الأحد ٢٠ سبتمبر ٢٠١٥ -
٣٠:
١٠ ص +02:00 EET
مريم ملاك صاحبة أشهر صفر بالثانوية العامة
ابو النكد السريع
عند حدوث حمل ومتابعتة بواسطة طبيب متخصص وبأجهزة حديثة واثبات أن الجنين تمام وكل الأمور طبيعية يتوقع الأهل والأحباب بأن الولادة سوف تكون طبيعية والمولود بخير ولكن عندما تأتى الولادة عثرة أو عسرة - كلا الكلمتين صحيح لغويا - وبعد تدخل جراحى مرير ويقول لك الطبيب أن الجنين مات يصاب الجميع بالوجوم والاحباط والقرف والاشمئزاز ويسألون الف لماذا ؟ ومن السبب ؟ ولا يكفون عن الأسئلة ولهم الحق فى ذلك ويفقدون الثقة فى الطبيب وفى الطب ..هذا بالضبط ما حدث مع مريم ملاك التى أهدتها وزارة التربية والتعليم 7 أصفار وكأن صفر واحد لا يكفى . والقصة معروفة للجميع فى مصر بل خرجت الى نطاق العالمية لأن مريم طالبة متفوقة فى جميع مراحل الدراسة وتحصل على 7 أصفار مرة واحدة فالعالم كلة يسأل لماذا ؟ وبالتأكيد يفقد الثقة فى التعليم والأدهى من ذلك التقارير الحكومية التى تؤكد على الأصفار .
الحكومة تعلم تماما أن مريم لا يمكن أن تحصل على أصفار ولا يوجد طفل واحد يصدق ذلك ولكن الحكومة تصرفت بطريقة الحمل السابق والجنين الميت مما أصاب المواطنون بالاحباط واليأس فى القضاء على الفساد وفى التغيير للأفضل .
فى مصر تعاطف الجميع مع مريم لأنها قضية مجتمع وقضية دولة . الجميع يشعرون أن مريم مظلومة وهذا هو التفكير الطبيعى والجميع لا يثقون فى أجهزة الدولة ولنا أسبابنا العديدة جدا التى تجعل المصريون لا يثقون فى الحكومات وانتظر الجميع أن تكون النتيجة لصالح العدالة والحق ولكن بعد تقارير الطب الشرعى أصيب الجميع بالوجوم وفقدوا الثقة فى الحكومة وفى التغيير للأفضل وفى القضاء على الفساد .
فساد وزارة التربية والتعليم لا يخفى على أحد من أول التزويغ من المدرسة والدروس الخصوصية والغش الجماعى والفردى وبكل أنواع الغش وبكل الوسائل وكلها أشياء يعلمها أى مواطن . وتسريب الامتحانات ونماذج الاجابة قبل بدء الامتحانات وبيع النماذج أمام المدارس قبل انعقاد الامتحان بساعات ..ناهيك عن اللجان الخاصة بعد التقارير الطبية الكاذبة ويتم تكوين لجان امتحان خاصة لأبناء الصفوة ..ولا تنسى اختيار المراقبين والمشرفين وتفصيل كل ذلك حسب الطلب .
كان هناك فرصة ذهبية للحكومة وخاصة الرئيس السيسي للامساك بأكبر قضية فساد فى التعليم ولكن فرطوا فيها بسهولة ونحن نسأل لماذا ؟ لماذا التفريط فى حق الوطن والشعب بهذة السهولة ؟ لصالح من يتم ذلك ؟
قبل نتيجة الطب الشرعى الأولى خرج علينا وزير التعليم - الدكتور محب الرافعى - يؤكد أن مريم أخطأت وأن أوراق الاجابة تخصها وهذة هى الورقة الأولى من التلات ورقات التى تلعب بها الحكومة . والورقة الثانية عندما أعلن الدكتور هشام عبد الحميد - المتحث باسم مصلحة الطب الشرعى - بأن أوراق مريم لم يتم تزويرها أما الورقة الثالثة لنفس المتحدث وقبل ظهور تقرير اللجنة الخماسية قائلا نقفلها أحسن - يقصد مصلحة الطب الشرعى - لو ثبت أن مريم على حق .
لا يستطيع الطب الشرعى أن يتكلم عن النزاهة ويكفى تضارب التقارير التى يعرفها الجميع ولا تستطيع وزارة التربية والتعليم أن تتكلم عن الشفافية لأن أفعالها مليئة بالأوحال . تصريح الوزير ومسئول الطب الشرعى يفكرنا بتصريحات الحكومة فى أحداث لا حصر لها وكل تصريحاتهم كاذبة .
كان المفروض على الحكومة أن تكف عن لعب التلات ورقات مع الشعب وتحترم عقولنا وتعطينا الأمل فى الاصلاح ولكن الذى حدث هو العكس تماما.
ما الذى يضير الحكومة أن يكون كل شئ فى العلن وعلى الملأ ؟ وأمام أجهزة الاعلام ؟ تتكون لجنة من أحد القضاة وأحد رجال الشرطة وبعض رجال التعليم وخبراء خطوط والطالبة وولى أمرها ومحاميها وعدد كبير من رجال الاعلام وتقوم الطالبة مريم باستخراج كراسات اجاباتها فى بعض أو كل المواد وأمام اللجنة ويسألونها مثلا عن بعض العلامات المميزة فى أحدى المواد وليكن موضوع التعبير فى اللغة العربية ويتأكد الجميع من صدقها أو كذبها وكل ذلك يذاع على الهواء مباشرة ..بالطبع سوف تكون فرصة ذهبية للجميع وكل انسان يأخذ حقة . اذا كانت الحكومة ممثلة فى وزارة التربية والتعليم على حق فان كل الالسنة سوف تخرس ويزداد رصيد الحكومة عند الشعب ..واذا كان هناك من ارتكب خطأ فهى فرصة للتطهير من الفساد والفاسدين . بهذة الطريقة فقط سوف يرتاح الشعب وما عدا ذلك فهو مقلق للغاية ولا شئ تغير . نفس حكومة التلات ورقات ونفس الاحباط الشعبى ونفس الفساد وكأنك يا شعب لم تقوم بأى ثورة .
هل نأمل من رئيس الحكومة الجديد أو الرئيس السيسي أن يفعل ذلك من أجل الوطن كلة وليس من أجل مريم فقط ؟ ان لم يحدث ذلك سوف يظل شبح مريم يطارد كل فاسد فى وزارة التربية والتعليم ووزارة العدل أيضا وسوف تظل الحكومة تلو الحكومة على راسها ريشة . وسوف ينظر الناس الى كل رجال التعليم والطب الشرعى نظرة اتهام . والحق يقال أن الصغيرة مريم هزت عرش الفاسدين فى وزارتين بتمسكها بالحق وثباتها على المبدأ . وهل يتوقف المرضى والشتامين من الاعلاميين المرتزقة والموتورين وأنصاف الاعلاميين من التطاول على مريم ؟