القمص أثناسيوس جورج
Ø§ØµØ·Ù„Ø§Ø "البارادايم" معناه مجموع ما لدى الإنسان من خبرات ومعلومات ومكتسَبات ومعتقدات وثقاÙØ© Øياة؛ ترسم Øدود تÙكيره. أﻱ أنها (نظارة العقل) أو نظام التÙكير والعدسات التي يرى بها الإنسان واقع Øياته. والبارادايم يتغير من شخص لآخر، بل ويتغير بالنسبة للشخص Ù†Ùسه من مرØلة لأخرى.
كل إنسان له صورته الخاصة -(بارادايم خاص به)- التى يدرك بها الأمور ويقيّÙمها. Ùالعقل مثل الباراشوت يعمل بشكل رائع عندما يكون منÙتØًا طيّÙعًا قابلاً للØوار والانÙØªØ§Ø Ù„Ù„Ø¥Ø¨Ø¯Ø§Ø¹ وللخروج من النمطية، ومن شرنقة الذاتية؛ كي ينتقل Ù†ØÙˆ ما هو Ø£Ùضل. والبارادايم عند الإنسان المسيØÙŠØ› تتأسس لغة خبرته البشرية على لغة الكلمة الإلهي (اللوغوس) معلم الأسرار وطبيب النÙس والجسد والروØØ› الذﻱ كلمته تÙØªØ Ø¹ÙŠÙˆÙ† النÙس Ùتبصر، وتتنÙس رائØØ© Øياة Ù…Øيية أبدية، بأكتساب الØكمة النازلة من عند أبي الأنوار، Øكمة مصÙاة تمتØÙ† كل شيء لتتمسك بالØسن (١تس Ù¥ : ٢١). ذلك الØسن الذﻱ يختاره ليسلك Ùيه ويتدرب عليه، Øتى ÙŠØ³ØªØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ù„Ù‡ Ùيه ويرى كل شيء من يد الله ولله ولأجله؛ بسراج العين البسيطة التي تجعل كل شيء هيّÙنًا.
البارادايم يعني لنا كمسيØيين أن يصنع الداخل مسيØيًا، ليجعل من غير المنظور منظورًا ومعاشًا ÙÙŠ مهارة الØياة، التى تØوّÙÙ„ Ùينا معرÙØ© الØكمة الذهنية إلى أعمال سلوكية نامية؛ ÙˆÙÙ‚ نظرتنا لما يدور Øولنا ÙˆÙينا. Ùتكون Øياتنا العملية ترجمة لبناء Ù†Ùوسنا وتقدّÙمها وإصلاØها "أتيت٠لتكون لهم Øياة؛ ولتكون هذه الØياة أوÙر وأÙضل".. أمَّا الجاهل السالك بجهالة؛ هو الذﻱ يتجنب الÙهم. والمستهزئ والمتهوّÙر هما اللذان يسخَران ويستخÙَّان بغيرهم؛ راÙضين التوبيخ، وسالكين بتكبر وهوًى. كذا الأØمق والمتمرد Ùهما يكرهان المعرÙØ©Ø› ويتØدثان باللهو؛ ثائرين مستهينين بكل تعليم وخبرة وتنظيم.
تتمØور Øياة الإنسان ÙÙŠ مجملها؛ Øول اتخاذ قرارات Øاسمة نواجهها. لذلك الØكيم هو من يخا٠الله؛ وتكون نظارته العقلية متجهة Ù†ØÙˆ تكميل خلاصه بخو٠ورعدة، يسلك ÙÙŠ كل شيء بمخاÙØ© الله، التى هى Ø£Ùضل من كل الكنوز؛ والتى تشكر الله كل Øين على عطاياه وإØساناته، Ùتقتني الرضا والاتساق، ناظرة إلى كل شيء؛ ÙˆÙقًا للÙكر الإلهي. مؤمنة أن Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØده هو الذﻱ ينجي ويسند ويÙبعد كل غباوة وعبودية للمال والشر واستعباد العالم. بارادايم الإنسان المسيØÙŠ Ù…ØªØµØ§Ù„Ø Ù…Ø¹ Ù†Ùسه؛ ما دام الداخل قد تأيَّد Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø´ÙˆØ±Ø© والتعضيد، الذﻱ ينبّÙÙ‡ بالابتعاد عن الكلام البطال؛ والانقياد لمشورات السّÙكْر والبطالة والعن٠ومسايرة أصدقاء السوء.
وظيÙØ© العين هي التي ترسم النور ÙÙŠ القلب، ليملأ الكيان بالبصيرة، ويÙيض من نبعه على طبيعة الجسد ببريقه الساطع؛ لتسمو الأÙكار وتبلغ إلى Ùهم المقاصد، Øيث تتوØد الإرادة بالاتكال والعزيمة الروØية الصØÙŠØØ© والمعاÙاة.
كلما سعى الإنسان ÙÙŠ طريق الصلاØØ› اقتنى الأدب والÙهم والاستقامة والمعرÙØ© والتمييز والعلم والمشورات التي لا تÙوزَن بالذهب؛ ولا تثمَّن بالÙضة ولا بالØجارة الكريمة. وهذه هى طبيعة عدسة المسيØÙŠ الصاØÙŠ الذﻱ لا تتمشَى عقليته وسلوكه مع العقول التي خرَّبها عن٠الشر والÙساد والإلØاد وجنون الإرادة الذاتية؛ ولا ينجر٠لدعوى الØرية الكاذبة المنÙلتة؛ التي جلبت على العالم الانØلال الأخلاقي والضياع، تØت ستار الØرية الÙردية. لذلك يمارس المستثمرون الروØيون Øقهم ÙÙŠ الخيارات؛ ليختاروا الØكمة ويتطلع كلٌّ باستقامة للتعليم السماوﻱ، وتنØاز قراراتهم لتØقيق تكاملهم الروØÙŠ بØكمة بين الكاملين، من دون تØجر أو غلاظة؛ بل بإنÙØªØ§Ø Ø´ØºÙˆÙ Ù„Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ… والÙØص تØت Ù†Ùير Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Øلو، متسلّÙقين Ù†ØÙˆ المصاعد، ØاÙظين بÙوصلتهم ÙÙŠ ØÙظ الرأﻱ والتدبير والأدب.
كثيرون تضاعÙت سÙÙ†Ùيّ Øياتهم عندما بقيت Ø£Ùكارهم وإنجازاتهم Øية، Øتى بعد موتهم، وبقيت سيرتهم وكلماتهم عاملة ÙÙŠ الناس.. ÙÙŽÙ‡Ùمْ وإن ماتوا؛ لكنهم يعملون خلال نعمة الله التي قَبÙلوها. مستثمرين عطية الÙَهْم والمعرÙØ© بطريقة إيجابية، من دون انØرا٠يمينًا أو يسارًا، بل بمعقولية نعمة ÙˆÙطنة صالØØ©ØŒ ÙÙŠ أعين الله والناس، Øتى وإن قاومهم البعض؛ يبقوا مكرمين عند الأكثرين.
المتعقل دائمًا يتريَّس ليØÙظ كيانه من الخداع والتÙاهة والتشويش، بالالتجاء إلى Øضن الكنيسة (قصر الØكمة الملوكي) ليلبس ثياب الرزانة والسمو، وتتمركز Øياته ÙÙŠ الله؛ ÙتÙعطَى قيمة ومعنى وغاية أبدية. سائرًا ÙÙŠ طريقه Ø¨Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø± لليمين واليسار ولا يميل يَمْنةً ولا يَسْرةً (أم Ù¤ : ٢٧). يستمد وجوده وهويّته Identity بإتØاده بالله. ÙˆØريته نابعة من جÙرن معموديته، ومن صيرورته كائنًا كنسيًا؛ له Ùكر وعقل وسلوك ورؤية؛ تجعله يوجد ويØيا كصورة الثالوث. ممنطقًا Ø£Øقاء ذهنه صاØيًا (١بط Ù¡ : ١٣)ØŒ أﻱ يربط وسط ذهنه بØزام استعداد الÙهم والتÙكير العميق والدقيق، للتÙتيش ÙÙŠ الكتب المقدسة ÙˆØكمة الله المتنوعة؛ Øسب قصد الدهور، Øتى يبلغ بها غاية وثمرة إيمانه التي هي خلاص النÙس، الذﻱ تعيَّن ليناله، بكلمة الله الثابتة إلى الأبد، التي تشكّÙÙ„ وَعْينا وتهندس Ùكرنا، مقابل ثقاÙØ© ÙˆÙكر الجسد الذﻱ يَيْبَس كالعشب ويسقط كزهر العشب.
وكل Ùكر وسلوك صالØØ› إنما يمجد صورة الله ÙÙŠ الإنسان العاقل المخلوق على صورته ومثاله. يمجد صورته ويشترك ÙÙŠ عظمته؛ Ùيصير ÙÙŠ كرامة ونجاØØŒ ضد التسيّÙب والاستهتار والإÙراط والتثقل بخمر سÙكْر هموم الØياة. صاØيًا كجندﻱ لله ÙÙŠ كل عمل صالØ.
ليتنا نطلب من الله القوة المرشÙدة لنÙوسنا التى بواسطتها نعر٠الأشياء ونميزها، ÙØªØµØ¨Ø Ø³ÙŠØ±ØªÙ†Ø§ مستقيمة ولا عثرة Ùيها. Øريصين من التواني والغÙلة لئلا نصير مثل شمشون الذﻱ أصابه الغرور واستسلم لإمرأة غريبة ÙØلقت رأسه، ÙˆÙارقته Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù„Ù‡ ÙÙŠ الØال، وضعÙت قوته وربطوه؛ وصار أضØوكة وألعوبة، Ùأتى الغرباء وقلعوا عينيه. ÙلنهرÙب Ù†ØÙ† أيضًا من القاسي غير الرØيم؛ لئلا يقلع عيني عقولنا (البارادايم).