مينا ملاك عازر
في يوم أقل ما يوصف به أنه يوم حلف اليمين، فمن كثرة من أقسموا يمين المسؤولية والولاء للوطن، مر يوم السبت الماضي بمصر على هذا النحو سالف الذكر، يوم لحلف اليمين الوزاري والقانوني لتولي منصب النائب العام.
لا أفهم لماذا 33 حقيبة وزارية؟ كثيرة جداً بدون داعي ولكنني لم أعد أهتم بهذه المسألة، أما ما يعنيني حقاً هو كم الوزراء الجدد الذين دخلوا المعترك السياسي وعددهم وصل ستة عشر وزيراً ما يعني أن المصريين فيهم ستة عشر مقاتل فدائي لا يطمحون ولا يطمعون وليس لديهم طموح سياسي، ضحوا بأسمائهم في حكومة لن يطل عمرها بأي حال من الأحوال أكثر من ثلاثة أشهر، ما هذا الحب للوطن والفدائية لأجله الذي يتمتع به هؤلاء الوزراء الستة عشر!؟
ألأجل ثلاثة أشهر وعلى الأكثر أربعة، يقدمون أنفسهم ويضحون بحلمهم السياسي الذي قد يكونون جديرين به في الوزارة الجديدة التي لا عليها إلا الوصول بالبلاد لبرلمان جديد يؤمن المسار الديمقراطي، وهنا لنا وقفة، كل التغييرات التي طرأت على الوزارة لا تمس هذه المسألة، وهي إتمام الانتخابات البرلمانية صحيح هناك فرصة لهؤلاء الوزراء الجدد إن أثبتوا أنفسهم يرشحهم الرئيس السيسي للبرلمان الجديد ويمكن يقبلهم البرلمان ويعتمدهم حسب الدستور لو تم وصول أغلبية موالية للرئيس السيسي تريد أن تعينه، لكن يبقى أن هؤلاء الوزراء إما أبطال أو أنهم قبلوا من باب أن يسبقوا اسمهم ولو بلقب وزير سابق، الاحتمالات كلها واردة إما أن يستمروا في وزارة ما بعد البرلمان حسب الدستور أو أن يصبحوا سابقين لو رفضهم البرلمان وشكل هو حكومة وذلك أيضاً بحسب الدستور أو قد لا يثبتوا أنفسهم فلا يرشحهم الرئيس للبرلمان اصلاً كل الاحتمالات بأيدي الحكومة الجديدة.
وفي ذات اليوم، يوم حلف يمين الوزراء، أقسم المستشار نبيل صادق اليمين الدستورية التي تُجلسه على مقعد النائب العام السابق الشهيد هشام بركات، وذلك بعد طول غياب وانتظار استمر ثلاثة أشهر تقريباً منذ اغتيال المستشار الجليل إلى أن وصل المستشار النبيل الصادق - كما نتوقع ونتمنى- المستشار نبيل صادق لكرسي النائب العام.
وكأن الثلاثة أشهر عامل قاسم في حالة الوزراء لن يستمروا أكثر من الثلاثة أشهر هذه وفي حالة النائب العام انتظرنا نفس المدة ثلاثة أشهر لا أظنه تيمناً من أحد لكنها الصدفة التي تقود البلاد نحو مصير لا يخطط له أحد للأسف ولكوننا في وقت احتفال بالنائب العام على الأقل وانتظار لما ستقوم به الوزارة الجديدة فلا وقت للأسف، الوقت وقت ضيق للبلاد التي تمر بعنق زجاجة الانتخابات البرلمانية الأهم في تاريخ البلاد منذ ثورة يوليو وحتى الآن.
كل التهاني للوزراء الجدد، وننتظر منهم عملاً جاداً وحقيقياً ولا ترتكنوا إلى أنكم ليس لديكم الوقت، فالبلد في عرض كل ثانية، وإن كنتم تستشعرون بضيق الوقت ما كنتم لتقبلوا المنصب، فالمنصب تكليف وليس تشريف، وبالتالي عليكم أن تقدموا لمصر ما تحتاجه فهي بحاجة لبصمة صادقة نقية ونقلة للأمام بمجهودكم وكل التهنئة للنائب الجديد الذي أمامه أربع سنوات يمتعنا بمظلة قانونية تؤمن للمواطن حقه القانوني، وننتظر منه المزيد والمزيد وإلى الأمام.
آخر القول في هذا المقال، مصر تحتاج للتحرك دائماً للأمام ولا وقت نضيعه كما ضيعناه في أسبوع من المشاورات كانت أولى به البلد لأن تقيم مشاريع وتضع قدمها خطوة للأمام، والأهم من ذلك كله، لماذا كل هذا الغموض في اختيار الوزراء والنائب العام وأخص بالذكر الوزراء الذين لن يستمروا إلا قليلاً لماذا تشعرونا بأن جهات مجهولة هي التي وراء الاختيارات وهي التي تضع المعايير لهذا.
المختصر المفيد ربنا مع مصر.