عساسي عبدالحميد- المغرب
ايران تعلن أن ما يزيد عن 300 حاج إيراني فقدوا أثناء مجزرة مرجم الشيطان هذا دون الحديث عن عدد القتلى الايرانيين المقدر عددهم ب169حاج وكذا المصابين الذين تجاوزوا المائة....
وفيما تحصر السلطات السعودية عدد قتلى مجزرة مرجم منى الشيطاني ب 769 ضحية يشير الايرانيون أن العدد الحقيقي قد يقوق 2000 حاج ...
تصاعد نبرة ايران الاحتجاجية لم يقدر لها أن تكون بهذا الشكل الغريب لو لم يكن بين المفقودين حجاجا غير عاديين ، والغير العاديون هنا بين من غاب أثره تزامنا مع مجزرة مرجم مكة هم دبلوماسيون و قادة الحرس الثوري و رجال الباسيج و فنيون وخبراء في المشروع النووي الايراني ورجال استخبارات ، نعم رجال استخبارات و هذا ما جعلنا نلمس هذا الغضب الكبير من جانب القيادة الايرانية التي تلح و بشدة على السلطات السعودية افادتها بمصير من فقد من حجاجها ونقل الجثامين لدفنها بايران عوض طمرها في حفر جماعية على مشارف مكة ...
الرد الاستفزازي جاء سريعا من طرف السلطات السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير الذي قال بالحرف (( على الايرانيين أن يتعقلوا ....!!؟؟ أي أن هذا الغلام المدعو الجبير يتهم الايرانيين بالحمق وهو الذي كان يحمل الفناجين والمناشف لأمراء آل سعود ))
السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه....هل كان لدى السلطات السعودية علم بتواجد مخبرين بين الحجاج الايرانيين ؟؟ وهل يندرج حج هؤلاء في اطار عملهم ام في اطار شخصي بحث ألا وهو أداء فريضة الحج ؟؟ هل اختفى المخبرون الايرانيون أثناء التزاحم أم قبلها بساعات ؟؟ هل هناك أجهزة استخباراتية أخرى لها صلة في اختفاء هؤلاء ؟؟ اسرائيل .... تركيا ...قطر .. سي آي اي مثلا ...؟؟..
هل تبلغ الجرأة بالموساد الاسرائيلي مثلا على تنفيذ عملية اختطاف نوعية لايرانيين من قلب مكة ؟؟
أحداث الحج الدموية لهذه السنة بدءا بالرافعة المملوكة لمجموعة بن لادن السعودية التي هشمت رؤوس الحجيج يوم 11/09 و بعدها بأيام مجزرة مشعر منى الشيطاني كان يراد بها هدفان اثنان، أولهما ارباك النظام السعودي و اظهاره أمام الرأي العام المسلم على أنه غير قادر على تدبير مناسك الحج كتمهيد لاضعافه في افق اسقاطه لأنه هذه النظام سيشكل عبئا في المستقبل على المجتمع الدولي ...
ثاني الأهداف هو القبض على بعض الحجاج الايرانيين المشبوهين المندسين بين راجمي الشيطان الذين هم الآن في عداد المفقودين و تطالب ايران بمعلومات في شأنهم و قد يكون لتغييب هؤلاء محاولة لدق اسفين الشقاق بين طهران والرياض والذي يقد يجر البلدان لمواجهة عسكرية ...فمن وراء هذين الحدثين ؟؟رافعة بن لادن ومجزرة مشعر منى ؟؟؟.
قبل المذبحة بساعات تم اخلاء الطريق لموكب أحد أفراد العائلة الحاكمة وهو الأمير خالد الفيصل ومنعوا الناس من المرور و حبسهم الأمن السعودي لساعات خلف سياج لكي يتسنى للامير المرور ورمي حصى الجمرات في ظروف مريحة غير مرهقة، فهل كان موكب الأمير هو المصيدة التي أدت الى التدافع ومشهد تكدس الأموات كقطعان "الماساي مارا" العابرة للنهر المخيف؟؟، وهذا فيديو يوثق لمرور موكب الأمير لحظات قبل وقوع مجزرة مرجم منى الشيطاني ....
ايران التي تطالب اليوم السعودية على لسان مرشدها الروحي " علي خامنائي " بتقديم اعتذارات والكشف عن مصير مفقوديها سيكون لها رد بطريقة عنيفة، ايران و عبر جنرالها قاسم سليماني بالعراق، ستعمل على تحريك داعش بدفعهم نحو الحدود السعودية، الايرانيون قادرون أيضا على اشعال معاقل الشيعة شرق المملكة بالاحساء والقطيف ، الايرانيون قادرون على تنظيم عمليات نوعية في العمق السعودي دون أن يثبت السعوديون دليلا على مسؤوليتها، ايران قادرة الآن على اصابة الاقتصاد السعودي في مقتل باستعمال الطاقة البديلة محليا خاصة الطاقة النووية لانتاج الكهرباء و تشغيل المصانع واغراق السوق العالمية بكميات هائلة من النفط والغاز ......
السعودية فتحت على نفسها أبواب جهنم أو هناك من قام بفتح تلك الأبواب عليها ، فعلى المدى المتوسط ان لم نقل القصير الأمن القومي الأمريكي سيرتبط مستقبلا بشكل عضوي بمشروع رؤية ايران لسنة 2025 الذي أعده مجلس تشخيص مصلحة النظام بايران الذي يرأسه الرئيس السابق "هاشمي رفسنجاني" و هذا المشروع الذي نال اعجاب ساسة الغرب وخبرائه الاقتصاديين ويرون فيه المشروع النافع والمجدي يضع ايران كدولة مركز وازنة في شريط يمتد من كابل شرقا حتى طنجة غربا و يجعل من ايران حليفا استراتيجيا مستقبليا لواشنطن وقد لوحظ هذا عبر ترادف زيارات الوفود الغربية لايران و توجيه الدعوات للرئيس الايراني لزيارات أكثر من عاصمة غربية و هذا هو ما أقلق الملك السعودي الذي جعله يقطع اجازته الصيفية بفرنسا بشكل فجائي ليكملها بالمغرب ....وهذا هو الكابوس الحقيقي الذي يخيف مشيخات الخليج على الجانب الغربي من الخليج الفارسي لأنها كلها ستذوب في الوعاء الايراني خلال العقود المقبلة ....
وعودة لمجزرة منى الرهيبة ،فهل ستعثر ايران على مفقوديها العاديين والغير العاديين الذي اختفوا عند مشعر منى بضيافة مملكة سلمان ؟؟ أم سيكون مصيرهم لغز كبير كلغز اختفاء دبلوماسييها في لبنان سنة 1982 ما بين بيروت وطرابلس ؟؟
Assassi_64@hotmail.com