الأقباط متحدون - مصر.. رمانة ميزان العالم
أخر تحديث ١٣:٣٨ | السبت ٢٦ سبتمبر ٢٠١٥ | ١٦ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٩٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مصر.. رمانة ميزان العالم

د. وسيم السيسى
د. وسيم السيسى

أخذ الغرب عن إخوان الصفا وخلان الوفا «العصر العباسى الأول» أسماء أيام الأسبوع: اعلم أن الساعة الأولى من نهار الأحد للشمس، والاثنين للقمر، والثلاثاء للمريخ، والأربعاء لعطارد، والخميس للمشترى والجمعة للزهرة، والسبت لزحل «أجمل الكواكب»، فما كان من الغرب إلا أنه أخذ بهذا التقسيم، فكان Sunday للأحد، Monday للاثنين، وماردى للثلاثاء، مارس أو المريخ أو تيوزداى (كوكب الحرب عند أمم الشمال)، والأربعاء لعطارد Mercury ميركريدى أو ودنزداى، لأن أودين هو كوكب الفنون عطارد، والخميس لجوبتر أى المشترى Jude، والزهرة فينوس للجمعة أو فندردى أو فرايداى وهى الربة فريج «الزهرة» عند أمم الشمال، أما زحل أو Saturn فقد أصبحت Saturday أى يوم السبت.

إن شهر سبتمبر معناه أنه الشهر السابع، من Sept الفرنسية أى سبعة، أكتوبر من Octa، أى ثمانية فهو الشهر الثامن، نوفمبر من رقم ٩ الفرنسية نيف، وديسمبر من ديس Dice أى الشهر العاشر! لماذا أصبحت هذه الشهور ٩، ١٠، ١١، ١٢؟!

ذلك لأن السنة كانت تبدأ من مارس فى العصر اليونانى الرومانى. ماذا عن اسم شهر يناير، أو January؟ إنه اسم إلهة رومانية Janus لها تمثال بوجهين، وجه ينظر للأمام «السنة الجديدة»، ووجه ينظر للوراء «السنة التى مضت»، ويسمى الإنجليز بعض بناتهم جينفر Jenever مثل جينفر جونز بطلة فيلم روعة الحب.

أما فبراير فمعناها Mud Month أو شهر الطين. ويقول الأطباء عن هذا الشهر فى مصر: فأراير من الفقر، أما مارس فهو نسبة للمريخ Mars، إبريل فهو شهر التفتح والزهور Oprera، أما شهر مايو فهو من اسم الربة الإيطالية Maia زوجة فولكانو رب البراكين، أما يونيو فهو من اسم الربة Juno، أما يوليو فهو من يوليوس قيصر، كذلك أغسطس من أغسطس قيصر.

أما شهور السنة المصرية فهى توت (تحوت رب الحكمة والمعرفة والقلم)، لذا كان بداية السنة المصرية التى تبدأ ١١ سبتمبر «بزوغ الشعرى اليمانية» أو سبدت، وتنتهى السنة باسم مصر أى شهر مسرا، يقول العقاد: أصل اسم مصر هو مس رع أى «أبناء رع»، أى أبناء الشمس المشرقة، وقيل إن مصر من «ماس رع» أى موضع أبناء الشمس، جدير بالذكر أن مصر هو اسم الدولة الوحيد المذكور فى القرآن الكريم خمس مرات مباشرة عدا تسع مرات أشير إليها فى الذكر الحكيم.

أنقذنى يا آمون.. الصيف يدخل فى الشتاء، والشتاء يدخل فى الصيف (بردية)! ذلك لأن التقويم كان قمرياً، والسنة القمرية أقل ١١ يوماً عن السنة الشمسية، وبعد مئات السنين من الأرصاد الفلكية فى مصر القديمة، اكتشف أجدادنا العظماء الشعرى اليمانية أو سبدت ٤٢٤١ قبل الميلاد، وعرفوا أن هذا النجم يظهر كل ٣٦٥ يوماً، وست ساعات! أهدت مصر هذا التقويم الشمسى للعالم فضبطت أحواله المضطربة فلكياً، كما تحاول الآن ضبط أحواله المنفلتة سياسياً.. مصر رمانة ميزان العالم.

قسمت مصر السنة إلى ١٢ شهراً، وكل شهر ٣٠ يوماً، وجعلت من الأيام الخمسة الباقية أعياداً، وسمتها «أبد كوجى» أو «أبض أوزى» أى الشهر الصغير، وحتى الآن نستخدم كلمة أوزى دلالة على الشىء الصغير! كان اليوم الأول من هذا الشهر الصغير عيد أوزيريس، يزورون فيه أحباءهم الذين رحلوا عن عالمنا، ومازلنا نقوم بهذه الزيارة حتى الآن فى أول أيام العيد! واليوم الثانى عيد ست، حيث الأفراح والاحتفالات، واليوم الثالث عيد حورس.. الخروج للحدائق والمراكب فى النيل، واليوم الرابع عيد إيزيس لختان الذكور فوق الخامسة بالمخدر الموضعى (مصر حرمت ختان الإناث)، واليوم الخامس عيد نفتيس ربة الأناقة والجمال فكان عيدها كرنفال الزهور!

وربنا يجعل أيامك كلها أعياد يا مصر.

نقلا من الصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع