بقلم:أبو النكد السريع
لم ولن ننسى قضية مريم ملاك صاحبة أشهر صفر فى المحروسة بل سبعة أصفار فى عين وزارة التربية والتعليم . بالتأكيد لا أحد يصدق أن مريم الطالبة المتفوقة خلال مسيرتها الدراسية أن ينزل عليها الغباء مرة واحدة وتنال هذة الأصفار . ولا أثق فى تصريحات الحكومة - ممثلة فى التربية والتعليم والطب الشرعى - وخاصة لنا خبرات عديدة بالحكومات وتصريحاتها وحكوماتنا الرشيدة ليست فوق مستوى الشبهات وخاصة الطريقة التى تتعامل بها الحكومة مع قضية مريم .
نؤكد للجميع أننا نريد أن نعرف الحقيقة والشعب كلة يريد أن يعرف ذلك . ومن الأحسن والأفضل للحكومة أن تعمل على ذلك بكل شفافية ووضوح . الحكومات هم أفراد من الشعب ولخدمة الشعب وليس للتعالى على الشعب أو الاستخفاف بة . واذا كانت الحكومة على حق سوف يزداد احترامنا وتقديرنا لها واذا كان هناك خطأ تم ارتكابة بواسطة البعض فى التعليم أو الطب الشرعى فعلى الحكومة الاعلان عن ذلك بكل شفافية وتقديمة للمحاكمة لينال الجزاء العادل وفى هذة الحالة أيضا سوف تكون الحكومة محل احترام من الجميع وما عدا ذلك فهو تهريج حكومى ويضع الحكومة موضع الشبهات .
هناك مثل شعبى يقول أن الجمل تسلق النخلة ولاثبات ذلك جاءوا بالجمل أمام النخلة وعلية أن يثبت أنة قادر على ذلك وان لم يفعل فهو كاذب ومن أطلق هذة الشائعة فهو كاذب ويستحق العقاب . هكذا بالمثل فى قضية مريم ملاك ..هى تقول أن أوراق اجابات الصفر لا تخصها لا من قريب أو من بعيد والحكومة تقول أنها أوراقها ولكن معالجة الحكومة للموضوع تم فى الخفاء مما يثير الشكوك فى الحكومة أكثر وأكثر . وبناء علية وكما هو المفروض أن يكون الموضوع فى العلن ويذاع على كل الشعب وأن تتكون لجنة من التعليم وخبراء التزييف وأحد القضاة وأحد ضباط الشرطة والطالبة صاحبة المشكلة وولى أمرها ومحاميها وفى حضور عدد كبير من رجال الاعلام الخاص والحكومى وتذاع العملية كلها على الهواء وهى لن تستغرق أكثر من ساعتين على أكثر تقدير ..وفى هذة الجلسة تقوم مريم بالتعرف على أوراق اجابتها بنفسها والتحقق منها بواسطة اللجنة بالطرق القانونية والخبرات المتواجدة وتظهر الحقيقة على الملأ كى تخرس كل الألسنة . ومادام هذا لم يحدث سوف يظل الجميع يشكك فى الحكومة .
نريد أن نعرف الحقيقة ..والحقيقة فقط ولا شئ غير ذلك . لن يضير الحكومة اكتشاف ومعرفة الحقيقة هذا ان كانت جادة فى فتح ملفات الفساد - خاصة فى التعليم - أو اثبات براءتها وبالتأكيد فان مريم تقبل بهذا التحدى وترفع راية التحدى منذ أن بدأت قضيتها ولو ثبت أن مريم كاذبة فهذا أيضا منفعة للحكومة وسوف يحرم أى طالب بعد ذلك الادعاء بالكذب . والسؤال هل الحكومة جادة فى ذلك أم لا أو هل تقدر الحكومة على مواجهة مافيا الفساد فى التعليم أم لا ؟ ربما يكون جبل الفساد فى التعليم أكبر من أن تقترب منة الحكومة أو أن الحكومة غير جادة فى ذلك أو الاثنين معا .
الشك يملأ صدور الجميع وخاصة بعد تصريحات الدكتور محب الرافعى - وزيرالتعليم السابق - ومتحدث الطب الشرعى قبل ظهور نتيجة الاستكتاب وعلامة استفهام من عندى هى اقالة - أو استقالة - حكومة المهندس ابراهيم محلب بعد لقائة بالطالبة مريم ووعدة لها أنة سوف يأتى لها بحقوقها ...ربما لم يلحظ أحد ذلك ولكنى أتساءل ؟ مع أن الوزارة الجديدة سوف تستقيل بعد شهر أو شهرين على الأكثر بعد انتخاب مجلس الشعب فما الداعى لاقالة حكومة محلب الان ؟ هل كى يبقى طابق ملف فساد التعليم مستور ؟ أم أن جبل فساد التعليم غير قابل للحل ؟ أم الاثنين معا ؟
اغلاق ملفات الفساد بهذة الصورة مثل الطبيب الجراح الذى يقفل البطن أو الجرح وهو ملئ بالصديد والذى سرعان ما ينفجر ويخرج الصديد ويصعب العلاج . والصديد نتيجة التعليم الفاسد هو ما نراة الان من الطبيب الفاسد والقاضى الفاسد والضابط الفاسد والموظف الفاسد والمحافظ الفاسد الخ الخ .
والى ابنتى العزيزة مريم أقول : لا تفقدى ثقتك فى نفسك يا ابنتى الحبيبة ولا تعتقدى أبدا أنك تستحقين صفر فى أى مادة ولا تهتزى بالمعتوهين الذين يصفونك بالمرض النفسى فهم المرضى الحقيقيين وهم وصلوا مناصبهم بالغش والتزوير ولذلك لم ولن يعرفوا قيمة الجهد والعرق والصدق والأمانة ..هم جميعا أقزام أمامك فان مجرد ذكر اسمك يرتعش منة كل غشاش وكذاب مهما كان منصبة . وأرى أن طريقك مسدود فى هذة القضية لأن جبل الفساد أكبر من قدراتك بكثير ولا مانع من السفر والتعليم فى الخارج ان كان أمامك فرصة حقيقية وهذا مجرد رأيي الشخصى .
ويبقى السؤال الأخير والمهم : هل تأتى الحكومة بالجمل أمام النخلة كى نعرف الحقيقة ؟ أشك .