كتب : القمص أثناسيوس جورج
خرج الآلا٠من الأقباط أمام مبنى ماسبيرو بعد الهدم التدريجي على مدى ۲۲ساعة لكنيسة الشهيدين بأطÙÙŠØØŒ وعلى وَقْع التهجير القÙسرﻱ للأقباط هناك، خرجوا بعد Øرق ممتلكاتهم وتخويÙهم إلى الØد الذﻱ تقهقر أمامه الجيش إبان Øكم المجلس العسكري ...خرجوا واÙترشوا الأرض لبضعة أيام وقد شاركهم مسلمون Ø£Øرار، خرجوا ليقولوا للمعتدﻱ لماذا تضربني؟! بل لماذا تقتلني؟! لماذا تذبØني؟! لماذا تØرقني؟! لماذا تهدمني؟! لقد Øوَّلنا الخد الأيمن والأيسر، وقد شبعنا تلطيشًا بالقتل الجماعي. خرجوا ليقولوا لكل الثعالب الماكرة ÙƒÙÙÙ‘Ùوا عن الترهيب والتخوي٠والظلم. لقد سبق وقيل أن المل٠القبطي لن ÙŠÙØÙŽÙ„ بمعزل عن الإصلاØات الشاملة، وها النظام الÙاسد قد سقط بجملته!! Ùمتي هو الأوان المناسب لوضع المطالب القبطية ضمن دولاب إعادة بناء الدولة، Ùإذا كان الوقت غير مناسب، Ùمتى إذن سيكون الوقت مناسبًا؟! خاصة بعد Ø§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„Ù‚Ø¨Ø·ÙŠØ© والتهديم الذﻱ أعقب الثورة ،والØرائق والقتل اليومي علي الهوية .
لقد جاء خروج الأقباط عÙويًا بعد أن اجتازوا المعصرة وذاقوا مرارة الأØزان ÙÙŠ كل مذبØØ© وجنازة جماعية، تظاهروا ÙÙŠ ماسبيرو وجعلوه بيتهم وأصروا على البقاء هناك Øتى تعود الثقة والمصداقية والØيادية ÙÙŠ التعامل معهم كمواطنين لا كرعايا، كمصريين لا كجَالية، مطالبين بØماية القانون لهم من استقواء الرعاع والغوغاء الذين استباØوهم، ذهبوا كضØايا لا كمبتزّين، Ù‡Ùدمت كنيستهم وذÙØ¨Ø Ù…Ù†Ù‡Ù… المئات ÙÙŠ Øصيلة مذابØØŒ الكÙØ´Ù’Ø (Û²Û³)ØŒ مذبØØ© نجع Øمادﻱ (Ù¨)ØŒ أبو قرقاص (Ù©)ØŒ العمرانية (Û³)ØŒ الإسكندية (Û²Û³)ØŒ المقطم (Û±Ù )ØŒ هذا غير الشهداء الذين Ø°ÙبØوا بالقَطّاعي علي مدار الساعة ÙÙŠ كل ربوع القطر . وسط هذه
الدماء الصارخة والاÙواه الضارعة والايادي المرÙوعة والقلوب الØزينة ،وأمام إجرام واستكبار الاذان الصمَّاء والتواطؤ . ذهب هؤلاء الأقباط الأØرار بمئات الآلاÙØ› ليعلنوا أمام العالم أجمع أنهم لن ÙŠÙÙرّÙطوا ÙÙŠ هذه الدماء السَخÙيَّة، وليعلنوا أيضا أن القتلة ليسوا أسوأ من الØكام. Ùلو كان الØكام اØترموا القانون والعدالة ÙˆØقن الدماء؛ لَمَا تجرَّأ الإرهابيون ومدّÙوا أياديهم بالإثم إليهم، وما اغتالوهم عن عَمْد خسيس واØرقوا ونهبوا مئات الكنائس والممتلكات .ÙÙŠ
ماسبيرو
وقÙوا وقÙØ© متØضّÙرة وسلمية لأن العن٠ليس طريقتهم، Ùقد علَّمهم السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ØÙ‚ الدÙاع عن أنÙسهم لا الانتقام لأنÙسهم (إن كنت٠قد تكلمت٠رديئًا؛ Ùاشهد على الردﻱء) (يو ١٨ : ٢٣)ØŒ وقÙوا مصلّÙين مرنّÙمين داعين لمصر بلدهم بالسلامة والعاÙية، راÙعين صÙلبانهم كشهداء بالنيَّة؛ وكمشاريع للشهادة بل وكشهداء تØت الطلب، هادمين ظÙنون وكل عÙÙ„Ùوّ٠يرتÙع ضد معرÙØ© الله، لأن مطالبهم مطالب عدل ÙˆØÙ‚ وقبول ومشاركة الخير. راÙضين الغباوة المÙشينة والاتهامات الوضيعة التي جعلتهم Ùريسة البلطجة والأكاذيب والشائعات وشهادات الزور التي لأولاد المعصية، وقد سَئÙموا لعبة الطائÙية والمشي على الØبال (لا انÙلات كامل ولا هدوء كامل؛ كي تبقى الطائÙية Øاضرة ÙÙŠ المشهد السياسي اليومي للØياة المصرية).
ذهب الأقباط إلى ماسبيرو؛ لا من أجل طلبات Ùئوية كما ÙŠÙشيع المÙغرضون، لكن بالأØرى من أجل عدم سرقة الثورة، ÙˆØتى لا ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø«ÙˆØ±Ø© مسروقة Ù„Øساب الانتهازيين. ذهبوا Øتى لا تعود ذهنية التواطؤ والمساومات التي أرهقتهم.. ذهبوا للمطالبة بدولة مدنية لا تقبل العقاب الجماعي والمواربة والÙزَّاعات، بل دولة القانون المÙÙَعَّلة، وقÙوا ليسألو لماذا Ù‡ÙدÙمت كنيستهم ولماذا تÙغلق كنائسهم ولماذا أطلقت الشرطة والجيش الرصاص عليهم تØديدًا؟ وهم يتساءلون لماذا ÙŠÙعل المسلمون هكذا بكنائسهم ،ولماذا يوجد مصريون بلا مصرية؟ وبَشَر بلا إنسانية؟ صÙمٌّ بÙكمٌ عÙميٌ لا ÙŠÙقهون. ويسألون أيضًا هل إعادة بناء الكنيسة ÙŠØتاج إلى رأﻱ الشرع أم رأﻱ القانون؟! ÙŠØتاج إلى رأﻱ الشرعية أم إلى رأﻱ الخلاÙة؟!. الكنيسة التي تزرع الخير والوءام والرØمة والتي لا مكان Ùيها لشر أو عدوان ..
وق٠الأقباط لهذا كله؛ بعد أن رأوا أنقاض كنيستهم ÙˆØرمانهم من Øقهم ÙÙŠ الØياة والصلاة.. وقÙوا ليقولوا بأﻱ ذنب Ù‡Ùدمت الكنيسة؟! لأن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹Ù„Ù‘ÙŽÙ…Ù‡Ù… Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø Ù„ÙƒÙ† لم يعلمهم التخاذل والتÙريط.
تشبّث المتظاهرون غير Ù…Ùذعنين للممطالة والمراوغة المعتادة من الذين ÙŠØترÙون اللعب بالبيضة والØجر؛ وبشمَّاعة التوازنات وبتوظي٠البلطجية، ولم يرضخوا لمن Øرَّضوا عليهم واستماتوا لتشويه وقÙتهم، إذ لا زال هناك من يتناسَى بأن الÙاسد قد سقط ومعه زبانيته وهم قَيْد المØاكمة، وسيÙدانوا بالقضاء العادل من الله لنÙس المصير الذﻱ جلبوه علينا، وسترتدّ أعمالهم على رؤوسهم بعد أن خزَّنوا لأنÙسهم النار التي لا تÙØ·ÙØ£.
تØية لهؤلاء الذين يصنعون الآن تاريخهم ÙˆØضورهم، والذين كسروا Øاجز الخو٠ضمن شباب التØرير، تØية لأؤلئك الذين أصابهم السأم من التجمد والÙساد والوÙصاية. Ùذهبوا بوجدانهم وإØساسهم المصرﻱ خارج التنميط والمØاذير، متجمعين كأقباط ومسلمين ÙÙŠ عÙوية الذات والاقتناع والمثابرة من أجل مصر يتعايش Ùيها الجميع بكرامة. ولنثق كمؤمنين بأن الساعة قد أتت وهي لنا منذ بدء الزمن Øتى نهايته، Ùكل ساعة بالنسبة لنا هي ساعة Øاسمة لمجد الله، لكي يتمجد ويØطم كل قوات الظلمة، ويÙسقط على الأرض كل الذين يتداÙعون للقبض عليه، ÙÙŠÙشهّÙر بإبليس ويجرّÙد السلاطين جهارًا ظاÙرًا بهم، ويÙطلق الأسرى بالØرية، ويÙعين عبورنا ÙÙŠ هذه الدنيا Øتى يركض العالم Ù†ØÙˆ الله.