز  العيش الى يومنا هذا لكان اليوم هو الملك القوي الحازم ذو النزعة الأمنية الصارمة ، ولكان ملك السعودية الحالي سلمان هو ولي العهد الرمزي فقط ولكان محمد بن نايف  المتوجس الخائف من دسائس عمه وابن عمه محميا محروسا من أية مؤامرة تسد عليه الطريق نحو منصب الملك ...نعم ،من سوء حظ ولي العهد الحالي محمد بن نايف  أن والده نايف ابن عبدالعزيز توفي قبل الملك عبدالله بن عببدالعزيز  ...

لقد بلغت شكوك محمد بن نايف ذروتها بأن جعلته يضرب طوقا على مطبخه خوفا من تسرب سم ذات القرنين المجلجلة لصحونه وأكوابه  وأصبح  يتوجس من استعمال الهواتف النقالة في حضوره خوفا من الأشعة المركزة....

.........................

أما لماذا حرص أوباما على تذكير ضيفه السعودي بخطورة صواريخ موسودان التي يمتلكها الحوثي ؟؟ ...فبخصوص هذه النقطة بالذات صار لدى السعوديين قناعة بأن أمريكا كانت ترغب في توريط السعوديين في مستنقع اليمن، وها قد حدث،  ولم تجد أحسن من ايران لنصب هذا الفخ، فالإيرانيون سبق لهم أن مدوا يد العون للامريكيين في العراق و أفغانستان، فالتاريخ أثبت أن  تعامل واشنطن مع ايران مشجع ومجدي .... 

وبالفعل تمكنت ايران من دفع الحوثيين " شيعة زيود " و الرئيس السابق علي عبدالله صالح لجر السعودية لمستنقع اليمن ، و هذا ما حصل عندما قادت السعودية غارات جوية امتدت على طول ستة أشهر حاملة اسم عاصفة الحزم ، ثم تلاه اجتياح بري للسعودية وحلفائها الامارتيين والقطريين والبحرينيين ...الذين يتكبدون اليوم خسائر معتبرة في الأرواح والعتاد

لكن السؤال المطروح وبشدة، اذا ما كان لدى الحوثيين وضباط صالح صواريخ موسودان بالفعل، هل لهم الكفاءة المهنية الكافية  للتعامل معها والنجاح في  ضرب أهداف قوات التحالف سواء باليمن أو في العمق السعودي ؟؟ تحذير أوباما لضيفه الملك سلمان حول خطورة صواريخ موسودان التي هي بحوزة الحوثي وصالح هي مجرد كذبة وفخ ،

أمريكا تريد لمغامرة السعودية باليمن كما في سوريا أن تطول لبعض الوقت و تريد لخزائن آل سعود أن تستنزف في تمويل هذه المغامرة، وتريد للحكومة  السعودية أن تقوم بإجراءات احترازية وشد الحزام ولو على حساب الملفات الاجتماعية( التعليم- السكن – الصحة –الماء الكهرباء ....)

 ولهذا لا تريد واشنطن نهاية عاجلة للحوثيين وحلفاؤهم،  و قد تضطر للتدخل ولو من وراء ستار لتمكينهم من  الصمود واعادة التموقع واكتساب نقاط تستغل في أية تسوية محتملة ،أمريكا ومن خلال قوتها البحرية العابرة لمحيطات وبحار و خلجان العالم قادرة أن تقوم بالمهمة، أي ان تقوم بضرب عدة تجمعات لقوات التحالف التي تقودها السعودية داخل اليمن وسيصدق السعوديين وكل العالم أن الحوثيين هم من أطلقوا صاروخا وفعل ما فعل وقتل ما قتل ، البحرية الأمريكية قد تضطر الى ضرب موقع أو موقعين داخل العمق السعودي ليعلن تلفزيون المملكة  بأن صاروخا انطلق  من اليمن و سقط باحدى مدن السعودية وخلف قتلى وجرحى في صفوف المدنيين،  والدليل أنهم سيجدون شظايا وعينات من صواريخ موسودان في محيط الانفجار....

جر السعودية لتمويل حروب ببلدان الجوار يدخل في تفاصيل اعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ومن ضمنها تقسيم السعودية الى أربع أو خمس دول ...و أمريكا لن تستثني السعودية من مخططاتها وأمنها القومي و لن تشفع للملكة  علاقاتها المتينة والتاريخية وزيارات رؤساء البيت الأبيض و استقبالهم على إيقاع رقصة السيف ولن تشفع لها زيارة الملك سلمان الأخيرة لمضارب العم سام السام في وفد يضم قرابة 600 مرافق ....

أمريكا لم تعد تخفها ورقة الضغط النفطية التي لوح بها ذات مرة الملك فيصل بن عبدالعزيز عند بداية السبعينيات من القرن الفارط لشل مصانع وماكينات الغرب ،  فهي أي الولايات المتحدة صارت تنافس السعودية في انتاج الطاقة بعد الاستثمار في الصخور النفطية  و خفض تكلفة انتاجه بتقنيات علمية حديثة ..أمريكا أصبحت مقتنعة بدور ايران كحليف مستقبلي مربح ولن تتخلى عن استراتجيتها هذه ولو أعطتها السعودية نفطا بثمن التكلفة أو فوضتها على تدبير مواسم الحج حتى ، فأم القرى ستنقل الى حاضرة قم التي يخطط لها بأن تصبح مركز العالم الاسلامي في العشريات المقبلة ، وايران ستزيد من انتاج حصتها النفطية وضخ المزيد من النفط في السوق العالمية وانتاج طاقة نووية لتشغيل المصانع والحصول على  الكهرباء، و علماء ايران منكبون في أبحاث طاقية بديلة ( الطاقة الريحية والمائية والشمسية ....)  ....

Assassi_64@hotmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع