الأقباط متحدون - دهس الجمرات وخطأ توقيت عرفات
أخر تحديث ١١:٠٢ | الخميس ١ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢١ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٠٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دهس الجمرات وخطأ توقيت عرفات

خالد منتصر
خالد منتصر

إصرار المملكة السعودية على رؤية الهلال بالعين المجردة ورفضها الاعتماد على الحسابات الفلكية موقف عجيب ومدهش وغريب، ويتسبب فى إرباك الأمة الإسلامية كلها، فنحن فى رمضان وغيره من الشهور من الممكن أن نختلف مع رؤية السعودية وميعاد بداية الشهر لديها بدون حرج، لكننا فى شهر ذى الحجة نضطر ويضطر معنا العالم الإسلامى كله للخضوع للرؤية السعودية للهلال، التى تعتمد على الرؤية الوهابية المُصرة على أن هناك من يملكون نظراً حاداً فى الصحراء يتفوق على كل تليسكوبات العالم، يذهب هذا البدوى صارخاً وجدتها، فيصدقه المسؤولون ويمنحونه صرة المال!!، هذا العام دفع الحجاج جميعاً ثمن هذه الطريقة المتحفية القديمة التى تصلح لزمن السفر بالإبل، لا لزمن السفر بسفن الفضاء، المفاجأة أن وقفة عرفات وعيد الأضحى وما ترتب عليهما كان فى التوقيت الخطأ!!،

فقد أكد علماء الفلك أن غرة شهر ذى الحجة الصحيحة هى 14 سبتمبر وليست 15 سبتمبر، كما حددتها السعودية، وبناءً عليه فإن وقفة عرفات وعيد الأضحى 22 و23 سبتمبر وليست 23 و24 سبتمبر، وصرح العالم د. مسلم شلتوت لـ«اليوم السابع»: «إن اعتماد السعودية على رؤية الهلال بالعين المجردة كالعادة سبب فى إخفاقها فى رؤية الهلال، حيث إن العين لها حدود ولا ترى الأشعة تحت الحمراء»، موضحًا أن الأحوال الجوية هذا العام بها كانت سيئة جدًا، وكافية لعدم رؤية الهلال، لكنها لم تسلم بحسابات جميع الدول وحددت غرة الشهر بناءً على رؤيتها،

وأكد شلتوت أن حدوث الخسوف الأحد 27 سبتمبر وحده كافٍ ليؤكد ذلك، حيث إن الخسوف يتزامن مع البدر، أى 14 من الشهر الهجرى، أما الكسوف فيحدث عند الاقتران قبل بداية الشهر العربى بأكثر من ساعة، وهو أحد ضوابط التقويم الهجرى، مؤكدًا أن السعودية ستتحمل وحدها وزر ما حدث، موضحًا أن اتباعهم والتسليم بقرار السعودية خطأ فى حد ذاته، خاصة أن الدول العربية تسلم بقرارهم، لأنها الدولة التى يُؤدى بها مناسك الحج، وتابع شلتوت: «شيوخ السعودية يريدون أن يتفردوا بإعلان الهلال حسب الشريعة ورؤيته بالعين المجردة، ويقدمون ويؤخرون غرة الشهر كثيرا دون وعى، مؤكدا أن حسابات تقويم أم القرى بجدة لو قُورنت بالرؤية الشرعية خلال الـ60 عاما الماضية بالنسبة لغرة رمضان وذى الحجة فقط لوجد أنها مخالفة بنسبة 70% عن الرؤية الشرعية، لكن الشيوخ لا يريدون الالتزام بالتقويم على الرغم من أنه صحيح وأصدق من رؤيتهم»..

انتهى كلام علماء الفلك الذى لا يهتم به شيوخ الوهابية المتشددون هناك، والذين يتسبب تمسكهم الحرفى بالنص فى كوارث مثل كارثة الدهس والتدافع عند رمى الجمرات، نتيجة الإصرار على رميها فى وقت الزوال!، يا سادة.. علم الفلك الآن من الممكن أن يحدد لك مراحل القمر لعشرين سنة قادمة، وجدول تلك المراحل موجود فى ناسا بالملليمتر، وهذا هو اللينك لو حضراتكم مش عارفين http://eclipse.gsfc.nasa.gov/SKYCAL/SKYCAL.html?cal=2015#skycal

ادخلوا وشوفوا وكالة ناسا مبرمجة المسائل والتوقيتات بدقة متناهية إزاى؟!، الناس طلعت المريخ وستخرج من المجرة، ونحن مازلنا نعتمد على خيال شخص جالس فى الصحراء يريد أن يحرز السبق ويحوز المكافأة وليذهب العلم إلى الجحيم، يا جماعة السفن الفضائية صارت تسير فى الفضاء ملايين الأميال، وتهبط على هدفها بالثانية زمنياً، وبالسنتيمتر مكانياً، بمجرد الحسابات الرياضية الدقيقة، هناك كواكب ومجرات وتوابع تم اكتشافها ومعرفتها، أولاً بالحسابات الرياضية الفلكية قبل رؤيتها بالتليسكوب!!

هناك مراصد عملاقة تستكشف الكون، وأقمار صناعية جبارة تسجل الهمسة والسكنة فى فضاء هذا العالم، كل هذا لا يكفينا نحن المسلمين لكى نقتنع بأن الحسابات الرياضية والأجهزة الفلكية تتفوق دقتها على رؤية العين التى تخدع أحياناً وترى السراب حقيقة!!، يا إخوتنا فى المملكة، أنتم فى مواقيت صلواتكم تعتمدون على الحسابات الرياضية والفلكية، فلم نعد نرى، مثلاً، شخصاً عندكم يعتمد فى صلاة العصر على أن يرى مصير ظل كل شىء مثله، أو يراقب مغيب الشفق الأحمر حتى يصلى المغرب!! كل مسلم الآن يحدد وقت الصلاة بالساعة أو بالموبايل أو بمشاهدة نتيجة الحائط، يا إخوتنا الأعزاء فى السعودية، لا يمكن أن نعتمد على فتوى الفقيه ابن باز بسكون الأرض وعدم دورانها حول الشمس ونترك كلام جاليليو لمجرد أن الأول يحمل كتاب ابن عبدالوهاب، والثانى يحمل تليسكوباً!.
نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع