الأقباط متحدون - لماذا لا بتلهى الإسلاماسيون على عينهم؟
أخر تحديث ١٩:٤٧ | الاربعاء ١٦ سبتمبر ٢٠١٥ | ٦ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨٥السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لماذا لا بتلهى الإسلاماسيون على عينهم؟

معتز بالله عبد الفتاح
معتز بالله عبد الفتاح

يزداد المرء يقيناً أن دعاة المتاجرة بالإسلام لصالح السياسة لا يقودون الإسلام أو السياسة إلا للهاوية. لا أنسى انفعال عدد من قيادات الإخوان على مقال لى فى 20 فبراير 2013 تحت عنوان: «خطر الإسلاميين على الإسلام»، وكانت حجتهم أننى وكأننى أقول: «خطر الإسلام على الإسلام»، لأنهم يرون أنفسهم الإسلام.

كتب حسن بن سالم فى جريدة «الحياة اللندنية» عن مساجلة كلامية بين أيمن الظواهرى وقيادات داعش بما يزيدنا يقيناً أن هؤلاء خنجر فى ظهر الإسلام لصالح أعدائه. يقول حسن بن سالم: أعلن زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهرى فى تسجيل صوتى بث فى الأسبوع الماضى، بأنه لا يعترف «بشرعية» تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأنه لا يرى زعيمه «أبوبكر البغدادى أهلاً للخلافة».

وهو أمر ليس بالجديد، إذ سبق للظواهرى أن وجّه رسائل انتقادية عدة منذ مطالبته إلغاء تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، مع الإبقاء على «جبهة النصرة كممثل للقاعدة فى سورية والاكتفاء بتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق»، وما تبع ذلك من تطورات لاحقة، لكن الجديد هو أن الظواهرى رغم تأكيده مواقفه السابقة من رفض وبطلان خلافة البغدادى، وعدم شرعية تنظيم الدولة، وبطلان البيعات له، إلا أنه هذه المرة رفع غصن الزيتون بكل وضوح أو حاول أن يوجد خط رجعة، بالحديث عن وجود أمر مشترك يمكن التعاون فيه، وهو مقاتلة التحالف الدولى، بقوله: «إنه لو كان فى العراق أو الشام لتعاون معهم فى قتال من سماهم الصليبيين والعلمانيين والنصيريين والصفويين»، وتأكيده عدم إنكار منجزاتهم، ما يعنى أن زعيم «القاعدة» الظواهرى لا يزال يرفض وفق الأدبيات الشرعية التصنيف أو الإطلاق على تنظيم الدولة بـ«الخوارج»، وهو ما حكم به عليه العديد من المنظّرين للقاعدة، وهو ما تذهب إليه «النصرة» منذ فترة طويلة فى قتالها لـ«داعش»، ومثل هذه الدعوة من الظواهرى يستحيل أن تحظى بأى قبول من كلا الطرفين، فالظواهرى فى منظور «داعش» ليس سوى خائن وعميل، ولكنها قد تضع «النصرة» فى موقف محرج كونها الفرع التابع لتنظيم «القاعدة»، ولذلك عمد بعض الشرعيين المقربين من «النصرة» إلى الالتفاف على عبارة الظواهرى فى التعاون معهم لقتال التحالف الدولى، بالقول إن ذكر الشيخ لبعض الأسماء التى تحكم على «داعش» بأنهم خوارج، وكأنه يقول عليكم بموقف هؤلاء! ويقال لهؤلاء هل عجز لسان الظواهرى أن يحكم عليهم بهذا الحكم؟

هذه الكلمة التى يغلب أنه تم تسجيلها منذ ثمانية أشهر، تؤكد أن الدور الوحيد الذى بات يقوم به الظواهرى الذى ورث قيادة منظمة جهادية ممتدة كان لها دور كبير فى توحيد التنظيمات «الجهادية» كافة، والمحافظة على تماسكها والتعاون فيما بينها، هو فى نزع الشرعية عن «داعش»، والطعن فى خلافة «أبوبكر البغدادى» من أجل الهرب من الإخفاقات المتتالية التى أصابت «القاعدة» بعد تولى «الظواهرى»، خصوصاً عدم القدرة على منافسة تنظيم «داعش»، إضافة إلى الانتكاسات الأخرى.

وهو يشير إلى بداية الخلاف الذى دب بين تنظيم «القاعدة» وفرعه بالعراق، بعد إعلانهم تأسيس دولة العراق الإسلامية فى عام 2006 وتنصيب أبوعمر البغدادى أميراً للمؤمنين، ولذلك عمد الظواهرى الذى اختفى لأكثر من عام عن المشهد الجهادى، إلى الظهور بشكل مريب مطلع الشهر الماضى لإعلان مبايعة الملا اختر منصور وبشكل سريع، إعلان كان الجديد فيه هو إعلان القاعدة وبصورة علنية للمرة الأولى أن تنظيم «القاعدة» يتبع «الإمارة الإسلامية فى أفغانستان»، وأن البيعة التى فى عنقه هى «بيعة إمامة كبرى»، وكان من الواضح من صياغة إعلان البيعة، أن الظواهرى كان يضع نصب عينيه خليفة تنظيم الدولة أبوبكر البغدادى، لذلك عمد فى تسجيله التفصيل فى بنود البيعة والتركيز على شمولها الأمة، بقوله: «بوصفى أميراً لجماعة قاعدة الجهاد أتقدم إليكم ببيعتنا، ونبايعكم على إقامة الخلافة الإسلامية، التى تقوم على اختيار المسلمين ورضاهم، وتنشر العدل وتبسط الشورى، وتحقق الأمن وترفع الظلم وتعيد الحقوق، وترفع راية الجهاد»، تلميحاً إلى أن «إمارة طالبان» إن لم تكن خلافة، فهى الطريق الوحيد إلى تحقيقها.

يا رب نجِّ الإسلام من مدعى الإسلام.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع