روسيا تطلق حربها على داعش في سوريا وتدخل كلاعب رئيسي على أرض المعركة
موسكو ترى أن الحل الأمثل هو ما حققه الجيش الجزائري في 1990 وما فعلته في الشيشان
إعلان سقوط ضحايا بين المدنيين جزء من "حرب المعلومات" التي لايكترث لها الروس
موسكو طلبت من الأمريكان أن يبقوا خارج المجال الجوي السوري وأن يبعدوا قواتهم على أرض
هدف الغارات تقوية الممر على ساحل البحر المتوسط بين اللاذقية وطرطوس حيث قاعدة الروس
الإعلام السوري : الغارات الجوية جزء من "الاتفاق الروسي-السوري لمكافحة الإرهاب الدولي والقضاء على داعش
الجزء الغربي وما وراء حمص منطقة القصف حيث تتواجد فيها القوات التي جهزتها الولايات المتحدة
بوتين ونتانياهو اتفقا على آلية لتجنب "سوء الفهم" في الأجواء السورية بموسكو
من جديد أثبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه الحليف السياسي الأبرز لبشار الأسد فلم تشعر روسيا يوما بالاحباط تجاه الرئيس السوري لأن روسيا تعرف جيدا منذ البداية أي نوع من الأشخاص هو كما أدركت من البداية أن هذا التحالف العميق لن يكون سهلا ولا ينسى أحد بوتين عندما قال" لا يمكن إجبار الأسد على القيام بشيء ..لكن اليوم تحول هذا التحالف السياسي إلى دعم عسكري مباشر جعل الإمبراطورية الروسية طرفا عسكريا أساسيا على أرض المعركة.
يبدو أن روسيا أدركت أن مستوى العناد من جانب كل من الحكومة السورية والمعارضة أكبر من التصور فرأت موسكو أن الحل الأمثل هو ما حققه الجيش الجزائري في 1990، بقمع المعارضة، وهو ما فعله الروس أنفسهم في الشيشان ومن هنا استهدفت روسيا كل الفصائل الحاملة للسلاح دون تمييز بيت توجهاتها وتنوعها في الوقت الذي اكتفى حلفاؤهم بإطلاق البيانات الصحفية فمن ناحيته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه يرحب الضربات الروسية - إذا تأكدت أنها تكون ضد الدولة الإسلامية وأننا بحاجة إلى أن ننظر بعناية شديدة في التقارير وما حدث بالضبط .
حملة دبلوماسية
وقد واجهت الدبلوماسية الروسية مبكرا الحملات الدعائية المعدة سلفا لوصم الغارات الروسية بالوحشية واستهداف المدنيين فقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن التقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين من الغارات الجوية الروسية في سوريا هي جزء من "حرب المعلومات" التي نسمعها في الكثير من الأوقات.
كانت روسيا قد أبلغت حلف شمال الاطلسي الناتو بقرارها بالقيام بعملية عسكرية في سوريا وقال متحدث باسم الحلف أنه قد تم رسميا إبلاغ قيادة الحلف اليوم بالقرار وهو ما استخدمته أمريكا لتخويف الأوروبيين وأن روسيا تستهدف تدمير الحلف و قال النائب آدم شيف، إن استخدام القوة العسكرية الروسية في سوريا يضيف تطورا جديدا "مثيراً للقلق فقد تكون الحملة الجوية الروسية قد استهدف القوات المعتدلة التي تقاتل نظام الأسد
ويبدو أن القيصر الروسي فلاديمير بوتين قد قرر التغريد منفردا في سماء سوريا فقد أجرت الولايات المتحدة غارات جوية بالقرب من حلب في مكان بعيد عن عمليات الطيران الروسي بل وصل الأمر بالروس أن يطلبوا من الطيران الأمريكي أن يبقى خارج المجال الجوي السوري وإبعاد أي قوات لها على أرض الواقع تعمل مع المتمردين.
الأمريكان المجرحون
لكن ما الذي تستهدفه الغارات الروسية هذا ما يفسره مدير وكالة المخابرات المركزية السابق، الجنرال ديفيد بتريوس، الذي قال أعتقد الهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فورا في سوريا هو تقوية الممر على ساحل البحر المتوسط بين اللاذقية حيث لديه قاعدة جوية وقاعدة بحرية روسية في طرطوس كذلك تقوية قبضة بشار الأسد على البلاد
ولم ينس بتريوس اللهجة الأمريكية المتعالية فحذرمن شراكة روسيا وإيران مع الأسد وأنته يجب على أمريكا أن تقف أمام تحقيق ذلك وأنه إذا أرادت روسيا محاربة داعش فلتنضم الى التحالف الذي يضم 60 دولة لكن الغارات الروسية اليوم وضعت ذلك الكبرياء الأمريكي المجروح تحت التراب.
وقال مسئول أمريكي رفيع المستوى لم تظهر الضربات الجوية الروسية في سوريا إلى أن استهداف جماعة الدولة الإسلامية، ولكن جماعات المعارضة الأخرى التي تقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
من المستهدف؟
وقد استهدفت الغارات الروسية بشكل واضح الجزء الغربي من البلاد، ما وراء حمص، حيث لاتتواجد أي قوى داعشية بل تتواجد فيها القوات التي ربتها الولايات المتحدة وسلحتها والتي انضمت إلى جبهة النصرة والقاعدة.
وعلى نفس المسار من الدهاء تمارس روسيا حملة سياسية هى الأضخم منذ الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييت السابق فقد صرح وزير الخارجية الروسي قائلا إن بلاده مستعدة لإقامة قنوات دائمة للاتصال لضمان المكافحة الفعالة للحد الأقصى من الجماعات الإرهابية مع الولايات المتحدة ودول أخرى وجاءت تصريحات سيرجي لافروف في مجلس الامن الدولي بعد فترة وجيزة من إعلان وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها تنفذ غارات جوية على مواقع جماعة الدولة الإسلامية في سوريا.
الشرعية المطلوبة
وبالغت السياسية الخارجية الروسية في الدهاء واستخدام الشرعية الدولية بنفس مهارة الأمريكان والأوروبيين فقال لافروف إن روسيا ستعمم قريبا مشروع قرار في مجلس الامن لتعزيز الجهود المشتركة ضد جماعات مثل الدولة الإسلامية .
من جانب آخر مد النظام السوري الغارات الروسية بغطاء شرعي بعد موافقة البرلمان الروسي الذي أعطى الضوء الأخضر لطلب الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوات الروسية في سوريا فقد أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن الغارات الجوية هي جزء من "الاتفاق الروسي-السوري لمكافحة الإرهاب الدولي والقضاء على تنظيم داعش وأن الغارات الجوية استهدفت مواقع المتطرفين في وسط سوريا بما في ذلك مناطق الراستن وتلبيسة، وكذلك المناطق القريبة من محافظة حماة.
موقف إسرائيل
وقد امتد التنسيق الروسي إلى إسرائيل التي عقد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو للبحث عن آلية لتجنب "سوء الفهم" في الأجواء السورية فكثيرا ما استهدف الطيران الإسرائيلي قوافل الأسلحة السورية والإيرانية في سوريا وحزب الله اللبناني، على الرغم من أنها لم تعترف رسميا بذلك.
ومن هنا بات على أرض المعركة المحتدمة في سوريا واقع جديد يستبدل أطراف المعادلة التي استنفدت وقتها ومحاولاتها لإسقاط بشار الأسد ومن ورائه سوريا نفسها فقد أعلن الدب الروسي عن وجوده كطرف مباشر في المعرككة الطاحنة التي مازالت رحاها دائرة طوال أربع سنوات وقد بات حتميا على المجتمع الدولي الاعتراف بالأسد كأحد أطراف أي خطط انتقالية في سوريا .
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.