الأقباط متحدون - اتفاقية كامب ديفيد في عقل المواطن المصري
أخر تحديث ٠٦:١٠ | الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥ | ١٢ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٩١السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اتفاقية كامب ديفيد في عقل المواطن المصري

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مينا ملاك عازر
يوم السبت الماضي أتمت اتفاقية كامب ديفيد عامها السابع والثلاثين، وها أنا أذكر بما سبق لي ذكره لضرورته، وهو أن البون شاسع بين الاتفاقية الموقعة في عام 1978 - بالتحديد التاسع عشر من شهر سبتمبر- وبين المعاهدة الموقعة بعدها بستة أشهر وبالتحديد في السادس والعشرين من شهر مارس لعام 1979، والفرق يأتي في المضمون، إذ ثمة فرق بين الاتفاقية والمعاهدة، الاتفاقية الموقعة في شهر سبتمبر كانت اتفاقية إطارية، تضع قواعد إتمام المعاهدة كانت تنص على أن يتم توقيع المعاهدة بعد ثلاثة أشهر وهو الذي لم يحدث إذ تم التوقيع بعدها بست أشهر لصعوبة المفاوضات الجارية حول إتمام المعاهدة، وذلك لتشدد الجانب الإسرائيلي وضعف الجانب الأمريكي في ممارسة الضغوط على الإسرائليين.

ما يهمني الآن ما يخص الاتفاقية ومسألة السلام، الاتفاقية وقعت بعد مفاوضات ماراسونية، تمت في قرابة ثلاثة عشر يوم في معسكر مغلق على الزعماء الثلاثة كارتر والسادات وبيجن ووفود مرافقة لهم، لعب فيها الراحل العظيم أُسامة الباز من الجانب المصري دور فعال، وهو رجل وطني لا شك فيه، ولا يرقى له الشك أبداً، ومن الجانب الإسرائيلي لعب آهارون باراك دور المقاتل، لكن على مين؟ لم يستطع أن يقاوم الباز أبداً، وسعى كارتر سعي حثيث للوصول بالمفاوضات لخط النهاية.

المواطن المصري عقله لا يعرف كل هذه الحقائق التي لا يسعها مقال كهذا الذي أكتبه، بيد أن ما لا جدال فيه ولا شك حوله أن المواطن المصري على ثقة شديدة بأنه لا طاقة لبلاده أن تلغي المعاهدة لتتعريض البلاد لمخاطر الحرب مع دولة يساندها العالم واقتصادها قوي ومستقر ولا تعاني من ضغوط عالمية من جماعات خائنة.

المواطن المصري لا يشغله مسألة السلام مع دولة ما بل يشغله السلام الداخلي الذي يعاني منه لكن ما أنا على ثقة منه أن المواطن المصري يجهل وللأسف فيما أقوله الكثير من المعلومات عن ملابسات توقيع الاتفاقية والمعاهدة والمعارك الدبلوماسي والتفاوضية التي خاضها المفاوض المصري لأجل إتمام المعاهدة لمصلحة بلاده أولاً ومصلحة الوطن العربي ثانياً، تلك المصالحة التي لم يستفد منها زعيم عربي إلا بعد أكثر من عشر سنوات وهو ما كان قد أسهم في ضياع الكثير من المميزات التي حصل عليها لهم المفاوض المصري الشريف.

آخر القول، لا تفكروا في إنهاء السلام لأنه لا معنى له إلا إعلان الحرب ونحن بالفعل منشغلين بحرب ضارية ضد الإرهاب وضد من ورائه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter