عرض/ سامية عياد
العقل هبة و منحة عظيمة ميز الله به الإنسان وأعطاه له ليكون بمثابة نور ووسيلة للنمو و المعرفة و ميزان لكل مواقف الحياة ، و بالمعمودية يمسح هذا العقل بنعمة الروح القدس .. لكن ما الذى يفسد العقل ويجعله ضيقا وكيف نجعله منفتحا؟

قداسة البابا تواضروس الثانى يحدثنا عن نعمة الفكر المنفتح ، بداية يؤكد قداسته أن الخطيئة تلوث العقل و لا تجعله سليما ، بل أنها تضيق العقل ، مثال معجزة شفاء المولود أعمى شكك الجميع فى المعجزة بالرغم من وضوحها لكن عقلهم كان ضيقا لا يستطيع أن يستوعب ، فالخطيئة تلوث العقل وتضيقه بل تغيبه أحيانا وتجعله لا يفكر ، وفى المقابل ظهر العقل المنفتح فى مثال الفتية الثلاثة و معهم دانيال "أما هؤلاء الفتيان الأربعة فأعطاهم الله معرفة و عقلا فى كل كتابة و حكمة" ايضا أبيجايل زوجة نابال الأحمق ، وكيف كانت حكيمة "مبارك عقلك" .

و العقل المنفتح يأتى عن طريق القراءة و المعرفة "طوبى للذى يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة و يحفظون ما هو مكتوب فيها ، لأن الوقت قريب" ، فالقراءة هى أول خطوة فى العقل المنفتح ، كما أن ضبط العقل يأتى عن طريق الحكمة و ضبط العقل نتعلمه من قصص الذين سبقونا مثال زكا كان صاحب قرار حكيم "ها أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين ، و إن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" ، كما أن توعية العقل بالتعليم و الإرشاد و المشورة يساعد على العقل المنفتح .

و العقل المنفتح عقل يواكب التغير و يتطور دائما ، فالبابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح سبق عصره و أحضر مطبعة و أمر باستقبال هذه المطبعة بالتراتيل والألحان ، و فى زمنه قام بتعليم البنات ولم تكن توجد فى عهده مدرسة للبنات ، العقل المنفتح هو عقل مهموم بإصلاح مجتمه وعقل يتحاور مع الجميع مبدع يفكر فى المستقبل ويخطط له.