الأقباط متحدون - الأباء التعساء
أخر تحديث ١٣:٣٩ | الأحد ٢٠ سبتمبر ٢٠١٥ | ١٠ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨٩السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأباء التعساء

بقلم:أنطوني ولسن/أستراليا
الآباء التعساء يُنجبون أبناء تعساء، والآباء السعداء يُنجبون ابناء سعداء. هذه قاعدة عامة، وما يخرج عنها فهو شاذ. والشواذ لا حكم عليهم!

لا يوجد انسان على وجه الأرض يريد أن يكون تعيساً، وان كنت أعتقد أن ثمة حالات شواذ يمكن معها أن يوجد مثل هذا الإنسان الذي فعلاً يريد لنفسه التعاسة. ومع ذلك اعتقد أن وجوده شيء ضروري في هذه الحياة. كل منا عندما يستيقظ في الصباح، يقول: يا فتاح.. ويبدأ في العمل والسعي وراء رزق أولاده، ورزقه. وتأخذنا الحياة فوق أمواجها، تارة تكون الريح هادئة؛ فيسير مركب حياتنا هادئاً رائعاً وممتعاً. وأحياناً تغدر بنا الريح وتزمجر، ويعلو مركب حياتنا فوق الأمواج وتقذف به الرياح ويهبط مع الموج الهابط وكل من في السفينة يعتريه الخوف والفزع، وينعكس هذا على تصرفاتهم، وأفعالهم.. وبدوره ينعكس على الأبناء فينتابهم الفزع والخوف من الحياة؛ لأن أبناءنا هم مرآة حياتنا: كل فرح يبدو علينا نراه في عيونهم، وكل دمعة حزن تسقط منا تحرق افئدتهم. صغار لا يعرفون ماذا يفعلون حيال تعاستنا. ومع ذلك يجد البعض منا لذة في تعذيبهم حيث يستمرون في احاطة أنفسهم بالتعاسة. خلافات لا تنتهي، وهروب من واقع الحياة، وعدم مجابهتها المجابهة السليمة الصحيحة. يستيقظ الأبن على صراخ والده في الصباح، وتفتح الأبنة عينيها على بكاء أمها.. وهي تنعي حظها التعس لزواجها من والدها.

ما الذي تنتظره من الأبناء، إذا كان الآباء هكذا مصرون على تعاسة انفسهم وتعاسة أبنائهم معهم؟
متى يعرف كل أب وكل أم انه خير لهما الا ينجبنا ابناء ان لم يعرفا كيف يتحكمان في تصرفاتهما!
متى يعرف كل أب وكل أم أن ابتسامة الصباح في وجه الطفل تجعله يستقبل يومه بالسعادة التي تمده بالنشاط والحيوية طوال نهاره فيستطيع أن يستوعب دروسه بالمدرسة؟

كم يفعل الترحاب والحنان والبسمة الصافية والسؤال عنه عند عودته من المدرسة فعل السحر في نفسه الصغيرة، وتجعله ينام ليله هانئاً مرتاحاً؛ لأن غده سيكون بنفس الصورة الوردية الجميلة!

كل هذا لأن والديه عرفا قيمته لديهما، وعرفا أن سعادتهما ستنعكس عليه وتتحول الدمعة في عينيه الى ابتسامة، والحزن الى فرحة وضحكة صافية مجلجلة.
التعيس لا يرى الشمس؛ لأن التعاسة سحابة قاتمة تحجب نورها عنه وتحرمه من دفئها. أما السعيد فيراها ويحس بدفئها حتى لو حجبها السحاب؛ لأنه يستطيع تبديد هذا السحاب ويجعل الشمس بنورها ودفئها تملأ سماء حياته.

هل نستطيع، أنت وهو وهي وأنا، العمل على تبديل تعاستنا الى سعادة؛ حتى نجعل أبناءنا سعداء؟..
أقول الحق: الحياة ليست سعادة دائمة.. لكن لا يجب أن نزيد من تعاستها ، تعاسة من صنعنا!

***
كلام..وكلام
** أجمل ما في الحياة ذكرياتها.. وأحلى ما في الذكريات اليوم الذي تحملت فيه ظلم الظالم دفاعا عن مظلوم.
**كم أتمنى أن أكون الماء الذي يطفيء ظمأك عبر شفتيكِ.
**لا ينام العريان أو الجوعان أو البردان.فهل تعمل على مساعدة أي منهم على النوم؟
**لكل أنسان ثمن واضح فوق جبهته لمن يعرف القراءة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter