الأقباط متحدون - مفرخة الإرهابيين حالياً.. كلية الطب سابقاً
أخر تحديث ٠٢:٠٠ | السبت ١٩ سبتمبر ٢٠١٥ | ٩ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مفرخة الإرهابيين حالياً.. كلية الطب سابقاً

خالد منتصر
خالد منتصر

 عندما قرأت خبر القبض على خلية إرهابية في المنصورة بقيادة نجل مفتى الإخوان عبدالرحمن البر، استرعى انتباهى أن كل أعضاء الخلية طلبة في كلية الطب ماعدا شخصا واحدا ينتمى إلى كلية الصيدلة، المهم كل هؤلاء ينتمون إلى مجال واحد، اسمه الحركى كليات القمة!، دلالة خطيرة لخبر أصبح عادياً وروتينياً نطالعه كل يوم تقريباً، القبض على خلية إرهابية في محافظة كذا يتزعمها دكتور، القبض على طبيب يفجر برج كهرباء، اكتشاف مخزن مفرقعات في عيادة طبيب.. إلخ، كيف صارت كليات الطب مفرخة للإرهابيين، وصوبة لاحتضان بذور وثمار ومحاصيل التطرف في ربوع مصر من الإسكندرية إلى أسوان؟!،

 
هل هي مصادفة أن يكون زعيم القاعدة ومعه مُنظّر فكر الجهاد التكفيرى خريجى نفس الكلية وينتميان إلى نفس التخصص ويمتلكان شطارة ومهارة فيه، لدرجة أنهما سيطرا على عقول الأفغان والباكستان بقدرتهما الفائقة في الجراحة؟!، الأول أيمن الظواهرى الذي لم ينخرط في هذه التنظيمات نتيجة فقر أو احتياج مادى، فهو سليل عائلة الظواهرى من ناحية الأب وعائلة عزام من ناحية الأم، وكان يعيش في فيلا راقية بالمعادى، أرقى الأحياء القاهرية، باختصار كلها ظروف توجه هذا الطالب النجيب إلى الدلع والرفاهية، والثانى هو د. سيد إمام، واسمه الحركى د. فضل، وهو الذي ارتفع بأفكار سيد قطب إلى ذروة وقمة التطرف، وأخذها إلى مساحة أخرى من العنف والتدمير، كان د. سيد أيضاً نائباً في قسم الجراحة بقصر العينى، ويحكى لى صديقى د. وائل الغفير، الذي زامله في فترة النيابة، أنه بمقاييس علم الجراحة نائب شاطر، المسألة تحتاج إلى فريق من علماء الاجتماع والنفس لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة التي تعبر عن خلل رهيب في منظومة التعليم والثقافة والتركيبة النفسية لمن نطلق عليهم متفوقين، كيف يصبح طالب الطب صيداً سهلاً للفكر المتطرف؟، هل لأن المتفوق في نظامنا التعليمى هو الحافظ اللى مش فاهم؟!،
 
هل لأن منهجنا المدرسى هو معلم يقوم بالتلقين يحل محله فيما بعد أمير الجماعة الذي يقوم بنفس المهمة، وكتاب مدرسى لابد من حفظه وترديده بدون فهم أو فكر نقدى، تجعل الطالب فيما بعد منوماً مغناطيسياً ومستعداً لقبول رسائل حسن البنا وصم معالم في طريق قطب وتشرب أفكار ابن تيمية؟!، لكن ما يحيرنى هو كم الهشاشة النفسية التي عند هؤلاء الأطباء الدراويش الذين يحرقون مع عقولهم بلاطيهم البيضاء ليرتدوا الجلابيب الأفغانية القصيرة، كيف لمن ينتمون إلى هذه المهنة الملائكية أن يحملوا كل هذا الكم من القسوة والجلافة والغلظة؟!، يعنى المخ ممسوح والقلب متفرمت والروح مجدبة فقيرة، بعد أن كانت كلية الطب تخرج لنا إبراهيم ناجى الذي كان يعيد الفيزيتة إلى العيان الفقير ويقول له: اشترى بها فرخة أحسن هي دى الروشتة!!، صارت تخرج لنا طبيباً يضرب مريضه بأنبوبة الأكسيجين للإجهاز عليه، لأنه انقلابى كافر، وطبيبة تشرف على تعذيب المتظاهرين أمام الاتحادية!!.
 
كلية الطب التي تخرج منها يوسف إدريس وصلاح حافظ وكامل حسين ومصطفى محمود ونوال السعداوى والمخزنجى والمنسى قنديل.. إلخ، صارت تخرّج أمراء الإرهاب والتطرف وأكثر قياداتهم شراسة البلتاجى والعريان وأبوالبخارى وابن عبدالبر.. إلخ، بعد أن كنا نعيش زمن الطبيبة نوال السعداوى التي تحارب ختان البنات صرنا نعيش زمن أستاذ النساء ابن المطرب الشهير والذى يرفع قضية لفرض ختان البنات، وبعد أن أهدتنا كلية طب المنصورة المنسى قنديل الذي كتب أمتع القصص للأطفال، أهدتنا كلية طب إسكندرية ياسر برهامى الذي يدعو لزواج الأطفال!!، كيف يسلم الطبيب مخه تسليم مفتاح لهذا الفكر التكفيرى المتخلف؟!، كيف يتخلى عن السماعة وجهاز الضغط ليصنع المتفجرات ويلقى المولوتوف؟!، كيف يستغنى عن المشرط الترياق الشافى ويمسك ويتمسك بالسكين الداعشى الذابح؟!، كيف استبدلتم قسم المصحف والمسدس بقسم أبقراط، في بلد يتحول فيه الطبيب المعالج إلى قاتل مأجور مغيب لا يوجد مستقبل؟!
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter