الأقباط متحدون - الحرب الدبلوماسية 1-2
أخر تحديث ٠٨:٠٢ | السبت ٣ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢٣ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٠٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الحرب الدبلوماسية 1-2


بقلم - مينا ملاك عازر
مخطئ من يظن أن الحرب الدبلوماسية هي التي استعرت فور وضع العسكريون سلاحهم في أعقاب تنفيذ قرار 338 القاضي بوقف إطلاق النار في حرب أكتوبر، فلم يضع المتحاربون سلاحهم فور إصدار القرار إذ أعقبه قرارين آخرين من نفس الجهة المُصدرة للقرار الأول، وأقصد مجلس الأمن، وإصدار القرارات الثلاث فيها حروب دبلوماسية وليست حرب واحدة بل دعني أقول لك عزيزي القارئ، أنه قد سبق الحرب العسكرية حرب التحرير أو حرب التحريك حرب دبلوماسية كانت بحق حرب ضاروس.
 
بدأت فور اندلاع حرب يونيو، كان العرب يحاربون دبلوماسياً لوقف إطلاق النار عند خطوط الرابع من يونيو أي قبل الحرب، والإسرائيليون يقاتلون ليزيدوا نصرهم حتى عندما يوقف الأمريكيون الحرب يوقفونها عند نقاط مرضية، لتشبع نهمهم، ومنذ تلك اللحظة وأروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن تشهد صراع مرير بين المصريين والأمريكيين والإسرائيليين والسوفييت وبعض العرب كلاً يبحث عن مصلحته.
 
ليس محلنا الآن النقاش حول الحرب التي تلت حرب يونيو، ولكنني أريد الإشارة للحرب الدبلوماسية التي سبقت حرب أكتوبر، لقاءات محمد حافظ إسماعيل وكيسنجر السرية في فبراير ومايو من عام 1973، والتي وصل منها السادات لمضمون أنه لا جدوى للحوار مع الأمريكيين، وأنه يقاتل دبلوماسياً لإتمام تسوية شاملة لكل العرب، وهم يبحثون فقط عن فتح قناة السويس ليسهل تجميد الموقف الحربي، وانسحاب جزئي لا يُثمن ولا يُغني، وترتيبات أمنية غير مقبولة، فاضطر السادات لحشد الرأي العام العالمي في الأمم المتحدة لكي يُحرج الأمريكيين حتى يهيئ المسرح الدبلوماسي لحرب أكتوبر فيكون العالم كله راضي عما يجري ويكون الموقف الأمريكي ملوث بشبهات بل بتهم وقرائن ودلائل عدم الحيادية والنزاهة، وتحقق للسادات ما أراد، ونجح في إحراج الأمريكيين وذلك في يوليو من نفس عام الحرب المجيدة بمساعدة رجله في الأمم المتحدة أحمد عصمت عبد المجيد مندوب مصر هناك.
 
ثم كانت المعركة الأخيرة التي حسمها السيد محمد الزيات وزير الخارجية المصري في سبتمبر من نفس العام حين التقى مع كيسنجر الذي كان مُعيناً لتوه وزيراً للخارجية الأمريكية خلفاً لويليام روجرز المحامي الأمريكي صاحب مبادرتي روجرز الأشهر التي قُبلت آخرهما وبفضلها استطاعت مصر نصب مظلتها للدفاع الجوي الحامية لجنودنا عند العبور، أعود لمعركة الزيات وكيسنجر الذي قال فيها الأخير قوله الفاصل أنكم منهزمين وعليكم أن تقبلوا بما يقدم لكم أو تغيروا الموقف، كان هذا ليلة الحرب العسكرية التي قدمت فيها مصر ملحمة تعلم منها العالم كله فنون جديدة للقتال، بل تعلم العالم كله أصول الحرب الدبلوماسية قبل الحرب وإبانها، وللمزيد نلتق المقال القادم لنعرف كيف قاتلت مصر دبلوماسياً أثناء الحرب؟

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter